2. من رسالة الإمام مالك لهارون الرشيد
حكمــــــة
إياك والتجريد خاليًا؛ فإنه ينبغي لك أن تستحيي من الله إذا خلوت؛ فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا أحب أن يلي لي شيئًا من لا يستحيي من الله في الخلاء»؛ وإياك أن تدخل الحمام والماء إلا بإزار، ولا يدخل معك أحد الحمام إلا بإزار وأنت تقدر على ذلك، فإن لم تقدر فغض طرفك عن كل أحدٍ كان مكشوفًا؛ بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدخل الحمام إلا بإزار».
حكمــــــة
إذا حضرت السلطان فاشفع بخير، وإياك والكلام عنده إلا بما يرضي الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما يظن أنها تبلغ ما بلغت يكتب له بها سخطه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما يظن أنها تبلغ ما بلغت، يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة».
حكمــــــة
لا تحلف بالطلاق ولا بالعتاق؛ فإنها من أيمان الفساق، بلغني عن عمر رضي الله عنه أنه قال: أربع جائزة إذا تكلم بهن: الطلاق والعتاق والنكاح والنذر، وأربعة يمسون والله عليهم ساخط، ويصبحون والله عليهم غضبان: المتشبهون من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، ومن أتى بهيمة، أو عمل عمل قوم لوطٍ.
حكمــــــة
إذا أحسست من أمير ظلامة أو تغطرسًا فقل: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أعز من خلقه جميعًا، الله أكبر مما أخاف وأحذر، وأعوذ بالله الممسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه من شر فلانٍ، اللهم كن لي جارًا من فلان وجنوده، أن يفرط على أحد منهم أو أن يطغي، جل جلالك وعز جارك، ولا إله غيرك». تقول ذلك ثلاث مراتٍ، بلغني عن ابن عباس أنه قال ذلك وأمرنا به.