فوائد من كتاب " حلية المسلم والمسلمة في ضوء الكتاب والسنة وأقوال السلف " لماجد إسلام البنكانى
حكمــــــة
عن أنس بن مالك رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن من الناس مفاتيحَ للخير مغاليقَ للشر، وإن من الناس مفاتيحَ للشر مغاليقَ للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويلٌ لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه " (حديث حسن بمجموع طرقه وشواهده، أخرجه ابن ماجة، وابن أبي عاصم في السنة، وغيرهما، كما في السلسلة الصحيحة).
حكمــــــة
قال الله تعالى: " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " (النحل:90) ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}، روي عن عثمان بن مظعون أنه قال: لما نزلت هذه الآية قرأتها على علي بن أبي طالب رضي الله عنه فتعجب فقال: يا آل طالب اتبعوه تفلحوا، فوالله إن الله أرسله ليأمركم بمكارم الأخلاق (تفسير القرطبي) وقال ابن عبدالبر: قد قال العلماء: إن أجمع آية للبر والفضل ومكارم الأخلاق، قوله عز وجل: [إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرونِ].
حكمــــــة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وفي الترمذي وغيره، عنه صلى الله عليه وسلم " خصلتان لا يجتمعان في منافق: حسن سمت، وفقه في الدين " فجعل الفقه في الدين منافياً للنفاق بل لم يكن السلف يطلقون اسم الفقه إلا على العلم الذي يصحبه العمل، كما سئل سعد بن إبراهيم عن أفقه أهل المدينة، قال: أتقاهم (مفتاح دار السعادة)…
حكمــــــة
عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل المؤمنين إسلاماً من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأفضل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً، وأفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله تعالى عنه، وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل " (وصححه الألباني في صحيح الجامع والصحيحة).
حكمــــــة
عن النواس بن سمعان رضى الله عنه قال: قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: " البر حُسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس " (رواه مسلم) قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: قوله: " حاك في صدرك ": أي تحرك وتردد ولم ينشرح له الصدر، وحصل في القلب منه الشك وخوف كونه ذنباً (شرح مسلم).
حكمــــــة
عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير الناس ذو القلب المخموم واللسان الصادق ". قيل: وما القلب المحموم؟ قال صلى الله عليه وسلم: " هو التقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد "، قيل: فمن على أثره؟ قال: " الذي يشنأ الدنيا، ويحب الآخرة ". قيل: فمن على أثره؟ قال: " مؤمن في خُلُق حسن " (صححه الألباني في صحيح الجامع).
حكمــــــة
قال الله تعالى: " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * " (الجمعة: 2) قال ابن كثير رحمه الله: أي يطهرهم من رذائل الأخلاق، ودنس النفوس، وأفعال الجاهلية، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويعلمهم الكتاب، وهو القرآن، والحكمة وهي السنة، ويعلمهم مالم يكونوا يعلمون، فكانوا في الجاهلية الجهلاء يسفهون بالعقول الغراء فانتقلوا ببركة رسالته ويمن سفارته إلى حال الأولياء وسجايا العلماء، فصاروا أعمق الناس علما وأبرهم قلوبا وأقلهم تكلفا وأصدقهم لهجة (تقسير ابن كثير).
حكمــــــة
عن أنس رضى الله عنه قال: " خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط، ولا قال لشيء فعلته لم فعلته؟ و لا لشيء لم أفعله لم لا فعلته؟، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً، ولا مسست خزا، ولا حريرا، ولا شيئاً كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا ولا عطرا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم " (رواه البخاري ومسلم).
حكمــــــة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا طيبا ولا تضع إلا طيبا " (صححه الألباني في الصحيحة) قال المناوي: ووجه الشبه حذق النحل وفطنته، وقلة أذاه، وحقارته، ومنفعته، وقنوعه، وسعيه في الليل، وتنـزهه عن الأقذار، وطيب أكله، وأنه لا يأكل من كسب غيره، وطاعته لأميره، وأن للنحل آفات تقطعه عن عمله منها: الظلمة، والغيم، والريح، والدخان، والماء، والنار، وكذلك المؤمن له آفات تفقره عن عمله: ظلمة الغفلة، وغيم الشك، وريح الفتنة، ودخان الحرام، ونار الهوى.اهـ. (فيض القدير).
