من أقوال السلف في الإيمان
حكمــــــة
قال الإمام الغزالي رحمه الله: أكثر الناس لم يدخل الإيمان باليوم الآخر صميم قلوبهم، ولم يتمكن من سويداء أفئدتهم، ويدل على ذلك شدة تشمرهم واستعدادهم لحر الصيف، وبرد الشتاء، وتهاونهم بحرِّ جهنم، وزمهريرها، مع ما تكنفه من المصاعب والأهوال، بل إذا سئلوا عن اليوم الآخر، نطقت به ألسنتهم، ثم غفلت عنه قلوبهم. فأشعر قلبك تلك المخاوف والأخطار، وأكثر فيها التفكر والاعتبار.
حكمــــــة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: لما كان الكافر ليس في قلبه شيء من الإيمان والخير يتغذى به انصرفت قواه ونهمته كلها إلى الغذاء الحيواني البهيمي...أما المؤمن فإنه إنما يأكل العلقة؛ ليتقوى بها على ما أمر به... فإذا أخذ ما يغذيه ويقيم صلبه، استغنى قلبه ونفسه وروحه بالغذاء الإيماني عن الاستكثار من الغذاء الحيواني... فإذا قويت مواد الإيمان ومعرفة الله وأسمائه وصفاته، ومحبته ورجائه والشوق إلى لقائه في القلب استغنى بها العبد عن كثير من الغذاء، ووجد لها قوة تزيد على قوة الغذاء الحيواني
حكمــــــة
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: الإيمان له حلاوة وطعم يذاق بالقلوب كما يذاق حلاوة الطعام والشراب بالفم، فإن الإيمان هو غذاء القلوب وقوتها كما أن الطعام والشراب غذاء الأبدان وقوتها، وكما أن الجسد لا يجد حلاوة الطعام والشراب إلا عند صحته فإذا سقم لم يجد حلاوة ما ينفعه من ذلك، بل قد يستحلي ما يضره وما ليس فيه حلاوة لغلبة السقم عليه، فكذلك القلب إنما يجد حلاوة الإيمان من أسقامه، فإذا سلم من مرض الأهواء المضلة والشهوات المحرمة وجد حلاوة الإيمان حينئذ، ومتى مرض وسقم لم يجد حلاوة الإيمان، بل يستحلي ما فيه هلاكه من الأهواء والمعاصي.
وإذا ذاق العبد حلاوة الإيمان، ووجد طعمه وحلاوته، ظهر ثمر ذلك على لسانه وجوارحه، فاستحلى اللسان ذكر الله وما والاه، وأسرعت الجوارح إلى طاعة الله.
حكمــــــة
قال العلامة عبدالله عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: اختلف في هذه الحلاوة: هل هي حلاوة محسوسة أو حلاوة معنوية؟ فالقول الأول: وعليه الأكثرون أنها حلاوة معنوية.
والقول الثاني: أنها حلاوة حسية، ولعل هذا أقوى القولين: أن للإيمان حلاوة حسية.
وقد يقال: ما كيفية تلك الحلاوة الحسية؟ فنقول: وجدان نشوة في الجسم، ووجدان أريحية وفرح واستبشار وسرور بمثل هذه الأعمال، حيث يجد الإنسان في بدنه كله ارتياحاً والتذاذاً...ويبتهج بالأعمال الصالحة أعظم من الملذات الدنيوية.
حكمــــــة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم إذا اجتمعوا واشتاقوا إلى حادٍ يحدُو بهم ليطيب لهم السيرُ ومُحركٍ يحرك قلوبهم إلى محبوبهم أمروا واحداً منهم يقرأ والباقون يستمعون فتطمئن قلوبهم وتفيض عيونهم، يجدون من حلاوة الإيمان أضعاف ما يجده السماعاتيه من حلاوة السماع.
حكمــــــة
قال العلامة عبدالله بن محمد ابن حميد رحمه الله: مجرد كثرة الصلاة وكثرة الصوم والزهد في الدنيا لا يؤثر إذا كان الإنسان لا يفرق بين أعداء الله وأولياء الله، كلهم عتده سواء، فإذا قابل الكافر رحب به، وأكرمه كما يصنع مع أولياء الله ولا فرق، هذا صلاته وصومه لن يجد بهما طعم الإيمان، وهو على ذلك.
