فوائد من كتاب " حلية المسلم والمسلمة في ضوء الكتاب والسنة وأقوال السلف " لماجد إسلام البنكانى
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال : "تقوى الله وحُسن الخُلق" وسُئل عن أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال :" الفم والفرج "(صحيح الترغيب) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه ، وحسن الخلق " (صحيح الترغيب) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا " (صححه الألباني في صحيح الجامع) .
عن أنس بن مالك رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن من الناس مفاتيحَ للخير مغاليقَ للشر ، وإن من الناس مفاتيحَ للشر مغاليقَ للخير ، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه ، وويلٌ لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه " (حديث حسن بمجموع طرقه وشواهده، أخرجه ابن ماجة، وابن أبي عاصم في السنة، وغيرهما، كما في السلسلة الصحيحة) .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يدعو بهذا الدعاء في الاستفتاح : " اللهم اهدني لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيئ الأخلاق والأعمال ، لا يقي سيئها إلا أنت " (صحيح سنن أبي داود، وصحيح سنن الترمذي) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : للأخلاق حد متى جاوزته صارت عدوانا ، ومتى قصرت عنه كان نقصا ومهانة ، فللغضب حد وهو الشجاعة المحمودة ، والأنفة من الرذائل والنقائص ، وهذا كماله ، فإذا جاوز حده تعدى صاحبه وجار ، وإن نقص عنه جبن ، ولم يأنف من الرذائل (الفوائد) .
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : إن مكارم الأخلاق عشرة : صدق الحديث ، وصدق البأس في طاعة الله ، وإعطاء السائل ، ومكافأة الصنيع ، وصلة الرحم ، وأداء الأمانة ، والتذمم للجار ، والتذمم للصاحب ، وقرى الضيف ، ورأسهن الحياء (مكارم الأخلاق ابن أبي الدنيا) .
قال الحسن البصري رحمه الله : لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه : ماذا أردت بكلمتي ؟ ماذا أردت بأكلتي ؟ ماذا أردت بشربتي ؟ والعاجز يمضي قدماً لا يعاتب نفسه (أخرجه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس) .
قال مخلد بن الحسين لابن المبارك : نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث (تذكرة السامع والمتكلم ، لابن جماعة) .
قال مالك بن دينار رحمه الله تعالى : رحم الله عبداً قال لنفسه النفيسة : ألست صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ، ثم ألزمها كتاب الله ، فكان لها قائداً (أخرجه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس، وانظر إغاثة اللهفان) .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا سرتْكَ حَسنَتُك وَساءتكَ سيئتكَ فأنتَ مؤمن " (صحيح الجامع) .
قال الذهبي رحمه الله : " من أراد العلم والفقه بغير أدب فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله " (سير أعلام النبلاء) .
كان يقال : ليس من خلق كريم ، ولا فعل جميل إلا وقد وصله الله بالدين (انظر مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا) .
قال الحسن : حسن الخلق الكرم والبذلة ، والاحتمال، وعن الشعبي قال: حسن الخلق البذلة ، والعطية ، والبشر الحسن ، وقال عبدالله بن المبارك: هو بسط – أو طلاقة - الوجه ، وبذل المعروف ، وكف الأذى (حاشية ابن القيم على سنن أبي داود) .
قال الإمام أحمد رحمه الله : حسن الخلق أن لا تغضب ، ولا تحقد . وعنه أنه قال: حسن الخلق أن تحتمل ما يكون من الناس .
قال بعض أهل العلم : حسن الخلق كظم الغيظ لله ، وإظهار الطلاقة والبشر إلا للمبتدع والفاجر ، والعفو عن الزالين إلا تأديبا ، وإقامة الحد ، وكف الأذى عن كل مسلم ، ومعاهد (جامع العلوم والحكم) .
قال الحسن : كان الرجل يطلب العلم ، فلا يلبث أن يُرى في تخشعه ، وهديه ، ولسانه ، وبصره ، ويده (الجامع للخطيب) .
