4. المنتقى النفيس
حكمــــــة
قال ابن عون رحمه الله: لما ركب محمد بن سيرين الدين اغتم لذلك فقال إني لأعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة قال محمد بن سيرين رحمه الله: إني لأعرف الذنب الذي حمل علي به الدين ما هو قلت لرجل من أربعين سنة يا مفلس، فحدث به أبا سليمان الداراني فقال قلت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون وكثرت ذنوبهم وذنوبك فليس ندري من أين نؤتى.
حكمــــــة
قال مالك بن دينار رحمه الله: يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم فان القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض فان الله ينزل الغيث من السماء الى الأرض فيصيب الحش فتكون فيه الحبة فلا يمنعها ! تن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسن فيا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم أين أصحاب سورة أين أصحاب سورتين ماذا عملتم فيهما.
حكمــــــة
مر المهلب بن أبي صفرة على مالك بن دينار رحمه الله وهو يتبختر في مشيته فقال له مالك أما علمت أن هذه المشية تكره إلا بين الصفين فقال له المهلب أما تعرفني فقال له أعرفك أحسن المعرفة قال وما تعرف مني قال أما أولك نطفة مذرة وأما آخرك فجيفة قذرة وانت بينهما تحمل العذرة قال فقال المهلب الآن عرفتني حق المعرفة.
حكمــــــة
قال أيوب السختياني رحمه الله: الزهد في الدنيا ثلاثة أشياء أحبها إلى الله وأعلاها عند الله وأعظمها ثوابا عند الله تعالى الزهد في عبادة من عبد دون الله من كل ملك وصنم وحجر ووثن، ثم الزهد فيما حرم الله تعالى من الأخذ والإعطاء، ثم يقبل علينا فيقول: زهدكم هذا يا معشر القراء فهو والله أخسه عند الله، الزهد في حلال الله عز وجل ".
حكمــــــة
جاء رجل إلى يونس بن عبيد رحمه الله: فشكى إليه ضيقا من حاله ومعاشه، واغتماما منه بذلك، فقال له يونس: أيسرك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف؟ قال: لا، قال: فسمعك الذي تسمع به يسرك به مائة ألف؟ قال: لا، قال: فلسانك الذي تنطق به مائة ألف؟ قال: لا، قال: ففؤادك الذي تعقل به مائة ألف؟ قال: لا، قال: فيداك يسرك بهما مائة ألف؟ قال: لا؟ قال: فرجلاك؟ قال: فذكره نعم الله عليه، فأقبل عليه يونس، قال: أرى لك مئين ألوفا، وأنت تشكو الحاجة ".