الفوائد الخمسينية من الداء والدواء لابن قيم الجوزية
1 - أن ما ثبت في السنة أن لكل داء دواء يشمل أدواء القلب و الروح وليس البدن فقط وقد جعل النبي ﷺ الجهل دواء وجعل دواءه سؤال العلماء .
2 - الأذكار و الأدعية و الآيات التي يستشفى ويرقى بها لابد فيها من أمور : (أن تستدعي قبول المحل) (وقوة وهمة الفاعل) ، (وألا يكون المانع قوي فيمنع نجع هذا الدواء) .
3 - للدعاء مع البلاء ثلاثة مقامات :
الأول : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه . الثاني : أن يكون أضعف من البلاء فيقوى البلاء عليه ولكنه قد يخففه. الثالث : أن يتقاوما فيمنع كل منهم صاحبه .
4 - مما يمنع قبول الدعاء هو الاستعجال أو الاستبطاء فيه ففي الحديث(( يستجاب لأحدكم مالم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي )).
5 - الدعاء بمنزلة من بذر بذرا أو غرس غرسا فجعل يتعاهده فلما استبطأ كماله تركه وأهمله فلابد من المداومة عليه .
6 - أوقات الإجابة : الثلث الأخير من الليل وعند الأذان وبين الأذان و الإقامة وأدبار الصلوات المكتوبة وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقض الصلاة وآخر ساعة بعد عصر الجمعة .
7 - الدعاء إن صادف خشوعا في القلب وانكسارًا بين يدي الرب وتضرعا ورِقَّة واستقبالًا للقبلة وطهارة ورفع الداعي يديه وبدأ بحمد الله والثناء عليه وصلى على رسوله وقدَّم بين يدي حاجته الاستغار وألح على ربه في مسألته وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وقدم بين يديه صدقة (فلا يكاد هذا الدعاء يرد) .
8 - لا يحصل لدعاء أثر إذا كان نفس الدعاء غير صالح والداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء أو كان ثمَّ مانع من الإجابة .
10 - الفرق بين حسن الظن والغرور أن ما حمل على العمل وحث عليه فهو حسن الظن والرجاء الصحيح وما حمل على البطالة والإنهاك في المعاصي فهو الغرور .
11 - الرجاء يستلزم أمورا ثلاث :
الأول : محبة مايرجو .
الثاني : خوفه من فواته .
الثالث : سعيه الحثيث في تحصيله.
والرجاء الذي لم تجتمع فيه هذه الأمور فهو من الأماني .
13 - من المفاهيم الخاطئة عند الناس أن الذنوب إن لم تؤثر في الحال فلا أثر لها بعد ذلك ولم يعلم أن أثر الذنوب ينقض ولو بعد حين كما ينقض السم.
14 - للذنوب والمعاصي آثار منها:
حرمان العلم والرزق ، وحشة القلب والوحشه بين الناس ، وتعسير أموره و ووهن في القلب والبدن ، وحرمان الطاعات وقصر العمر يعني حياته الحقيقية ولا حياة إلا بطاعة الله وضعف القلب عن إرادة التوبة فتكون توباته توبة الكذابين في اللسان فقط وأما قلبه فمعقود بالمعصية مصر عليها عازم على مواقعتها متى أمكنه ذلك وغيرها من الآثار .
15 - لتعلم أن كل معصية من المعاصي هي ميراث عن أمة من الأمم التي أهلكها الله تعالى ؛
فاللوطية ميراث قوم لوط والعلو في الأرض بالفساد ميراث عن قوم فرعون، والتكبر والتجبر ميراث قوم هود، وأخذ الحق بالزائد ودفعه بالناقص ميراث قوم شعيب (فالعاصي لابس ثياب بعض هذه الأمم) .
16 - آثار الذنوب على الأرض :
إحداثها فسادًا في الهواء والمياه والزروع والثمار والمساكن وما حل بسببها من الخسف والزلازل ومحق بركتها وقد نهى النبي ﷺ عن الشرب والعجن بمياه ثمود لتأثير شؤم المعصية في الماء .
