من أقوال السلف في النصر وأسبابه
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيب﴾ [البقرة:214] من فوائد الآية: أنه ينبغي للإنسان ألا يسأل النصر إلا من القادر عليه، وهو الله عز وجل، لقوله تعالى: ﴿ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ ﴾
حكمــــــة
قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله: الاعتماد على نصر الله، لا على قوة، ولا سلاح، ولا كثرة، ولا عتاد، ولا شجاعة، ولا مرونة، ولا فراسة، إنما هو الثقة بالله وحده.
ونحن لا نقول: إن هذه الأشياء لا ينبغي استعمالها بل الله أمرنا بأن نستعمل من القوة ما نقدر عليه ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّة وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ ﴾ [الأنفال:60] وثبت في الحديث تفسير القوة بالرمي، فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن القوة الرمي.) لكن لا تتخذ هي السبب، ولا يعتقد العبد أنها هي الوسيلة للنصر، فالذين مثلاً يقولون: إن أعداء المسلمين يملكون قنابل، ويملكون الطائرات القاذفة، ويملكون من القوة ما لا يملكه المسلمون، وعندهم وعندهم، ويخافون أولئك الأعداء ويعظمونهم في نفوسهم، إنما هذا من الشيطان. ﴿ إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ ﴾ [آل عمران:175] لكن لو كانوا صادقين في إيمانهم ومضوا مقبلين على ربهم، واثقين بنصره، فإنهم لن يخذلوا، ولن ينهزم لهم جيش إذا كانوا صادقين مستعملين ما معهم من القوة، ومع ذلك واثقين بأن النصر بالله تعالى لا بالقوة، بل بالله ثم بقوة الإيمان، ثم الأسلحة، والعتاد، والقوة فهذه مكملة لا أنها أساس في القوة، أو في الصبر
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين رحمه الله: قوله عز وجل: ﴿ إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ ﴾ [آل عمران:160] عام، يعني: لا أحد يغلبكم مهما كانت قوته، ومهما كان عدده، وإنما قال الله عزوجل ذلك من أجل أن نعلّق النصر بالله عز وجل لا بغيره....وقال: مهما عظمت الأسباب إذا لم يؤيد الله الإنسان بنصر فإنه لن ينتصر.
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيب﴾ [البقرة:214] من فوائد الآية: حكمة الله، حيث يمنع النصر لفترة معينة من الزمن مع أنه قريب.
حكمــــــة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 45-46] أمر المجاهدين فيها بخمسة أشياء، ما اجتمعت في فئة قط إلا نُصرت، وإن قلت وكثُر عدوُّها:
أحدها: الثبات.
الثاني: كثرة ذكر الله:
الثالث: طاعته وطاعة رسوله
الرابع: اتفاق الكلمة، وعدم التنازع الذي يوجب الفشل والوهن، وهو جُند يقوي به المتنازعون عدوهم عليهم، فإنهم في اجتماعهم كالحزمة من السهام، لا يستطيع أحد كسرها، فإذا فرقها وصار كل منهم وحده، كسرها كلها.
الخامس: ملاك ذلك كله وقوامه وأساسه، وهو الصبر.
فهذه خمسة أشياء تبتني عليها قبة النصر، ومتى زالت أو بعضها، زال من النصر ما نقص منها، وإذا اجتمعت قوَّى بعضها بعضًا، وصار لها أثر عظيم في النصر، ولما اجتمعت في الصحابة لم تقُم لهم أمة من الأمم، وفتحوا الدنيا، ودانت لهم العباد والبلاد.
وقال رحمه الله: قد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحًا يفتح به...ومفتاح النصر والظفر: الصبر
وقال رحمه الله: فإن الله سبحانه جعل الصبر جواداً لا يكبو، وصارماً لا ينبو، وجنداً غالباً لا يهزم، وحصناً حصيناً لا يهدم، ولا يثلم، فهو والنصر أخوان شقيقان، فالنصر مع الصبر
حكمــــــة
قال العلامة السعدي رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ ﴾ [محمد:7]: هذا أمر منه تعالى للمؤمنين، أن ينصروا الله، بالقيام بدينه، والدعوة إليه، وجهاد أعدائه، وأن يقصدوا بذلك وجه الله، فإنهم إذا فعلوا ذلك، نصرهم، وثبت أقدامهم، أي: يربط على قلوبهم بالصبر، والطمأنينة، والثبات، ويصبر أجسادهم على ذلك، ويعينهم على أعدائهم، فهذا وعد من كريم صادق الوعد.
وقال رحمه الله: التوحيد...من فضائله...أن الله تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا