2. فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم
حكمــــــة
قال ابن القيم: " وأمَّا بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه، لم يكن بشهيق ورفع صوت، كمَا لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز كأزيز المِرْجل، وكان بكاؤه تارة رحمة للميت، وتارة خوفًا على أمَّتِه وشفقة عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن ".
حكمــــــة
كثرة الدعاء والإلحاح على الله عَزَّ وجَلَّ رجاء الثبات على هذا الدين حتى الممات ورجاء صلاح الزوج والذرية، ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74]، ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾ [إبراهيم: 40]. قال ابن القيم: وأبغض خلقه: عدوه إبليس، ومع هذا فقد سأله حاجةً فأعطاه إياها، ومتَّعه بها، ولكن لمَّا تكن عونًا له على مرضاته، كان زيادة له في شقوته، وبعده عن الله وطرده عنه.
حكمــــــة
كان محمد بن المنكدر: إذا بكى مسح وجهه ولحيته بدموعه ويقول: بلغني أن النَّار لا تأكل موضعًا مَسَّته الدُّموع، وذكر أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله كان يصلي ذات ليلة فقرأ: ﴿إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ﴾ [غافر: 71، 72] فجعل يُرَدِّدها ويبكى حتى أصبح.
حكمــــــة
قال الإمام النووي في كتابه الأذكار النووية: أجمع العلماء على جواز الذِّكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفساء، وذلك في التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء وغير ذلك. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت». [رواه البخاري].
حكمــــــة
قال النبى صلى الله عليه وسلم: «ليس الواصل بالمُكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعتَ رحمه وصلها» [رواه البخاري]. قال ابن حجر: فههنا ثلاث درجات: واصل، ومُكافئ، وقاطع، فالواصل من يتفضل ولا يُتفضل عليه، والمُكافئ من يصل ولا يزيد على ما يأخذ، والقاطع: الذي يُتفضل، وهو لا يتفضل. كما تقع المُكافأة بالصلة بين الجانبين؛ كذلك تقع المقاطعة من الجانبين، فمن بدأ حينئذ فهو الواصل، فإنْ جُوزي سُمِّي من جازاه مُكافئًا.
حكمــــــة
قال ابن القيم رحمه الله: فإن الصدقة تفدي من عذاب الله تعالى؛ فإن ذنوب العبد وخطاياه تقتضي هلاكه فتجيء الصدقة تفديه من العذاب، وتفكه منه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لمَّا خطب النساء يوم العيد: «يا معشر النساء، تصدقن ولو من حِلْيكُنَّ؛ فإني رأيتكُنَّ أكثر أهل النار»، وكأنه حثهن ورغبهن على ما يفدين به أنفسهن من النار.
حكمــــــة
ضابط الإخلاص: أن تكون نِيَّتك في هذا العمل لله لا تريد بها غير الله، لا رياءً ولا سُمعةً ولا رِفعةً ولا تزلفًا عند أحد، ولا تترقب من الناس مدحًا ولا تخشى منهم قَدْحًا، فإذا كانت نِيَّتك لله وحده ولم تزين عملك من أجل البشر فأنت مُخْلِص، يقول الفضيل بن عِياض: " العمل لأجل الناس شِرك، وترك العمل لأجل الناس رياء، والإخلاص أن يُعافيك الله منهما " فأخلص جميع أعمالك له سبحانه ولا تَتَطلع لأحد، وأدخل نفسك في قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162، 163].
حكمــــــة
سُئِل ابن تيمية عن خديجة وعائشة: أُمي المؤمنين أيهما أفضل؟ قال رحمه الله: " بأن سبق خديجة، وتأثيرها في أول الإسلام؛ ونصرها، وقيامها في الدين، لم تُشْركها فيه عائشة، ولا غيرها من أُمَّهات المؤمنين وتأثير عائشة في آخر الإسلام، وحمل الدين، وتبليغه إلى الأمة، وإدراكها من العلم ما لم تُشْركها فيه خديجة، ولا غيرها مما تميزت به عن غيرها ". [مجموع الفتاوى].
حكمــــــة
إن ألطاف الله على أوليائه لا تتصورها العقول لا تُعَبِّر عنها الكلمات؛ فأم موسى ألهمها الله أن تُلقيه في اليَّمِّ ثُمَّ بَشَّرها بِرَدِّه، ولولا ذلك لقضى عليها الحزن، ثُمَّ حُرِّمَ عليه أن يرضع من غيرها، فكانت العاقبة أن تُرْضِعه جهرًا وتأخذ عليه أجرًا، وتسمى أُمُّه قدرًا وشرعًا، فاطمأن قلبها وازداد إيمانها، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم. [تفسير ابن سعدي].
حكمــــــة
قال الله تعالى في أحسن وصف وأبلغ تعبير لموقف عظيم: ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾ [القيامة: 29]، بدأ الميت يطوي قدميه عن الأرض ويجمعهما؛ ليغادر الدنيا التي طالما ركض وسعى في أرجائها، وغبر قدمه في مناكبها، عندها تبدأ مسيرة الآخرة ورحلة الجزاء والحساب ﴿إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ﴾ [القيامة: 30].
حكمــــــة
﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: 27-30] يقال هذا القول للمؤمن عند النَّزْع في آخر لحظة من لحظات حياته في الدنيا، وقد أضاف سبحانه الجنة إلى نفسه تشريفًا لها وتعظيمًا، وإعلامًا للخلق بعنايته بها جَلَّ وعُلا.