18 - المراد بقول الله :
(إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ)
أي خصصناهم بخصيصة وهي الذكر الجميل في هذه الدنيا وهو لسان الصدق الذي سأله إبراهيم ﷺ .
19 - الناس مع الحق والباطل أربعة أقسام :
الأول : من أبصر الحق وأدركه و قوي بإكمال تنفيذه.
الثاني : من لا بصيرة لهم في الدين ولا قوة على تنفيذ الحق وهم أكثر الناس .
الثالث : من له بصيرة بالحق لكنه ضعيف لا قوة له على تنفيذه و لا الدعوة إليه وهو حال المؤمن الضعيف .
الرابع : من له قوة وهمة وعزيمة لكنه ضعيف البصيرة في الدين لايفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان . ولا يصلح من هؤلاء للإمامة في الدين إلا القسم الأول.
20 - قول الله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ)
ليس مختصًا بالدار الآخرة فحسب بل يكون ذلك في الدنيا والبرزخ وكذلك الجحيم للفجار .
21 - لاتتم سلامة القلب حتى يسلم من أربعة أشياء وهي :
شرك يناقض التوحيد
وبدعة تخالف السنة
وشهوة تخالف الأمر
وغفلة تناقض الذكر .
22 - الذنوب تنقسم إلى أربعة أقسام لا غير وهي :
ملكيَّة وشيطانية وسبعيَّة وبهيمية
فالملكية: أن يتعاطى مالايصلح له من صفات الربوبية والعظمة و الكبرياء ونحو ذلك .
والشيطانية: أن يتشبه بالشيطان في الحسد والغل والغش والخداع .
والسبعية: مثل العدوان والغضب وسفك الدماء و الوثوب على الضعفاء مما هو من طباع السباع .
والبهيمية: مثل شهوة البطن والفرج ومايتولد منهما كالزنى وغيره .
23 - من آفة الذنوب أنها تكون حجاب عن الخاتمة الحسنة عند الموت ولذلك خاف السلف كثيرا من هذا .
24 - أصل الشرك وقاعدته التي يرجع إليها التعطيل ! وهو ثلاثة أقسام :
الأول : تعطيل المصنوع عن صانعه وخالقه .
الثاني : تعطيل الصانع سبحانه عن كماله المقدس بتعطيل أسمائه وأوصافه وأفعاله .
الثالث : تعطيل معاملته عما يجب على العبد من حقيقة التوحيد .
25 - الشرك شركان : شرك يتعلق بذات المعبود وأسمائه وصفاته وأفعاله ، وهذا ينقسم إلى كبير وأكبر وليس شيء منه أصغر .
وشرك في عبادته ومعاملته وهذا ينقسم إلى أكبر و أصغر .
26 - حلق الرأس عبودية وخضوع لغير الله وكذا تقبيل الحجر غير الحجر الأسود كتقبيل القبور هذا كله من الشرك .
29 - سوء الظن بالله من أعظم الذنوب وسبب ذلك أن المسيء به الظن قد ظن به خلاف كماله المقدس وظن به مايناقض أسمائه وصفاته ولهذا توعد الله الظانين به ظن السوء فقال تعالى :
(الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) .
30 - يلي الظن بالله ظن السوء في كبر المفسدة القول على الله بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وهو والشرك متلازمان .
31 - المبتدع أعظم ضررا من المذنب وسبب ذلك أن المذنب ضرره على نفسه والمبتدع ضرره على نفسه وغيره، وأيضا فتنة المبتدع في أصل الدين وفتنة المذنب في الشهوة ، والمبتدع قد قعد للناس على الصراط المستقيم يصدهم عنه والمذنب ليس كذلك، وغيرها من الفروق .
32 - مفسدة القتل على درجات أشدها من قتل نبي أو قتله نبي ويليه من قتل نفسا مؤمنة ثم من قتل معاهدا .
33 - أعظم مفسدة بعد القتل الحرام هي الزنى ولهذا قرنها الله بالقتل في كتابه ورسوله َّﷺ في سنته .
