فوائد من كتاب " حلية المسلم والمسلمة في ضوء الكتاب والسنة وأقوال السلف " لماجد إسلام البنكانى 3
حكمــــــة
قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " (الحجرات:49) قال ابن كثير رحمه الله: يأمر تعالى بالتثبت في خبر الفاسق ليحتاط له لئلا يحكم بقوله فيكون في نفس الأمر كاذبا، أو مخطئا فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى وراءه، وقد نهى الله عز وجل عن اتباع سبيل المفسدين، ومن هاهنا امتنع طوائف من العلماء من قبول رواية مجهول الحال لاحتمال فسقه في نفس الأمر وقبلها آخرون لأنا إنما أمرنا بالتثبت عند خبر الفاسق وهذا ليس بمحقق الفسق لأنه مجهول الحال (تفسير ابن كثير).
حكمــــــة
قال تعالى: " الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا " (آل عمران:168) وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن القوي خير واحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير أحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان " (رواه مسلم).
حكمــــــة
عن أبي هريرة رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الإيمان بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياءُ شعبة من الإيمان " (رواه البخاري ومسلم) قال النووي رحمه الله: وإنما الحياءُ عند العلماء الربانيين والأئمة المحققين: خُلُق يبعثُ على ترك القبيح، ويمنعُ من التقصير في حقّ ذي الحقّ، وهذا معنى ما رويناه عن الجُنيد رضي اللّه عنه في رسالة القشيري، قال: الحياءُ رؤيةُ الآلاء ورؤيةُ التقصير فيتولد بينهما حالة تُسمَّى حياء (الأذكار للنووي).
حكمــــــة
عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها، فلما استيقظ الرجل فزع، فضحك القوم فقال: " ما يضحككم؟ " فقالوا: لا ؛ إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لمسلم أن يروّع مسلماً " (صححه الألباني في غاية المرام).
حكمــــــة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا يُنـزع من شيء إلا شانه " (رواه البخاري في الأدب المفرد،وصححه الألباني في صحيح الجامع) قال ابن حجر رحمه الله تعالى: قوله: " باب الرفق في الأمر كله " الرفق بكسر الراء وسكون الفاء بعدها قاف، هو لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف، وذكر فيه حديثين أحدهما حديث عائشة في قصة اليهود لما قالوا السام عليكم وسيأتي شرحه مستوفى في كتاب الاستئذان. وقوله: " إن الله يحب الرفق في الأمر كله " في حديث عمرة عن عائشة عند مسلم " أن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف " والمعنى: أنه يتأتى معه من الأمور ما لا يتأتى مع ضده وقيل المراد يثيب عليه ما لا يثيب على غيره والأول أوجه (فتح الباري).
حكمــــــة
كتب أبو الدرداء إلى سلمان الفارسي رضي الله عنهما: " سلام عليك، أما بعد: فإن الله رزقني بعدك مالاً وولداً، ونزلت الأرض المقدسة. فكتب إليه سلمان: اعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد، ولكن الخير أن يعظم حِلمُك، وأن ينفعك علمك، وأن الأرض لا تعمل لأحد، اعمل كأنك تُرى، واعدد نفسك من الموتى " (سير أعلام النبلاء).
حكمــــــة
قال عبدالله بن الإمام أحمد لأبيه يوماً: أوصني يا أبتِ، فقال: يا بني أنوِ الخيرَ، فإنك لا تزالُ بخير مذ نويتَ الخير. قال ابن مفلح: وهذه وصية عظيمة سهلة على المسؤول، سهلة الفهم والامتثال على السائل، وفاعلُها ثوابُه دائمٌ مستمر لدوامها واستمرارها، وهي صادقة على جميع أعمال القلوب المطلوبة شرعاً، سواء تعلقت بالخالق أو بالمخلوق، وأنها يُثَاب عليها، ولم أجد في الثواب عليها خلافاً (الآداب الشرعية).
حكمــــــة
عن أبي هريرة رضى الله عنه، أن رجلاً قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي قرابةً أصلهم ويقطعونني وأُحسنُ إليهم ويُسيئون إلى وأحلم عنهم ويجهلون علي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المَل ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك " (رواه مسلم) " المل ": هو الرماد الحار.
حكمــــــة
قال سليمان بن صرد: كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان وأحدهما قد أحمر وجهه وانتفخت أوداجُهُ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد " فقالوا له: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تعوذ بالله من الشيطان الرجيم " فقال: وهل بي من جنون (رواه البخاري ومسلم).
حكمــــــة
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: دلني على عمل يدخلني الجنة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تغضب، ولك الجنَّة " (صحيح الترغيب) قال الخطابي: معنى لا تغضب لا تتعرض لأسباب الغضب، وللأمور التي تجلب الغضب، إذ نفس الغضب مطبوع في الإنسان لا يمكن إخراجه من جبلته، أو معناه لا تفعل ما يأمرك به الغضب ويحملك عليه من الأقوال والأفعال (عمدة القاري).
حكمــــــة
عن أبي ذر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما رجل كشف ستراً، فأدخل بصره قبل أن يؤذن له، فقد أتى حداً لا يحل له أن يأتيه، ولو أن رجلاً فقأ عينه لهدرت، ولو أن رجلاً على باب لا ستر له فرأى عورة أهله فلا خطيئة عليه إنما الخطيئة على أهل المنـزل " (صححه الألباني في السلسلة الصحيحة).