حكمــــــة
قال تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طـه:44) قال القرطبي: وهذا كله حض على مكارم الأخلاق، فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس لينا، ووجهه منبسطا طلقا مع البر والفاجر، والسني والمبتدع، من غير مداهنة، ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضي مذهبه لأن الله تعالى قال لموسى وهارون: {فقولا له قولا لينا} فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون، والفاجر ليس بأخبث من فرعون، وقد أمرهما الله تعالى باللين معه.وقال طلحة بن عمر: قلت لعطاء إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة وأنا رجل في حدة، فأقول لهم بعض القول الغليظ، فقال: لا تفعل ! يقول الله تعالى: {وقولوا للناس حسنا} فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى فكيف بالحنيفي. (تفسير القرطبي).
حكمــــــة
قال الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (الممتحنة:8) قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى معلقاً على الآية: فهذه الآية صريحة في الأمر بالإحسان إلى الكفار المواطنين الذين يسالمون المؤمنين ولا يؤذونهم والعدل معهم.اهـ. (السلسلة الصحيحة تحت حديث رقم:704).
حكمــــــة
قال الشافعي رحمه الله تعالى قال للربيع: عليك بالزهد، وقال أنفع الذخائر التقوى وأضرها العدوان، وقال من أحب أن يفتح الله قلبه أو ينوره فعليه بترك الكلام فيما لا يعنيه واجتناب المعاصي ويكون له خبئة فيما بينه وبين الله تعالى من عمل، وفي رواية فعليه بالخلوة، وقلة الأكل وترك مخالطة السفهاء، وقال يا ربيع لا تتكلم فيما لا يعنيك فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها.
حكمــــــة
سأل فرقد السنجي الحسن البصري عن شيء فأجابه، فقال إن الفقهاء يخالفونك. فقال الحسن: ثكلتك أمك فُرَيْقِدُ وهل رأيت بعينيك فقيها، إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه، الذي لا يهمز من فوقه، ولا يسخر بمن دونه، ولا يبتغى على علم علَّمه لله تعالى أجراً.
حكمــــــة
قال ابن قيم الجوزية: ومن المعلوم أيضاً أن الأرواح منها الخبيث الذى لا أخبث منه، ومنها الطيب، وبين ذلك، وكذلك القلوب منها القلب الشريف الزكى، والقلب الخسيس الخبيث، وهو سبحانه خلق الأضداد كما خلق الليل والنهار والبرد والحر والداء والدواء والعلو والسفل وهو أعلم بالقلوب الزاكية والأرواح الطيبة التى تصلح لاستقرار هذه النعم فيها، وإيداعها عندها، ويزكو [بذروها] فيها، فيكون تخصيصه لها بهذه النعم كتخصيص الأرض الطيبة القابلة [للبذر] بالبذر، فليس من الحكمة أن يبذر البذر فى الصخور والرمال والسباخ، وفاعل ذلك غير حكيم فما الظن ببذر الإيمان والقرآن والحكمة ونور المعرفة والبصيرة فى المحال التى هى أخبث المحال (طريق الهجرتين وباب السعادتين).
حكمــــــة
عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ سَهْلٍ بنِ سَعْدٍ السَّاعَدَيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، دُلَّنِي عَلى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ، فَقَالَ: « إِزْهَدْ في الدُّنْيَا يُحِبُّكَ اللهُ، وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبُّكَ النَّاسُ » (صحيح الترغيب).
حكمــــــة
عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: نَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ، فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللهِ لَو اِتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً، فَقَالَ: « مَالِي وَلِلدُّنْيَا مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا » (السلسلة الصحيحة).
حكمــــــة
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى: الزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليد، وهذا زهد العارفين، وأعلى منه زهد المقربين فيما سوى الله تعالى من دنيا وجنة وغيرهما، إذ ليس لصاحب هذا الزهد إلا الوصول إلى الله تعالى والقرب منه ".. (الفتوحات الوهبية بشرح الأربعين حديث النووية " للشيخ إبراهيم الشبرخيتي).
حكمــــــة
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة " (أخرجه البخاري مسلم).