من أقوال السلف في الصيام
حكمــــــة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: في صوم شعبان أكثر من غيره ثلاث معان:
أحدها: أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما شغل عن الصيام أشهراً، فجمع ذلك في شعبان، ليدركه قبل الفرض.
الثاني: أنه فعل ذلك تعظيماً لرمضان، وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيماً لحقها. الثالث: أنه شهر تُرفع فيه الأعمال، فأحبَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يرفع عمله وهو صائم.
حكمــــــة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام، ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرفث، فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه كله نافعاً صالحاً، وكذلك أعماله. فهي بمنزلة الرائحة التي يشمها من جالس حامل المسك، كذلك من جالس الصائم انتفع بمجالسته له، وأُمِن فيها من الزور والكذب والفجور والظلم، هذا هو الصوم المشروع، لا مجرد الإمساك عن الطعام والشراب.
حكمــــــة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: أن ينظر إلى مادة قوة الشهوة فيجدها من الأغذية المحركة للشهوة، إما بنوعها وإما بكميتها وكثرتها، فليحسم هذه المادة بتقليلها، فإن لم تنحسم فليبادر إلى الصوم، فإنه بُضيق مجاري الشهوة ويكسر حدتها، ولا سيما إذا كان أكله وقت الفطر معتدلاً.
وقال رحمه الله: الصوم ناهيك به من عبادة تكُفُّ النفس عن شهواتها، وتخرجها عن شبه البهائم إلى شبه الملائكة المقربين،...وأي حسن يزيدُ على حسن هذه العبادة التي تكسرُ الشهوة، وتقمعُ النفس...وتزهدُ في الدنيا وشهواتها، وترغبُ فيما عند الله
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين رحمه الله: ومن حِكَمِ الصيام: كسر حِدَّة النفس، لأن النفس إذا كمَل لها نعيمُها، من أكل وشرب ونكاح، حملها ذلك على الأشَر والبَطَر ونسيان الآخر، وأصبح الإنسان كالبهيمة ليس له همٌّ إلا بطنه وفرْجه فإذا كبَح جماحَ نفسه وعوَّدها على تَحمُّل المشاقِّ وتحمُّل الجوع وتحمُّل الظمأ وتحمُّل اجتناب النكاح صار في هذا تربية عظيمة
حكمــــــة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات، فهو من أكبر العون على التقوى، كما قال الله تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [[البقرة:183]
وقال رحمه الله: وبالجملة فعون الصوم على تقوى الله أمر مشهور، فما استعان أحد على تقوى الله وحفظ حدوده واجتناب محارمه بمثل الصوم.
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين رحمه الله: الله لم يُشرَعِ الصيام إلا لحِكَمٍ عظيمة، أهمُّها وأجلُّها وأعظمُها: التقوى: تقوى الله عز وجل؛ لقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، هذه هي الحكمة من أجل تقوى الله عز وجل، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للصائم: (إذا سابَّه أحدٌ أو شاتمه فليقُلْ: إنِّي صائمٌ)؛ أي: لا يسبُّه ويرُدُّ عليه بالمثْل، وليَقُل: إني امرؤ صائم، والصائم لا يسبُّ ولا يشتُمُ ولا يَصخَبُ، بل عنده الطمأنينة والوقار والسكينة، وتجنُّب المحرمات والأقوال البذيئة؛ لأن الصوم جُنَّة يتَّقي به الإنسانُ محارمَ الله، ويتقي به النارَ يوم القيامة، وهذه أعظمُ حِكَم.
حكمــــــة
قال الحافظ ابن رجب: إذا اشتد توقان النفس إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه ثم تركته لله عز وجل في موضع لا يطلع عليه إلا الله، كان ذلك دليلاً على صحة الإيمان، فإن الصائم يعلم أن له رباً يطلع عليه في خلوته، وقد حرم عليه أن يتناول شهوته المجبول على الميل إليها في الخلوة، فأطاع ربه وامتثل أمره واجتنب نهيه خوفاً من عقابه ورغبة في ثوابه، فشكر الله تعالى له ذلك واختص لنفسه عمله هذا من بين سائر أعماله.
حكمــــــة
قال العلامة عبدالله بن حسن القعود: من الأمراض التي قد تعترى أحدنا بينما هو شعلة متحرك وإذا هو بدأ يتغير...علاج مثل هذه الأشياء: أن يتعاهد الإنسان نفسه بالقرآن، يقرأ القرآن يتعاهد نفسه بالسنة، يتعاهد نفسه بالأعمال الصالحة، يكثر من نوافل العبادة مع نفسه، يقوم الليل بينه وبين ربه، ويسأل الله أن يشد من أزره، يصوم ما تيسر