من أقوال السلف في النصر وأسبابه
من أقوال السلف في النصر وأسبابه
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 45-46] أمر المجاهدين فيها بخمسة أشياء، ما اجتمعت في فئة قط إلا نُصرت، وإن قلت وكثُر عدوُّها:
أحدها: الثبات.
الثاني: كثرة ذكر الله:
الثالث: طاعته وطاعة رسوله
الرابع: اتفاق الكلمة، وعدم التنازع الذي يوجب الفشل والوهن، وهو جُند يقوي به المتنازعون عدوهم عليهم، فإنهم في اجتماعهم كالحزمة من السهام، لا يستطيع أحد كسرها، فإذا فرقها وصار كل منهم وحده، كسرها كلها.
الخامس: ملاك ذلك كله وقوامه وأساسه، وهو الصبر.
فهذه خمسة أشياء تبتني عليها قبة النصر، ومتى زالت أو بعضها، زال من النصر ما نقص منها، وإذا اجتمعت قوَّى بعضها بعضًا، وصار لها أثر عظيم في النصر، ولما اجتمعت في الصحابة لم تقُم لهم أمة من الأمم، وفتحوا الدنيا، ودانت لهم العباد والبلاد.
وقال رحمه الله: قد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحًا يفتح به...ومفتاح النصر والظفر: الصبر
وقال رحمه الله: فإن الله سبحانه جعل الصبر جواداً لا يكبو، وصارماً لا ينبو، وجنداً غالباً لا يهزم، وحصناً حصيناً لا يهدم، ولا يثلم، فهو والنصر أخوان شقيقان، فالنصر مع الصبر