حكمــــــة
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: كلما قوي إيمان العبد زال من قلبه خوف أولياء الشيطان وكلما ضعف إيمانه قوي خوفه منهم.
**القلب...إذا أشرق فيه نور الإيمان واليقين بالوعد، وامتلأ من محبة الله وإجلاله رقَّ وصارت فيه الرأفةُ والرحمة، فتراه رقيقاً رحيماً رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم، يرحم النملة في جُحرها، والطير في وكرها، فضلاً عن بني جنسه.
حكمــــــة
قال العلامة السعدي رحمه الله: من دخل الإيمان في قلبه، وكان مخلصاً لله، في جميع أموره فإن الله يدفع عنه ببرهان إيمانه، وصدق إخلاصه، من أنواع السوء والفحشاء وأسباب المعاصي، ما هو جزاء لإيمانه وإخلاصه
**الإيمان الصادق يمنع صاحبه من الإقدام على المحرمات.
**كلما قوي إيمان العبد تولاه الله بلطفه ويسره لليسرى وجنبه العسرى.
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين: كلما كان الإنسان أقوى إيماناً بالله، كان القرآن أنفع له في شفاء مرض القلب وفي نور القلب وفي انشراح الصدر وفي طمأنينة القلب وجرِّب
**كلما كان الإنسان أشد إيماناً بالله وأشد توحيداً له كان أشد أمناً واستقراراً.
قال العلامة العثيمين: كلما كان الإنسان أقوى إيماناً بالله، كان القرآن أنفع له في شفاء مرض القلب وفي نور القلب وفي انشراح الصدر وفي طمأنينة القلب وجرِّب
**كلما كان الإنسان أشد إيماناً بالله وأشد توحيداً له كان أشد أمناً واستقراراً.
**الإيمان الحقيقي هو الذي يؤدي إلى الطمأنينة فالنفس المطمئنة هي المؤمنة مؤمنة في الدنيا آمنة من عذاب الله يوم القيامة
**كلما قوي إيمان الشخص قوي فهمُه في شريعة الله تعالى، سواء من الكتاب أو السنة، لأن الإيمان نور يقذفه الله تعالى في القلب، فيُبصرُ به ما لا يُبصرُهُ غيره.
حكمــــــة
قال العلامة السعدي رحمه الله: ينبغي للعبد أن يسعى ويجتهد في عمل الأسباب الجالبة للإيمان، والمقوية للإيمان. ومن أعظم ذلك: تدبر القرآن، فإنه يزيد في علوم الإيمان وشواهده، ويقوي الإرادة القلبية، ويحثّ على أعمال القلوب من التوكل، والإخلاص، والتعلق بالله الذي هو أصل الإيمان. وكذلك معرفة أحوال النبي صلى الله عليه وسلم، وسماع أحاديثه، ومعرفة معجزاته، وما هو عليه من الأخلاق والأوصاف. وكذلك التفكر في ملكوت السماوات والأرض ما أودع فيها من الآيات والبراهين الدالة على وحدانية الله وصفاته وآلائه. وكذلك التفكر في نعم الله الظاهرة والباطنة الخاصة والعامة، فإنها تدعو دعاء حثيثاً إلى الإيمان وتقوية...وكذلك النظر في أحوال الأنبياء والصديقين وخواص المؤمنين، ومعرفة أحوالهم، وتتبع أمورهم، من أكبر مقويات الإيمان ومواد تغذيته. وكذلك الضرورات التي تلجئ العبد إلى ربه وتحثه على تذكره وكثرة دعائه،....كلها من مقويات الإيمان.
حكمــــــة
قال العلامة عبدالله بن حسن القعود رحمه الله: إني أنصح...الشباب...أن يبذلوا الجهد بتلاوة كتاب الله بقراءة سير أنبياء الله بتأمل نصوص الوعد في هذه الأمور لعل الله أن يعمق الإيمان في القلوب.
**فليبذل الإنسان متقياً الله. طائعاً لله، مستعيناً بما يقدر عليه، من استماع وفعل ما يقوى إيمانه من طاعات، من مجالسة أخيار، من قراءة سير الصالحين
حكمــــــة
قال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن العباد البدر: من أسباب زيادة الإيمان وتقويته أن يجتهد المسلم في القيام بالأعمال الصالحة الخالصة لوجه الله تعالى، وأن يكثر منها، ويداوم عليها، فإن كل عمل يقوم به المسلم مما شرعه الله ويخلص نيته فيه يزيد في إيمانه، لأن الإيمان يزيد بزيادة الطاعات وكثرة العبادات.
