2. المنتقى النفيس
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إنما أخشى على نفسي أن يقال لي على رؤوس الخلائق يا عويمر هل علمت فأقول نعم فيقال ماذا عملت فيما علمت .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : معاتبة الأخ خير لك من فقده ومن لك بأخيك كله أعط أخاك ولِنْ له ولا تطع فيه حاسداً فتكون مثله غداً يأتيك الموت فيكفيك فقده وكيف تبكيه بعد الموت وفي حياته ما قد كنت تركت وصله .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : لو تعلمون ما أنتم راءون بعد الموت لما أكلتم طعاماً على شهوة ولا شربتم شراباً على شهوة ولا دخلتم بيتاً تستظلون فيه ولخرجتم إلى الصعدات تضربون صدوركم وتبكون على أنفسكم ولوددت أنكم شجرة تعضد ثم تؤكل .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ذروة الإيمان الصبر للحكم والرضى بالقدر والإخلاص في التوكل والاستسلام للرب عز وجل .
لما احتضر أبو الدرداء رضي الله عنه جعل يقول من يعمل لمثل يومي هذا من يعمل لمثل ساعتي هذه من يعمل لمثل مضجعي هذا ثم يقول ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ويل لكل جماع فاغر فاه كأنه مجنون يرى ما عند الناس ولا يرى ما عنده ولو يستطيع لوصل الليل بالنهار ويله من حساب غليظ وعذاب شديد .
عن شرحبيل أن أبا الدرداء الدرداء رضي الله عنه كان إذا رأى جنازة قال اغدوا فإنا رائحون أو روحوا فإنا غادون موعظة بليغة وغفلة سريعة كفى بالموت واعظا يذهب الأول فالأول ويبقى الآخر لا حلم له .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ثلاث أحبهن ويكرههن الناس الفقر والمرض والموت قال أحب الموت اشتياقا إلى ربي وأحب الفقر تواضعا لربي وأحب المرض تكفيرا لخطيئتي .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : يا معشر أهل الأموال بردوا على جلودكم من أموالكم قبل أن نكون وإياكم فيها سواء ليس إلا أن تنظروا فيها وننظر فيها معكم .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : وإني أخاف عليكم شهوة خفية في نعمة ملهية وذلك حين تشبعون من الطعام وتجوعون من العلم .
مر أبو الدرداء رضي الله عنه على قوم وهم يبنون فقال أبو الدرداء تجددون الدنيا والله يريد خرابها والله غالب على ما أراد .
اشتكى أبو الدرداء رضي الله عنه : فدخل عليه أصحابه فقالوا ما تشتكي يا أبا الدرداء قال أشتكي ذنوبي قالوا فما تشتهي قال أشتهي الجنة قالوا أفلا ندعو لك طبيبا قال هو الذي أضجعني .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : من يتفقد يفقد ومن لا يعد الصبر لفواجع الأمور يعجز إن قارضت الناس قارضوك وإن تركتهم لم يتركوك قال فما تأمرني قال اقرض من عرضك ليوم فقرك .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إن مما أخشى عليكم زلة العالم وجدال منافق بالقرآن والقرآن حق وعلى القرآن منار كمنار الطريق ومن لم يكن غنيا من الدنيا فلا دنيا له .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إن الذين ألسنتهم رطبة بذكر الله عز وجل يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ما في المؤمن بضعة أحب إلى الله عز وجل من لسانه به يدخله الجنة وما في الكافر بضعة أبغض إلى الله عز وجل من لسانه به يدخله النار .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ما بت ليلة فأصبحت لم يرمني الناس فيها بداهية إلا رأيت أن علي من الله تعالى فيه نعمة .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إن من شر الناس عند الله عز وجل منزلة يوم القيامة عالما لا ينتفع بعلمه .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ثلاث من ملاك أمر ابن آدم لا تشك مصيبتك ولا تحدث بوجعك ولا تزك نفسك بلسانك .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ادع الله تعالى في يوم سرائك لعله أن يستجيب لك في يوم ضرائك .
كان معاذ بن جبل رضي الله عنه : إذا تهجد من الليل قال اللهم قد نامت العيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم اللهم طلبي للجنة بطئ وهربي من النار ضعفيف اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلى يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد .
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه لابنه : يا بني إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود إليها أبدا واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين حسنة قدمها وحسنة أخرها .
كانت تحت معاذ بن جبل رضي الله عنه امرأتان فإذا كان عند إحداهما لم يشرب من بيت الأخرى الماء .
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله قالوا يا أبا عبدالرحمن ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع لأن الله تعالى يقول في كتابه ولذكر الله أكبر .
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : لأن أذكر الله تعالى من بكرة حتى الليل أحب إلي من أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله من بكرة حتى الليل .
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : اعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن يؤجركم الله بعلم حتى تعملوا .
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : ثلاث من فعلهن فقد تعرض للمقت الضحك من غير عجب والنوم من غير سهر والأكل من غير جوع .
