من أقوال السلف في الكسوف والخسوف
حكمــــــة
قال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز رحمه الله: الكسوف آيةٌ من آيات الله يُخوف بها عباده جلَّ وعلا، كما قال سبحانه: ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ [الإسراء:59]، هذه الشمس المنيرة العظيمة، وهذا النور العظيم يعتريه في بعض الأحيان من أمر الله ما يُذهب نوره ويُطفئه الله ويبقى مظلمًا، أحمر بلا نورٍ، أو أسود، وهذا يدل على قدرته العظيمة، وأنه يقول للشيء: كن فيكون. فهذا من باب التَّخويف، من باب ترهيب الناس من سُوء أعمالهم، وأن ينتبهوا لأنفسهم، وأن يعدّوا العدة الصَّالحة للقاء ربهم.
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين رحمه الله: لا مانع من أن يكون الأمر له سببان: سبب طبيعي، وسبب شرعي لا يعلم إلا بطريق الوحي، كالكسوف مثلاً له أسباب طبيعية، وأسباب شرعية، فالسبب الشرعي أن الله يخوِّف به العباد، والسبب الطبيعي معروف هو أن خسوف القمر سببه حيلولة الأرض بينه وبين الشمس، وكسوف الشمس سببه حيلولة القمر بينها وبين الأرض...فمن كان مؤمناً آمن بالأمرين، ومن لم يكن مؤمناً ضرب صفحاً بالأسباب الشرعية واعتمد على الأسباب الكونية الطبيعية أما نحن فنؤمن إن شاء الله تعالى بالأمرين جميعاً السبب الشرعي والسبب الفلكي الطبيعي
حكمــــــة
قال العلامة السعدي رحمه الله: الكسوف...يدرك بالحساب، ولا منافاة بين...أنه يدركه البصير بالحساب، وأن الله يخوف به عباده، فإن الأشياء توجد بوجود أسبابها، مع ما في ذلك من الحِكَم والمصالح العظيمة، ولكن الغلط أن يقال: إنه يقع بموجب الحساب، وليس مما يخوف الله به عباده، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقع في ومنه، قام فزعاً يخشى أن تكون الساعة.
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين رحمه الله: هل من الأفضل أن يخبر الناس به قبل أن يقع؟ الجواب: لا شك أن إتيانه بغتة أشد وقعاً في النفوس، وإذا تحدث الناس قبل وقوعه، وتروضت النفوس له، واستعدت له صار كأنه أمر طبيعي.
ولهذا لا تجد في الإخبار به فائدة إطلاقاً بل هو إلى المضرة أقرب منه إلى الفائدة.
وقال رحمه الله: لهذا أتمنى ألا تذكر ولا تنشر بين الناس، حتى لو نشرت في الصحف لا تنشرها بين الناس، دع الناس حتى يأتيهم الأمر وهم غير مستعدين له، وغير متأهبين له، ليكون ذلك أوقع في النفوس.
وقال رحمه الله: أنا أرى أن بقاء هذه الأمور مكتومة أشدُّ في نفوس الناس، فهي ليست صلاة رغبةٍ حتى يقال: يُخبر الناس بها حتى يتأهبوا لها، ولكنها صلاة رهبة، فالذي أرى في هذه المسألة أنه لو لم يخبر الناس بها لكان أهيب.
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين رحمه الله: مشروعية الخطبة في صلاة الكسوف بعد الصلاة، وهل هي خطبة راتبة أو عارضة؟ في ذلك خلاف بين العلماء رحمهم الله، فمنهم من يقول: إنها عارضة، وأنه إذا رأى الإنسان مناسبةً خطب وإلا فلا، فمثلاً إذا رأى الناس مُنهمكين في معصية من المعاصي فليتكلم بعد الكسوف بما يتعلق بهذه المعصية، وبغيرها أيضاً، وأما إذا لم يكن هناك سبب فلا يخطب، والصحيح أنها خطبة راتبة.
حكمــــــة
قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: قوله صلى الله عليه وسلم: (فإذا رأيتم منها شيئاً فصلوا) فيه دليل على عدم الاعتماد على الحساب، في إثبات الكسوف والخسوف، وإنما المعول عليه الرؤيا، فلو أثبت أهل الحساب وقوع الكسوف الليلة، ثم جاءنا غيم كثير لم نتمكن معه من رؤية القمر، فإننا حينئذ لا نصلي، لأنه علق الصلاة بالرؤيا.