فوائد من كتاب ساعات الليل غنائم مفقودة
حكمــــــة
يا صاحب الذنب: قد جاءتك فرصة الغفران.. تعرض كل ليلة.. بل هي أمامك كل حين ولكنها في الثلث الأخير أقرب إلى الظفر والنيل، فعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها». [رواه مسلم].
حكمــــــة
يا صاحب النعمة: أقبل على ربك بالليل وأدِّ حق الشكر له؛ فإن قيام الليل أنسب أوقات الشكر، وهل الشكر إلا حفظ النعمة وزيادتها؟! تأمَّل في رسول الله لمَّا قام حتى تفطَّرت قدماه، فقلنا: يا رسول الله مالك؟ أما غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخَّر؟ قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا» " >[رواه البخاري] ففي هذا الحديث دلالة قوية على أنَّ قيام الليل من أعظم وسائل الشكر على النعم.
حكمــــــة
يا طالب الحور: قم في ظلمة السحر.. وأحي ليلك بالقرآن والذكر.. والتبتل والاستغفار فإن ذاك هو مهر الحور العين في الجنة. فإن الجزاء عند الله من جنس العمل.. فما يجزي به الله المتهجدين في الليل كثرة الأزواج من الحور العين في الجنة؛ فإن المتهجد قد ترك لذة النوم بالليل، ولذة التمتع بالأزواج، ترك لحافه وفراشه طلبًا لما عند الله عزَّ وجلَّ، فعوَّضه الله خيرًا لما تركه، وكان الجزاء الحور العين، ويا نعم الجزاء، يقول النبى صلى الله عليه وسلم: «ولو أنَّ امرأة من نساء أهل الجنة اطَّلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحًا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها»(صحيح البخاري).
حكمــــــة
ما يعينك على القيام: أقلل من الطعام؛ فإن كثرة الطعام مجلبة للنوم، ولا يخف قيام الليل إلاَّ على من قلَّ طعامه، ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم حدود الشبع وآدابه فقال: «ما ملأ آدمي وعاءً شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه». [رواه أحمد والترمذي، وهو في صحيح الجامع برقم: 5550].
حكمــــــة
ما يعينك على القيام: الاستعانة بالقيلولة: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجَّه إلى الاستعانة بها ومخالفة الشياطين بها، فقال: «قيلوا فإن الشياطين لا تقيل». [رواه الطبراني وهو في السلسلة الصحيحة برقم: 2647]. ومرَّ الحسن بقوم في السوق فرأى صخبهم ولغطهم، فقال: أما يقيل هؤلاء؟ قالوا: لا، قال: «إني لأرى ليلهم ليل سوء».