الفوائد الخمسينية من الداء والدواء لابن قيم الجوزية
حكمــــــة
14 - للذنوب والمعاصي آثار منها:
حرمان العلم والرزق، وحشة القلب والوحشه بين الناس، وتعسير أموره و ووهن في القلب والبدن، وحرمان الطاعات وقصر العمر يعني حياته الحقيقية ولا حياة إلا بطاعة الله وضعف القلب عن إرادة التوبة فتكون توباته توبة الكذابين في اللسان فقط وأما قلبه فمعقود بالمعصية مصر عليها عازم على مواقعتها متى أمكنه ذلك وغيرها من الآثار.
حكمــــــة
19 - الناس مع الحق والباطل أربعة أقسام:
الأول: من أبصر الحق وأدركه و قوي بإكمال تنفيذه.
الثاني: من لا بصيرة لهم في الدين ولا قوة على تنفيذ الحق وهم أكثر الناس.
الثالث: من له بصيرة بالحق لكنه ضعيف لا قوة له على تنفيذه و لا الدعوة إليه وهو حال المؤمن الضعيف.
الرابع: من له قوة وهمة وعزيمة لكنه ضعيف البصيرة في الدين لايفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان. ولا يصلح من هؤلاء للإمامة في الدين إلا القسم الأول.
حكمــــــة
22 - الذنوب تنقسم إلى أربعة أقسام لا غير وهي:
ملكيَّة وشيطانية وسبعيَّة وبهيمية
فالملكية: أن يتعاطى مالايصلح له من صفات الربوبية والعظمة و الكبرياء ونحو ذلك.
والشيطانية: أن يتشبه بالشيطان في الحسد والغل والغش والخداع.
والسبعية: مثل العدوان والغضب وسفك الدماء و الوثوب على الضعفاء مما هو من طباع السباع.
والبهيمية: مثل شهوة البطن والفرج ومايتولد منهما كالزنى وغيره.
حكمــــــة
29 - سوء الظن بالله من أعظم الذنوب وسبب ذلك أن المسيء به الظن قد ظن به خلاف كماله المقدس وظن به مايناقض أسمائه وصفاته ولهذا توعد الله الظانين به ظن السوء فقال تعالى:
(الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).
حكمــــــة
41 - لغض البصر عدة منافع منها:
امتثال أمر الله بغضه ومنع وصول السهم المسموم الذي لعل فيع هلاكه ويورث القلب أنسا بالله وجمعه عليه ويقوي القلب ويفرحه ويُكسب القلب نورا ويورث فراسة صادقة ويورث القلب ثباتا وشجاعة ويسد على الشيطان مداخله إلى القلب وأنه يُفرَغُ القلب للفكره في مصالحه الدينية والدنيوية والاشتغال بها و يصلح القلب فإن صلح القلب صلح النظر والعكس كذلك.