قال الله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " (النحل:90) ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} ، روي عن عثمان بن مظعون أنه قال : لما نزلت هذه الآية قرأتها على علي بن أبي طالب رضي الله عنه فتعجب فقال : يا آل طالب اتبعوه تفلحوا ، فوالله إن الله أرسله ليأمركم بمكارم الأخلاق (تفسير القرطبي) وقال ابن عبدالبر : قد قال العلماء: إن أجمع آية للبر والفضل ومكارم الأخلاق ، قوله عز وجل: [إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرونِ] .
قال ابن قيم الجوزية : ولا يستقيمُ لأحدٍ الأدبُ مع الله إلا بثلاثةِ أشياء : 1- معرفتُه بأسمائه وصفاته .2- ومعرفته بدينِهِ وشرعِهِ ، وما يُحِبُّ وما يكرهُ .3- ونفسٌ مستعدةٌ قابلةٌ ليِّنَة متهيئة لقبولِ الحقِّ عِلماً وعَمَلاً وحالاً .
قال محمد عبدة : بناءَ الأمم وبقاءَها وازدهارَ حضارتها ودوامَ منعتها إنما يُكفَل لها ما بقيت الأخلاقُ فيها، فإذا سقطت الأخلاق سقطت الأمة .
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: وحسن الخلق يقوم على أربعة أركان لا يتصور قيام ساقه إلا عليها : 1-الصبر . 2-والعفة .3- والشجاعة . 4 والعدل .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " (رواه البخاري ومسلم) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وفي الترمذي وغيره ، عنه صلى الله عليه وسلم " خصلتان لا يجتمعان في منافق : حسن سمت ، وفقه في الدين " فجعل الفقه في الدين منافياً للنفاق بل لم يكن السلف يطلقون اسم الفقه إلا على العلم الذي يصحبه العمل ، كما سئل سعد بن إبراهيم عن أفقه أهل المدينة ، قال : أتقاهم (مفتاح دار السعادة)…
عن أبي الدرداء رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليس شيء أثقل في الميزان من الخُلق الحسن" (صححه الألباني في صحيح الجامع) .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن المؤمن ليدرك بحُسن خلقة درجة الصائم القائم" (وصححه الألباني في صحيح الترغيب) .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما " (صحيح الجامع)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق " (قال الألباني:رواه أبو يعلى والبزار من طرق أحدها حسن جيد ، صحيح الترغيب) .
عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يحب معالي الأخلاق ويكره سفاسفها " (صحيح الجامع) .
عن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلقٍ حسن" (قال الترمذي : حسنٌ صحيح) .
عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفضل المؤمنين إسلاماً من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأفضل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً، وأفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله تعالى عنه ، وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل " (وصححه الألباني في صحيح الجامع والصحيحة) .
عن النواس بن سمعان رضى الله عنه قال : قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال : "البر حُسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" (رواه مسلم) قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: قوله : "حاك في صدرك " : أي تحرك وتردد ولم ينشرح له الصدر ، وحصل في القلب منه الشك وخوف كونه ذنباً (شرح مسلم) .
عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الناس ذو القلب المخموم واللسان الصادق". قيل: وما القلب المحموم؟ قال صلى الله عليه وسلم :"هو التقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد"، قيل: فمن على أثره ؟ قال: "الذي يشنأ الدنيا، ويحب الآخرة". قيل: فمن على أثره ؟ قال: "مؤمن في خُلُق حسن" (صححه الألباني في صحيح الجامع) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خيركم إسلاماً أحاسنكم أخلاقاً إذا فقهوا " (رواه البخاري في الأدب المفرد،وصححه الألباني في صحيح الجامع) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً وخيارهم خياركم لنسائهم " (صححه الألباني في صحيح الجامع) .
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا زعيم بيت في ربضٍ الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً وببيت في أعلى الجنة لمن حسُن خلقه " (صححه الألباني في السلسلة الصحيحة) .