لما حضر معاذ بن جبل رضي الله عنه الموت قال : انظروا أصبحنا فأتي فقيل لم تصبح فقال انظروا أصبحنا فأتي فقيل له لم تصبح حتى أتي في بعض ذلك فقيل قد أصبحت قال أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار مرحبا بالموت مرحبا زائر مغب حبيب جاء على فاقة اللهم إني قد كنت أخافك فأنا اليوم أرجوك اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر .
قال أبي بن كعب رضي الله عنه : عليكم بالسبيل والسنة فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن عز وجل ففاضت عيناه من خشية الله عز وجل فتمسه النار وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من مخافة الله عز وجل إلا كان مثله كمثل شجرة يبس ورقها فبينا هي كذلك إذ أصابتها الريح فتحاتت عنها ورقها إلا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات عن هذه الشجرة ورقها وإن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل الله وسنته فانظروا أعمالكم فان كانت اجتهادا أو اقتصادا أن تكون على منهاج الأنبياء وسنتهم .
قال رجل لأبي بن كعب رضي الله عنه : أوصني ، قال : اتخذ كتاب الله إماما وارض به قاضيا وحكما فانه الذي استخلف فيكم رسولكم شفيع مطاع وشاهد لا يتهم فيه ذكركم وذكر من قبلكم وحكم ما بينكم وخبركم وخبر ما بعدكم .
قال أبي بن كعب رضي الله عنه في قوله عز وجل " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم " الآية قال : هن أربع وكلهن عذاب وكلهن واقع لا محالة فمضت اثنتان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم بخمس وعشرين سنة فألبسوا شيعا وذاق بعضهم بأس بعض وبقي ثنتان واقعتان لا محالة الخسف والرجم .
قال أبي بن كعب رضي الله عنه : المؤمن بين أربع إن ابتلي صبر وإن أعطى شكر وإن قال صدق وإن حكم عدل فهو يتقلب في خمسة من النور وهو الذي يقول الله نور على نور كلامه نور وعلمه نور ومدخله في نور ومخرجه من نور ومصيره إلى النور يوم القيامة والكافر يتقلب في خمسة من الظلم فكلامه ظلمة وعمله ظلمة ومدخله ظلمة ومخرجه في ظلمة ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كنا مع أبي موسى في مسير له فسمع الناس يتحدثون فسمع فصاحة فقال مالي يا أنس هلم فلنذكر ربنا فإن هؤلاء يكاد أحدهم أن يفرى الأديم بلسانه ثم قال يا أنس ما أبطأ بالناس عن الآخرة وما ثبرهم أتدري ما ثبر الناس أي ما الذي صدهم ومنعهم من طاعة الله ثم قال والثبر الحبس عنها قال قلت الشهوات والشيطان قال لا والله ولكن عجلت لهم الدنيا وأخرت الآخرة ولو عاينوا ما عدلوا وما ميلوا .
قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : إني لأغتسل في البيت المظلم فما أقيم صلبي حتى آخذ ثوبي حياء من ربي عز وجل .
قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : إنما سمي القلب من تقلبه ألا وإن القلب مثل ريشة معلقة بشجرة في فضاء من الأرض تفيؤها الريح ظهرا لبطن .
كان شداد بن أوس الأنصاري رضي الله عنه إذا دخل الفراش يتقلب على فراشه لا يأتيه النوم فيقول اللهم إن النار أذهبت مني النوم فيقوم فيصلي حتى يصبح .
كان شداد بن أوس الأنصاري رضي الله عنه يقول : إنكم لم تروا من الخير إلا أسبابه ولم تروا من الشر إلا أسبابه الخير كله بحذافيره في الجنة والشر كله بحذافيره في النار وإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر والآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قاهر ولكل بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا .
قال حذيفة رضي الله عنه : إن الفتنة تعرض على القلوب فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء فإن أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء فمن أحب منكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا فلينظر فإن كان يرى حراما ما كان يراه حلالا أو يرى حلالا ما كان يراه حراما فقد أصابته الفتنة .
قال حذيفة رضي الله عنه : إياكم والفتن لا يشخص إليها أحد فوالله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن إنها مشبهة مقبلة حتى يقول الجاهل هذه تشبه وتبين مدبرة فإذا رأيتموها فاجثموا في بيوتكم وكسروا سيوفكم وقطعوا أوتاركم .
قال حذيفة رضي الله عنه : إن للفتنة وقفات وبغتات فمن استطاع أن يموت في وقفاتها فليفعل يعني بالوقفات غمد السيف .
قال حذيفة رضي الله عنه : القلوب أربعة قلب أغلف فذلك قلب الكافر وقلب مصفح فذلك قلب المنافق وقلب أجرد فيه سراج يزهر فذاك قلب المؤمن وقلب فيه نفاق وإيمان فمثل الإيمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب ومثل النفاق مثل القرحة يمدها قيح ودم فأيهما ما غلب عليه غلب .
قال حذيفة رضي الله عنه عند الموت : رب يوم لو أتاني الموت لم أشك فأما اليوم فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا فيها .
قال حذيفة رضي الله عنه : لوددت أن لي إنساناً يكون في مالي ، ثم أُغلق عليَّ الباب فلم أدخل علي أحدا حتى ألقى الله عز وجل .
قال حذيفة رضي الله عنه : المنافقون اليوم شر منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يومئذ يكتمونه وهم اليوم يظهرونه .
