من أقوال السلف في مسائل تتعلق بالبيوت
حكمــــــة
قال العلامة ابن باز رحمه الله: القراءة في البيوت والصلاة فيها،...من القربات، ومما يحبُّه الله عز وجل، وهي سبب من أسباب وجود البركة في البيت، ومن أسباب قلَّة الشياطين فيها، لأنها تنفر من سماع ذِكر الله، فهي تكره سماع الخير وتحبُّ سماع الشر. فكلما كان أهل البيت أكثر قراءةً للقرآن وأكثر مذاكرةً للأحاديث وأكثر ذكراً لله وتسبيحاً وتهليلاً، كان أسلم من الشياطين وأبعد منها وكلما كان البيت مملوءًا بالغفلة، وأسبابها من الأغاني والملاهي والقيل والقال، كان أقرب إلى وجود الشياطين المشجعة على الباطل.
عدم خروج الزوجة من بيت زوجها إذا طلَّقها وهي رجعية
قال العلامة العثيمين رحمه الله: لا يجوز للزوج إذا طلَّق زوجته أن يُخرِجَها من بيته، ولا يجوز للمرأة أن تخرج من بيت زوجها إذا طلَّقها إلى انتهاء العِدَّة....يجب أن تبقى المرأة في بيت الزوج، ويحرم على الزوج أن يُخرِجَها، بل تبقى إلى أن تنتهي العِدَّةُ؛ لأن الله بيَّنَ الحِكْمةَ من ذلك؛ فقال: ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾[الطلاق:1] رُبَّما إذا بقِيت تغيَّرتْ أخْلاقُها، ورُبَّما إذا بقيت تولَّدَ في قلب الزوج محبَّةٌ لها فيُبقِيها؛ لأنه قيل: أحَبُّ شيءٍ إلى الإنسان ما مُنِعَ، فرُبَّما إذا طلَّقَها زال ما في قلبه عليها وأبقاها؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1]فإن قال قائل: إذا بقِيت في بيت الزوج، هل يحلُّ لها أن تكشف وجهها له؟ فالجواب: نعم، يحلُّ أن تكشف وجهها له، ويحلُّ أن تتجمَّل له، ويحِلُّ أن تتطيَّبَ له، ويحِلُّ أن تُكلِّمَه ويُكلِّمَها، ويخلوَ بها، كل هذا جائز؛ لأنها زوجته، فالزوجية لا تزول إذا كان الطلاقُ رجعيًّا، إنما تزول بانتهاء العدة؛ ولهذا نقول: إذا طلَّقَ الإنسانُ زوجتَه طلاقًا رجعيًّا تبقى في البيت.
واقع الناس اليوم أنه إذا طلَّقَ الإنسانُ زوجتَه هَرَبتْ من البيت، ولم تبْقَ به، وهذا حرامٌ عليها، ورُبَّما يخرجها هو بنفسه، وهذا حرامٌ عليه، فإن خرجت هي فهي آثمةٌ، وإن أخرجها هو فهو آثمٌ، تبقى حتى تنتهي العِدَّةُ، ثم تذهب إلى أهلها: ﴿ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ﴾[الطلاق: 1] سواء كانت هذه الفاحشة عائدة إلى الأخلاق أو المعاملة فإنها حينئذٍ تُخرَجُ من البيت
ولو جاءتنا امرأة تذكُرُ أن زوجها طلَّقها، وقد خرجت من بيته، قُلْنا لها: يجب عليك أن ترجعي إلى بيتك، هذا هو حدُّ الله.
فوائد أداء النوافل في البيوت
قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: النوافل: الأفضل أن تكون في البيت، وذلك فيه فوائد:
أولاً: أن يعمر البيت بذكر الله، ولا يخلو البيت من ذكر الله.
ثانياً: أنه متى عمّر البيت بالذكر فإنه يكون مطردة للشياطين ومأوى للملائكة والخير
ثالثاً: أنه يكون قدوة حسنة للزوجة، والصغار، ولأهله إذا رأوه يكثر من النوافل، اقتدوا به في هذه النوافل فأكثروا منها.
رابعاً تعليم الأهل...كيفية الصلاة فقد يكون بعض الأولاد أو بعض النساء لا يحسن الصلاة...فإذا صلى ولي أمرهم أمامهم في البيت اقتدوا به وتعلموا صفة الصلاة
خامساً: أن يكون أقرب إلى الإخلاص، وأبعد من الرياء.
إذا ضاعت البيوت ضاع المجتمع كله
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: المرأة إذا خرجت عن طورها، وتولت عملاً غير عملها، هي أولاً: لا تنتج في هذا العمل كما ينبغي، وثانياً: هي تضيع مسؤوليتها ورعيتها المسترعاة عليها أمام الله سبحانه وتعالى، بالتالي يضيع المجتمع بأسره وبيوته، فإذا ضاعت البيوت والأسر ضاع المجتمع كله.
حكمــــــة
سئل العلامة العثيمين: امرأة تخرج من البيت وتتركُ المذياع مفتوحاً على إذاعة القرآن الكريم بحُجة طرد الشياطين، فهل هذا وارد؟
فأجاب رحمه الله: هذا لم يرد، لم تظهر إلا أخيرًا، وهذا لا ينفع في طرد الشياطين، لأن الشياطين إنما تُطرد بالعبادة، وهذا ليس بعبادة، وإنما غاية ما فيه أن الإنسان إذا استمع إليه اتعظ بما في القرآن فقط.