قال الله تعالى : " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * " (الجمعة: 2) قال ابن كثير رحمه الله : أي يطهرهم من رذائل الأخلاق ، ودنس النفوس ، وأفعال الجاهلية ، ويخرجهم من الظلمات إلى النور ، ويعلمهم الكتاب ، وهو القرآن ، والحكمة وهي السنة ، ويعلمهم مالم يكونوا يعلمون ، فكانوا في الجاهلية الجهلاء يسفهون بالعقول الغراء فانتقلوا ببركة رسالته ويمن سفارته إلى حال الأولياء وسجايا العلماء ، فصاروا أعمق الناس علما وأبرهم قلوبا وأقلهم تكلفا وأصدقهم لهجة (تقسير ابن كثير) .
عن عائشة رضي الله عنها ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مكتوب في الإنجيل : لافظ ، ولاغليظ،ولاسخاب بالأسواق،ولايجزي بالسيئة مثلها،بل يعفو ويصفح " (السلسلة الصحيحة) .
عن أنس رضى الله عنه قال : " خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، ولا قال لشيء فعلته لم فعلته؟ و لا لشيء لم أفعله لم لا فعلته؟، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً ، ولا مسست خزا، ولا حريرا، ولا شيئاً كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا ولا عطرا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم " (رواه البخاري ومسلم) .
عن الأسود قال : سألت عائشة رضي الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت كان يكون في مهنة أهله تعني خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. (رواه البخاري) .
قال سفيان بن عُيينة : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الميزان الأكبر ، وعليه تُعرضُ الأشياء على خُلُقِهِ وسيرته وهَدْيه ، فما وافقها فهو الحقُ وما خالفها فهو الباطلُ " (تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء " (صحيح الترغيب) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا طيبا ولا تضع إلا طيبا " (صححه الألباني في الصحيحة) قال المناوي : ووجه الشبه حذق النحل وفطنته ، وقلة أذاه ، وحقارته ، ومنفعته ، وقنوعه ، وسعيه في الليل ، وتنـزهه عن الأقذار ، وطيب أكله ، وأنه لا يأكل من كسب غيره ، وطاعته لأميره ، وأن للنحل آفات تقطعه عن عمله منها: الظلمة ، والغيم ، والريح ، والدخان ، والماء ، والنار ، وكذلك المؤمن له آفات تفقره عن عمله: ظلمة الغفلة ، وغيم الشك ، وريح الفتنة ، ودخان الحرام ، ونار الهوى.اهـ. (فيض القدير) .
قال ابن قيم الجوزية : من علت همته ، وخشعت نفسه ، اتصف بكل خلق جميل ، ومن دانت همته ، وطغت نفسه ، اتصف بكل خلق رذيل (الفوائد) .
قال تعالى : {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طـه:44) قال القرطبي : وهذا كله حض على مكارم الأخلاق ، فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس لينا ، ووجهه منبسطا طلقا مع البر والفاجر ، والسني والمبتدع ، من غير مداهنة ، ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضي مذهبه لأن الله تعالى قال لموسى وهارون : {فقولا له قولا لينا} فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون ، والفاجر ليس بأخبث من فرعون ، وقد أمرهما الله تعالى باللين معه .وقال طلحة بن عمر : قلت لعطاء إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة وأنا رجل في حدة ، فأقول لهم بعض القول الغليظ ، فقال : لا تفعل ! يقول الله تعالى : {وقولوا للناس حسنا} فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى فكيف بالحنيفي. (تفسير القرطبي) .
قال تعالى : {فقولا له قولا لينا} لأن المخاشنة لهم ربما تنفرهم عن الإجابة ، أو تؤدي إلى ما قال سبحانه {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم} وهذا كان قبل نزول آية السيف. ( فتح القدير) .
قال الله تعالى : {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (الممتحنة:8) قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى معلقاً على الآية : فهذه الآية صريحة في الأمر بالإحسان إلى الكفار المواطنين الذين يسالمون المؤمنين ولا يؤذونهم والعدل معهم .اهـ. ( السلسلة الصحيحة تحت حديث رقم:704) .
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس مفطرون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون ، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبصمته إذا الناس يخوضون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون .
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وتفقدونها في النهار .
