7. المنتقى النفيس
حكمــــــة
قال وهب بن منبه رحمه الله: " اعمل في نواحي الدين الثلاث، فإن للدين نواحي ثلاثا هن جماع الأعمال الصالحة لمن أراد جمع الصالحات، أولهن: تعمل شكرا لله بالأنعم الكثيرة الغاديات الرائحات، الظاهرات الباطنات، الحديثات القديمات، فيعمل المؤمن شكرا لهن، ورجاء تمامهن، والناحية الثانية من الدين رغبة في الجنة، التي ليس لها ثمن، وليس لها مثل، ولا يزهد فيها إلا سفيه، والناحية الثالثة تعمل فرارا من النار التي ليس عليها صبر، ولا لأحد بها طاقة، ولا يدان، وليست مصيبتها كالمصيبات، ولا حزنها كالحزن، نبأها عظيم، وشأنها شديد، وخزيها فظيع، ولا يغفل عن الفرار والتعوذ بالله منها إلا سفيه أحمق خاسر، قد خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين ".
حكمــــــة
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا فلا تكونوا أعوانا للشيطان عليه، تقولوا: اللهم أخزه، اللهم العنه، ولكن سلوا الله العافية، فإنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كنا لا نقول في أحد شيئا حتى نعلم علام يموت، فإن ختم له بخير علمنا أنه قد أصاب خيرا، وإن ختم له بشر خفنا عليه ".
حكمــــــة
قال إبراهيم التيمي رحمه الله: " مثلت نفسي في النار أعالج أغلالها وسعيرها، وآكل من زقومها، وأشرب من زمهريرها، فقلت: يا نفسي، أي شيء تشتهين؟ قال: أرجع إلى الدنيا أعمل عملا أنجو به من هذا العذاب، ومثلت نفسي في الجنة مع حورها، وألبس من سندسها وإستبرقها وحريرها، فقلت: يا نفسي، أي شيء تشتهين؟ قالت: أرجع إلى الدنيا فأعمل عملا أزداد من هذا الثواب، فقلت: أنت في الدنيا وفي الأمنية ".
حكمــــــة
قال الشعبي رحمه الله: " إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنسك، فإن كان عاقلا ولم يكن ناسكا قيل: هذا أمر لا يناله إلا النساك فلم تطلبه، وإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قيل: هذا أمر لا يطلبه إلا العقلاء، فلم تطلبه؟ قال الشعبي: «فقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما، لا عقل ولا نسك».
حكمــــــة
قال محمد بن سوقة رحمه الله: دخلنا على عطاء فقال لنا: إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام، وكانوا يعدون فضول الكلام ما عدا ثلاثا: كتاب الله أن يتلوه، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، وأن ينطق بحاجته التي لا بد له منها، أتنكرون أن عليكم لحافظين، كراما كاتبين، عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد؟ أما يستحي أحدكم لو نشرت عليه صحيفته في آخر نهاره وقد أملى فيها من أول نهاره ليس فيها حاجة من حاجات دنياه ولا آخرته ".