قال حذيفة رضي الله عنه : يا معشر القراء أسلكوا الطريق فلئن سلكتموه لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا .
قال حذيفة رضي الله عنه : بحسب المرء من العلم أن يخشى الله عز وجل وبحسبه من الكذب أن يقول استغفر الله ثم يعود .
قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه : كان يقال دع ما لست منه في شيء ولا تنطق فيما لا يعنيك واخزن لسانك كما تخزن ورقك .
سمع عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه صوت النار فقال وأنا ، فقيل يا ابن عمرو ما هذا قال والذي نفسي بيده إنها لتستجير من النار الكبرى من أن تعاد فيها .
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه : يا ابن آدم صاحب الدنيا ببدنك وفارقها بقلبك وهمك فإنك موقوف على عملك فخذ مما افي يديك لما بين يديك عند الموت يأتيك الخير .
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه : لا يكون الرجل من العلم بمكان حتى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه ولا يبتغي بالعلم ثمنا .
قال رجلٌ لابن عمر رضي الله عنه : يا خير الناس أو يا ابن خير الناس ، فقال ابن عمر : ما أنا بخير الناس ولا ابن خير الناس ولكني عبد من عباد الله أرجو الله تعالى وأخافه ، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه .
كان ابن عمر رضي الله عنه في طريق مكة يأخذ برأس راحلته يثنيها ويقول لعل خفا يقع على خف يعني خف راحلة النبي صلى الله عليه وسلم .
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : يا صاحب الذنب لا تأمنن من سوء عاقبته ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته فان قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب الذي عملته وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب إذا ظفرت به وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب إذا عملته .
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرا أو جمعة أو ما شاء الله أحب إلي من حجة بعد حجة ولطبق بدانق أهديه إلى أخ لي في الله عز وجل أحب إلي من دينار أنفقه في سبيل الله عز وجل .
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : ذهب الناس وبقي النسناس قيل وما النسناس قال الذين يتشبهون بالناس وليسوا بالناس .
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه : قال عمر لأخيه زيد يوم أحد : خذ درعي ، قال : إني أريد من الشهادة مثل ما تريد ، فتركاها جميعا .
بكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه : فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ولكني أبكي على بعد سفري وقلة زادي وأني أصبحت في صعود مهبط على جنة ونار لا أدري أيهما يؤخذ بي .
قال أبو هريرة رضي الله عنه : إذا رأيتم ستا فإن كانت نفس أحدكم في يده فليرسلها فلذلك أتمنى الموت أخاف أن تدركني إذا أمرت السفهاء وبيع الحكم وتهون بالدم وقطعت الأرحام وقطعت الجلاوزة ونشأ نشء يتخذون القرآن مزامير .
قال فضالة ابن عبيد رضي الله عنه : لأن أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها لأن الله تعالى يقول " إنما يتقبل الله من المتقين " .
قال أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه : لو أن رجلا في حجره دنانير يعطيها وآخر يذكر الله عز و جل لكان الذاكر أفضل .
قال الربيع بن خيثم رحمه الله لأصحابه : تدرون ما الداء والدواء والشفاء ؟ قالوا : لا. قال الداء الذنوب والدواء الإستغفار والشفاء أن تتوب ثم لا تعود .
قال عامر بن عبد قيس رحمه الله : الدنيا الغموم والأحزان وفي الآخرة النار والحساب فأين الراحة والفرح .
مرض عامر بن عبد قيس رحمه الله فبكى : فقيل له ما يبكيك وقد كنت وقد كنت ، فيقول : مالي لا أبكي ومن أحق بالبكاء مني ؟! والله ما أبكي حرصا على الدنيا ولا جزعا من الموت ولكن لبعد سفري وقلة زادي وإني أمسيت في صعود وهبوط جنة أو نار فلا أدري إلى أيهما أصير .
قال عامر بن عبد قيس رحمه الله : ما أبكي على دنياكم رغبة فيها ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء .
كان عامر بن عبد قيس رحمه الله : يصلي في اليوم ثمانمائة ركعة وكان يقول إني لمقصر في العبادة وكان يعاتب نفسه.
لما احتضر الأسود بن يزيد رحمه الله بكى فقيل له ما هذا الجزع قال مالي لا أجزع ومن أحق بذلك مني والله لو أتيت بالمغفرة من الله عز وجل لهمني الحياء منه مما قد صنعته إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيا منه .
قال الربيع بن خيثم رحمه الله : أقلوا الكلام إلا بتسع تسبيح وتكبير وتهليل وتحميد وسؤالك الخير وتعوذك من الشر وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وقراءة القرآن .
قال عبدالله بن محمد الكواء للربيع رحمه الله : ما نراك تعيب أحداً ولا تذمه فقال ويلك يا ابن الكواء ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذنبي إلى حديث إن الناس خافوا الله تعالى على ذنوب الناس وآمنوه على نفوسهم .
قال الربيع بن خيثم رحمه الله : الناس رجلان مؤمن وجاهل ؛ فأما المؤمن فلا تؤذه ،وأما الجاهل فلا تجاهله.