قال الفضيل : حامل القرآن حامل راية الإسلام ، لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو ، ولا أن يلهو مع من يلهو ، ولا يسهو مع من يسهو ، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى الخلق حاجة لا إلى الخلفاء فمن دونهم ، وينبغي أن يكون حوايج الخلق إليه (حلية الأولياء) .
كان عبدالله بن المبارك يقول : من حمل القرآن ثم مال بقلبه إلى الدنيا فقد اتخذ آيات الله هزوا ولعبا .
كان عبدالله بن المبارك يقول : إذا عصى حامل القرآن ربه ناداه القرآن من جوفه والله ما لهذا أحمل أين مواعظي وزواجري وكل حرف مني يقول لك لا تعصي ربك (العهود المحمدية) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " (أخرجه البخاري ومسلم) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " (أخرجه البخاري ومسلم) .
قال العلامة محمد صالح بن عثيمين : حسن الخلق في معاملة الخالق يجمع ثلاث أمور :1ـ تلقي أخبار الله تعالى بالتصديق.2ـ وتلقي أحكامه بالتنفيذ والتطبيق.3ـ وتلقي أقداره بالصبر والرضا .
قال تعالى : " فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى " (النجم:32) قال الحسن : قد علم الله سبحانه كل نفس ما هي عاملة وما هي صانعة وإلى ما هي صائرة . اهـ .(تفسير القرطبي) .
ستة خصال يرفع الله بها العبد : 1-العلم النافع . 2-والأدب المستفاد من الكتب والسنة . 3-والأمانة . 4- والعفة . 5- والصدق . 6- والوفاء .
قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه : من جمع ستَّ خصالٍ لم يدع للجنة مطلباً ولا عن النار مهرباً : أولهما من عرفَ الله فأطاعهُ .2- وعرف الشيطان فعصاه . 3- وعَرَفَ الحقَّ فاتبعَهُ . 4- وعرفَ الباطلَ فاتقاه . 5 – وعرفَ الدنيا فرفضها . 6 – وعَرَفَ الآخرة فطلَبَها .
عمارة القلب في أربعة أشياء : في العلم، والتقوى، وطاعة الله ، وذكر الله . وخراب القلب من أربعة أشياء : من الجهل، والمعصية، والاغترار، والغفلة .
مجامع الهوى خمس : وهي في قول الله جل وعلا : " أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ " (الحديد:20) .
قال الشافعي رحمه الله تعالى : خير الدنيا والآخرة في خمس خصال، غنى النفس، وكف الأذى، وكسب الحلال، ولبس التقوى والثقة بالله عز وجل على كل حال .
جاء في الزبور : أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام أن العاقل الحكيم لا يخلو من أربع ساعات: 1- ساعة فيها يناجي ربه . 2- وساعة فيها يحاسب نفسه. 3- وساعة يمشي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه . 4- وساعة يُخَلِّي بين نفسه وبين لذاتها الحلال (إرشاد العباد للاستعداد ليوم المعاد بتصرف) .
قال الشافعي رحمه الله تعالى قال للربيع : عليك بالزهد، وقال أنفع الذخائر التقوى وأضرها العدوان، وقال من أحب أن يفتح الله قلبه أو ينوره فعليه بترك الكلام فيما لا يعنيه واجتناب المعاصي ويكون له خبئة فيما بينه وبين الله تعالى من عمل، وفي رواية فعليه بالخلوة ، وقلة الأكل وترك مخالطة السفهاء ، وقال يا ربيع لا تتكلم فيما لا يعنيك فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها .
سأل فرقد السنجي الحسن البصري عن شيء فأجابه ، فقال إن الفقهاء يخالفونك . فقال الحسن: ثكلتك أمك فُرَيْقِدُ وهل رأيت بعينيك فقيها ، إنما الفقيه الزاهد في الدنيا ، الراغب في الآخرة ، البصير بدينه ، المداوم على عبادة ربه ، الذي لا يهمز من فوقه ، ولا يسخر بمن دونه ، ولا يبتغى على علم علَّمه لله تعالى أجراً .
قال بعض السلف : إن الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ، ولم يُؤْمِنْهم مكرَ الله ، ولم يدعِ القرآنَ رغبةً عنه إلى ما سواه .
