فوائد من كتاب غيث القلوب ذكر الله تعالى لأزهرى أحمد محمود
حكمــــــة
قال الله تعالى: " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ " [النور: 36، 37].
حكمــــــة
الذِّكر أنيس الذاكرين: قال ابن القيم: «به يستدفعون الآفات، ويستكشفون الكربات، وتهون عليهم به المصيبات، إذا أظلهم البلاء فإليه ملجؤهم، وإذا نزلت به النوازل؛ فإليه مفزعهم، فهو رياض جنتهم التي فيها يتقلبون ورءوس أموال سعادتهم؛ التي بها يتجرون، يدع القلب الحزين ضاحكًا مسرورًا، ويوصل ا لذاكر إلى المذكور، بل يدع الذاكر مذكورًا».
حكمــــــة
قال ابن القيم: «إنَّ الذِّكر نورٌ للذاكر في الدنيا ونورٌ له في قبره ونورٌ له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط، فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى، قال الله تعالى: " أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا... " » [الأنعام: 122]..فالأول هو المؤمن استنار بالإيمان بالله، و محبته ومعرفته وذكره، والآخر هو الغافل عن الله تعالى، المعرض عن ذِكره ومحبته.. إنَّ لذَّة ذكر الله تعالى فوق كلِّ لذَّة!»..
حكمــــــة
كيف تكون من الذاكرين؟: المحافظة على الصلوات الخمس: فقال تعالى: " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلًا " [النساء: 142]وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تلك صلاة المنافق؛ يجلس يَرقُبُ الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان، قام فنقرها أربعًا، لا يذكر الله فيها إلاَّ قليلاً»(صحيح مسلم).
حكمــــــة
كيف تكون من الذاكرين؟: الإكثار من قراءة كتاب الله تعالى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول " الم " حرف ولكن " ألف " حرف، و " لام " حرف، و " ميم " حرف»(رواه الترمذي/ صحيح الترمذي) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ بمائة آية في ليلة؛ كُتب له قُنوت ليلة»(رواه أحمد والدارمي السلسلة الصحيحة).
حكمــــــة
كيف تكون من الذاكرين؟: المحافظة على الأذكار: ليس صعبًا أن تكون من المحافظين على الأذكار، فما عليك إلاَّ أن تعزم على فعلها وتبدأ بتطبيقها في أمورك كلِّها. فإذا خرجت من منزلك قلت ذكر الخروج من من المنزل، وإذا ركبت سيارتك قلت ذِكر ركوب الدابة، وإذا دخلت الخلاء أو خرجت منه قلت ما جاء من الذِّكر في ذلك، وإذا أردتَ أن تتوضَّأ أو فرغت من الوضوء قلت ما جاء في ذلك من الذِّكر، وإذا لبست ثوبًا جديدًا قلت ما جاء من ذِكرٍ في ذلك، وهكذا في كلِّ أمورك تحرص على المحافظة على الأذكار، ولا تضيِّع الفرصة في ذلك؛ فإنك إذا فعلت ذلك كنت من الذاكرين لله تعالى.
حكمــــــة
قال نصر بن محمد السمرقندي: «ويقال: الناس يُصبحون على ثلاثة أصناف: صنفٌ في طلب المال، وصنفٌ في طلب الإثم، وصنفٌ في طلب الطريق.. فأما من أصبح في طلب المال فإنه لا يأكل فوق ما رزقه الله تعالى وإن أكثر المال، ومن أصبح في طلب الإثم لحقه الهوان والإثم، ومن أصبح في طلب الطريق آتاه الله تعالى الرزق والطريق!».
حكمــــــة
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما جلس قومٌ مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلُّوا على نبيهم؛ إلاَّ كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم»(رواه أبو داود والترمذي واللفظ له/ صحيح الترغيب والترهيب للألباني)وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الحسرة تلزم أهلها وإن دخلوا الجنة ! قال صلى الله عليه وسلم: «لا يجلس قوم مجلسًا لا يصلون فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة، وإن دخلوا الجنة! لما يرون من الثواب»(رواه النسائي وأحمد والحاكم/ صحيح الجامع).
حكمــــــة
قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إنَّ الله قسَّم بينكم أخلاقكم كما قسَّم بينكم أرزاقكم، إنَّ الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلاَّ من يحب، فإذا أحبَّ الله عبدًا أعطاه الإيمان؛ فمن منَّ بالمال أن ينفقه، وخاف العدو أن يجاهده، وهاب الليل أن يكابده؛ فيكثر من قوله: " لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله " ».
حكمــــــة
قال تعالى: " وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا " [الكهف: 28]قال ابن القيم رحمه الله: «فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته؛ كان الصدأ متراكمًا على قلبه، وصدأه بحسب غفلته، وإذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه؛ فيرى الباطل في صورة الحقِّ، والحقَّ في صورة الباطل، لأنه لَمَّا تراكم عليه الصدأ أظلم؛ فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه، فإذا تراكم عليه الصدأ واسودَّ وركبه الران؛ فَسَدَ تصوره وإدراكه، فلا يقبل حقًّا ولا يُنكر باطلاً، وهذا أعظم عقوبات القلوب، وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى؛ فإنهما يطمسان نور القلب، ويعميان بصره».
حكمــــــة
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: " اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا " [الأحزاب: 41] «إنَّ الله تعالى لم يفرض على عباده فريضة إلاَّ جعل لها حدًّا معلومًا، ثم عذر أهلها في حال العذر، غير الذِّكر؛ فإنَّ الله تعالى لم يجعل له حدًّا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدًا في تركه، إلاَّ مغلوبًا على تركه فقال: " فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ " [النساء: 103]» بالليل والنهار، في البرِّ والبحر، وفي السفر والحضر، والغِنَى والفقر، والسَّقم والصحة، والسرِّ والعلانية، وعلى كلِّ حال! وقال أيضًا: «ثبتت أنَّ غاية الخلق والأمر أن يُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر، وهو سبحانه ذاكرٌ لمن ذكره، شاكرٌ لمن شكره».
حكمــــــة
من فضائل الذِّكر: الذِّكر نجاة من عذاب الله تعالى. قال معاذ ابن جبل رضي الله عنه: ما عمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله! قالوا يا أبا عبد الرحمن، ولا الجهاد في سبيل الله؟! قال: ولا، إلاَّ أن يضرب بسيفه حتى ينقطع، لأنَّ الله تعالى يقول في كتابه: " وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ " [العنكبوت: 45].
حكمــــــة
قال مسروق: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري، صلَّى ليلةً حتى أصبح أو كاد، يقرأ آية يردِّدها ويبكي " أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ " [الجاثية: 21].
حكمــــــة
قال ابن القيم: «حضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلَّى الفجر، ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريبٍ من انتصاف النهار، ثم التفت إليَّ وقال: هذه غدوتي، ولو لم أتغدَّ الغداء سقطت قوتي! أو كلامًا قريبًا من هذا». وقال أيضاً:«وقال لي مرة: لا أترك الذِّكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها؛ لأستعدَّ بتلك الراحة لذِكرٍ آخر، أو كلامًا هذا معناه». وقال: «وقال لي مرة: المحبوس من حُبس قلبه عن ربِّه تعالى! والمأسور من أسره هواه!».