حكمــــــة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء:59] وقد أجمع الناس على أن الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرد إليه في حياته، وإلى سنته بعد مماته. فأمر سبحانه عباده المؤمنين أن يردوا ما تنازعوا فيه إليه وإلى رسوله وخاطبهم أولاٍ بلفظ الإيمان، ثم جعل آخراً الإيمان شرطاً في هذا الرد، فالإيمان يوجب عليهم هذا الرد وينتفي عند انتفائه فمن لم يردَّ ما تنازع فيه هو وغيره إلى الله ورسوله لم يكن مؤمناً.
لا يجتمع الكذب والإيمان إلا ويطرد أحدهما صاحبه، ويستقر موضعه.
حكمــــــة
ال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن العباد البدر: خلطة الفساق وأهل السوء من أعظم أسباب نقص الإيمان وضعفه، بل وربما اضمحلاله وتلاشيه.
** ومن أسباب نقص الإيمان وضعفه الاشتغال بعرض الحياة الدنيا الزائل، وشغل الأوقات فيها والانهماك في طلبها، والجري خلف ملذاتها وفتنها ومغرياتها، فمتى عظمت رغبة العبد فيها، وتعلق قلبه بها، ضعفت الطاعة عنده، ونقص الإيمان.
حكمــــــة
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ما كثُرت الآن الآفات والأمراض النفسية إلَّا بسبب ضَعْف الإيمان لدى كثير من الناس، وإلَّا فمَنْ عنده قوة إيمان لا يُمكن أن يُصيبه شيءٌ من هذا، وأضرب لكم مثلًا بالقضاء والقَدَر، فإذا اجتهد إنسان يريد أن يصل إلى أمر من الأمور، لكن أُخلِفَ الأمرُ، وكان الواقع على خلاف ما يريد، فمَنْ عنده إيمانٌ بالقَدَر ورضًا بالله عز وجل ربًّا، فإنه يتساوى عنده الأمران، ويقول: ما أُمِرْتُ به فعلتُه، حرصْتُ على ما ينفعُني، واستعنْتُ بالله، وما خرج عن طاقتي فهو إلى ربِّي، وربِّي يفعل بي ما يشاء، ويقول: قدَّر اللهُ وما شاء فَعَلَ، فتجده مطمئنًّا تمامًا، ونفسُه راضية مع الله عز وجل في قَدَره، ومع الله في شرعه، لكن مَنْ عنده ضعف إيمان إذا جاءت الأمور على خلاف ما يريد، فإنه يتكدَّر ويندم، ويقول: يا ليتني ما فعلتُ، ولو لم أفعل كذا لكان كذا، وما أشبه ذلك، ثم تَعتريه الأمراض النفسية والهواجس.
** الآن لما كان عند الناس شيء من ضعف الإيمان، صار أقل شيء يوجد بينه وبين زوجته، وأقل غضب، ولو على أتفه الأشياء تجده يغضب، ويطلق.
حكمــــــة
قال العلامة جمال الدين القاسمي رحمه الله: نفس غير المؤمن في نكد مستمر، وداء دوي، لا برء له إلا بالإيمان...فكل من لم يؤمن به فهو في ضيق صدر، وهموم، ومحابس، لا يجد منها مخارج إلا به، ولا يرتاب في ذلك إلا من كابر حسه وناقض وجدانه. فإن دين الإسلام هو دين الفطرة، دين اليسر، دين العقل، دين النور الذي تنشرح به الصدور، وتطمئن به القلوب، وتشفى به الأنفس من أدوائها، وتهتدى به من ضلالها وحيرتها، وتستنير به من ظلماتها.
حكمــــــة
قال الشيخ عبدالله بن محمد المطلق: الإيمان الصادق الذي وقر في القلب، وصدقته الأعمال له علامات تدل عليه، كما تدل أشعة الشمس عليها...منها: أن يكون الله ورسوله أحبّ إلى الإنسان من كل شيء...ومنها: الاستجابة التامة لأوامر الله ورسوله...ومنها: الحب في الله والبغض في الله...ومنها: ايثار الآخرة على الدنيا...ومنها: عمارة المساجد...ومنها: محبة الطاعات وبغض المعاصي...ومنها: الرضا بالقضاء والقدر.