قال ابن قيم الجوزية : ومن المعلوم أيضاً أن الأرواح منها الخبيث الذى لا أخبث منه، ومنها الطيب، وبين ذلك، وكذلك القلوب منها القلب الشريف الزكى، والقلب الخسيس الخبيث، وهو سبحانه خلق الأضداد كما خلق الليل والنهار والبرد والحر والداء والدواء والعلو والسفل وهو أعلم بالقلوب الزاكية والأرواح الطيبة التى تصلح لاستقرار هذه النعم فيها، وإيداعها عندها، ويزكو [بذروها] فيها، فيكون تخصيصه لها بهذه النعم كتخصيص الأرض الطيبة القابلة [للبذر] بالبذر، فليس من الحكمة أن يبذر البذر فى الصخور والرمال والسباخ، وفاعل ذلك غير حكيم فما الظن ببذر الإيمان والقرآن والحكمة ونور المعرفة والبصيرة فى المحال التى هى أخبث المحال (طريق الهجرتين وباب السعادتين) .
عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ سَهْلٍ بنِ سَعْدٍ السَّاعَدَيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، دُلَّنِي عَلى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ ، فَقَالَ: « إِزْهَدْ في الدُّنْيَا يُحِبُّكَ اللهُ ، وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبُّكَ النَّاسُ » (صحيح الترغيب) .
عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : نَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ ، فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللهِ لَو اِتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً ، فَقَالَ : « مَالِي وَلِلدُّنْيَا مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا » (السلسلة الصحيحة) .
قال ابن الجلاّء : الزهد هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال لتصغر في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها (الرسالة القشيرية) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : الزهد المشروع ترك ما لا ينفع في الدار الآخرة ، وأما كل ما يستعين به العبد على طاعة الله فليس تركه من الزهد المشروع ، بل ترك الفضول التي تشغل عن طاعة الله ورسوله هو المشروع (مجموع الفتاوى) .
قال ابن قيم الجوزية : وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : الزهد ترك مالا ينفع في الآخرة والورع : ترك ما تخاف ضرره في الآخرة . وهذه العبارة من أحسن ما قيل في الزهد والورع وأجمعها ، قال سفيان الثورى : الزهد في الدنيا قصر الأمل ليس بأكل الغليظ ولا لبس العباء (مدارج السالكين) .
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى : الزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليد، وهذا زهد العارفين، وأعلى منه زهد المقربين فيما سوى الله تعالى من دنيا وجنة وغيرهما، إذ ليس لصاحب هذا الزهد إلا الوصول إلى الله تعالى والقرب منه".. (الفتوحات الوهبية بشرح الأربعين حديث النووية" للشيخ إبراهيم الشبرخيتي) .
قال الإمام أحمد الزهد في الدنيا : قصر الأمل، وعنه رواية أخرى : أنه عدم فرحه بإقبالها ولا حزنه على إدبارها، فإنه سئل عن الرجل يكون معه ألف دينار هل يكون زاهدا؟ فقال : نعم على شريطة أن لا يفرح إذا زادت ولا يحزن إذا نقصت .
قال الإمام أحمد الزهد : الزهد على ثلاثة أوجه الأول : ترك الحرام وهو زهد العوام والثاني : ترك الفضول من الحلال وهو زهد الخواص والثالث : ترك ما يشغل عن الله وهو زهد العارفين .
قال الحسن أو غيره : ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو لم تصبك فهذا من أجمع كلام في الزهد وأحسنه وقد روي مرفوعا (مدارج السالكين) .
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً في سِرْبِهِ ، مُعَافَىً في جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرهَا » ( صحيح الجامع) .
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس ، تعدل بين الاثنين صدقة ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها ، أو ترفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة" (أخرجه البخاري مسلم) .
عن عبدالله بن عمرو رضى الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : " في الجنة غرفة يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها " فقال أبو مالك الأشعري : لمن هي يا رسول الله قال : " لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائماً والناس نيام " (صححه الألباني في الترغيب) .