34 - أربعة من حفظها أحرز دينه :
اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات وكلها مبدأها من النظر وهذه هي أبواب المعاصي الأربعة.
36 - النظرة المحرمة تُولد خطرة ثم فكره ثم شهوة، وتولد الشهوة إرادة ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة ثم يقع الفعل .
37 - للسان آفتين غظيمتين وقد يكون لكل منهما أعظم أثما من الأخرى في وقتها وهما :
آفة الكلام وآفة السكوت !
فالساكت عن الحق شيطان أخرس والمتكلم بالباطل شيطان ناطق .
38 - خص الله حدَّ الزنى عن بقية الحدود بثلاثة خصائص :
الأولى : القتل فيه بأبشع القتلات للمحصن وغير المحصن بعقوبة على البدن وهي الجلد وعلى القلب وهي التغريب .
الثانية : نهى الله عباده أن تأخذهم رأفه أو رحمة يمنعهم من إقامة الحد عليه .
الثالثة : أمر الله تعالى أن يكون حدهما بمشهد من المؤمنين .
39 - علاج الشهوات يكون من طريقين :
الأول : حسم مادتها قبل حصولها.
الثاني : قلعها بعد نزولها .
41 - لغض البصر عدة منافع منها:
امتثال أمر الله بغضه ومنع وصول السهم المسموم الذي لعل فيع هلاكه ويورث القلب أنسا بالله وجمعه عليه ويقوي القلب ويفرحه ويُكسب القلب نورا ويورث فراسة صادقة ويورث القلب ثباتا وشجاعة ويسد على الشيطان مداخله إلى القلب وأنه يُفرَغُ القلب للفكره في مصالحه الدينية والدنيوية والاشتغال بها و يصلح القلب فإن صلح القلب صلح النظر والعكس كذلك .
42 - أنواع المحبة خمسة :
الأول : محبة الله
الثاني : محبة مايحب الله
الثالث : الحب لله وفيه
الرابع : المحبة مع الله
الخامس : المحبة الطبيعية .
44 - المحبوب قسمان :
الأول : محبوب لنفسه [كحب الله]
الثاني : محبوب : لغيره [كحب الرسل والملائكة ] ولابد أن ينتهي إلى المحبوب لنفسه .
45 - المحبوب لغيره قسمان :
الأول : مايتلذذ المُحب بإدراكه
الثاني : ما يتألم به لكن يتحمله لإفضائه إلى محبوبه .
46 - المحبوبات و المكروهات من حيث ماتوصل إليه أربعة طرق :
1- محبوب يوصل إلى محبوب
2- مكروه يوصل إلى مكروه
3- محبوب يوصل إلى مكروه
4- مكروه يوصل إلى محبوب
فالثالث والرابع هما معترك البلاء والامتحان .
47 - قاعدة : أصل الأعمال الدينية هي حب الله ورسوله وأصل الأقوال الدينية هي تصديق الله ورسوله .
48 - الدين هو :
الطاعة والعبادة والخُلُق قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) قال ابن عباس يعني (لعلى دين عظيم ) .
49 - للعاشق مع العشق
ثلاثة مقامات :
ابتداء وتوسط وانتهاء فحال الابتداء يجب عليه مدافعته وأما حال التوسط والانتهاء فمع مدافعته عليه كتمان ذلك وألا يفشيه للخلق ..
فكم للعشق من قتيل من الجانبين.
50 - الدنيا ثلاثة لذات :
الأولى : وهي أعظمها وهي ما أوصل إلى لذة الآخرة .
الثانية : لذة تمنع لذة الآخرة وتجر آلام أعظم منها .
الثالثة : لذة لا تعقب لذة في دار القرار ولا ألما ولا تمنع أصل لذة دار القرار ، وإن منعت كمالها .
51 - محبة الزوجة لا لوم فيها بل هي من كماله وقد جعل الله بينهم خالص الحب وهو المودة المقرونه بالرحمة .