حكمــــــة
إن من الذنوب التي تحول بين الإنسان والخير: قطيعة الرَّحم التي قال تعالى عن قاطعها: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ [محمد: 23] قال بعض العلماء: " إن الإنسان إذا قطع رحمه أصابه الصمم وعمى البصيرة، والمراد بالصمم: أنه لا تنفع فيه موعظة ولو عُرِضت عليه المواعظ التي تفتت الجبال... ما أثرَّت فيه، ولو أثرَّت فيه تكون وقتية ثم تزول، ﴿وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ فلا يرون خيرًا ولا يوفقون لطاعة.
حكمــــــة
﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأحقاف: 15]. قال الشوكاني: وفي هذا دليل على أنه ينبغي لمن بلغ عمره أربعين سَنَة أنْ يستكثرَ من هذه الدَّعْوات. [فتح القدير 5/18].
حكمــــــة
خُلُق الكرام شُكْر المعروف والمُكَافأة عليه، لمَّا سقى مُوسى عليه السلام للمرأتين تولَّى إلى الظلِّ، فكانت الدعوة من الرجل الصالح: ﴿إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾ [القصص: 25] وفي الحديث: «من صُنِع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثَّناء» [رواه الترمذي].
حكمــــــة
قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: " الكعبة نفسها – زادها الله تشريفًا وتكريمًا – لا يتبرك بها ولا يقبل منها إلا الحجر الأسود فقط ولا يمسح منها إلا هو والرُّكْن اليماني؛ والحكمة من تقبيل الحجر الأسود أو مسحه أو مسح الرُّكْن اليماني هي: طاعة الله واتِّبَاع شَرْعه...والتزام الكعبة ليس فيه التمسح بحال، إنما هو إلصاق الخَدِّ والصدر واليدين اشتياقًا، وأسفًا على الفراق تارة، وذُلاً لله وخشية تارة أخرى " [يُنْظر فتاوى الشيخ].
حكمــــــة
هو لكِ أُنْس وقُرْب، ومودة ورحمة، ومقام أب ومكانة أم، ومنزلة أخ وأخت.. زَوْج جمع لك أطراف المحبة والحنان والعون والمُساعدة.. دخلتِ تحت كنفه وأظلكِ فَيْئُه وتنعمتِ بالعيش معه!! هو لكِ شِعَار ودِثار وماء وهواء ونِسمة صباح ومساء! أنسيتِ حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه» [رواه النَّسائي].
حكمــــــة
ُذكِرَ أن أعرابيًا سمع قارئًا يقرأ: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾ [الذاريات: 22، 23] فقال: يا سبحان الله من الذي أغضب الجليل حتى حلف! ألم يُصِّدقوه في قوله حتى ألجؤوه إلى اليمين؟ يا ويْحَ النَّاس!
حكمــــــة
﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ [البلد: 8-10] قرأ الفضيل بن عياض ليلة هذه الآية فبَكَى، فسُئِل عن بكائه، فقال: هل بِتَّ ليلةً شاكرًا لله أن جعل لك عينين تُبْصر بهما، هل بِتَّ ليلةً شاكرًا الله أن جعل لك لسانًا تنطق به، وجعل يُعدد من هذه النعم.
حكمــــــة
التكبير نوعان مُطْلق ومُقَيد. جاء في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء: " يشرع في عيد الأضحى التكبير المطلق، والمقيد، فالتكبير المطلق في جميع الأوقات من أول دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق؛ أمَّا التكبير المقيد فيكون في أدبار الصلوات المفروضة من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، وقد دَلِّ على مشروعية ذلك الإجماع، وفعل الصحابة رضي الله عنهم ".
حكمــــــة
عن هُنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر» [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]. وقال عليه الصلاة والسلام: «ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خَرِيفًا» [متفق عليه]. قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: " إنه مستحب استحبابًا شديدًا ".
حكمــــــة
إن الأُضحية سُنَّة مُؤَكدة، ويكره تركها مع القدرة عليها؛ لحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم «ضحَّى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمَّى وكبَّر» [البخاري].ولقوله صلى الله عليه وسلم: «ما عمل ابن آدم عملاً أحب إلى الله من إراقة الدَّم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها، وأظلافها، وأشعارها، وإنَّ الدَّم ليقع عند الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسًا» [ابن ماجه].
حكمــــــة
﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً﴾ [الأحقاف: 15] قال الطبري: ذلك حين تكاملت حُجَة الله عليه، وسُيِّر عنه جهالة الشباب، وعُرف الواجب لله من الحق في بِرِّ والديه. جاء في سيرة الحافظ جلال الدين السيوطي أنه: لمَّا بلغ أربعين سَنَة أخذ في التجرد للعبادة والانقطاع إلى الله تعالى والاشتغال به، والإعراض عن الدنيا وأهلها، كأنه لم يعرف أحدًا منهم، وشرع في تحرير مؤلفاته. [شذرات الذهب].
حكمــــــة
قال النبى صلى الله عليه وسلم: «ما العمل في أيام أفضل من هذه العَشر» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء» [البخاري]. قال ابن رجب: " لمَّا كان الله سبحانه قد وضع في نفوس عباه المؤمنين حنينًا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرًا على مشاهدته كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره وجعل مَوسم العَشر مُشتركًا بين السائرين والقاعدين ".
حكمــــــة
إن الموفق يكثر من تعدد النيات في العمل الواحد فإن أراد الوضوء فله نية طاعة أمر الله عَزَّ وجَلَّ: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ [المائدة: 6] وله نية في متابعة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، وله نية أن تتساقط ذنوبه مع آخر قطرة من الماء كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وله نية رفع الحدث حتى تصح صلاتك، وهكذا في جميع الأعمال.قال بعض العلماء: وددت لو كان من الفقهاء من ليس له شُغل إلا أن يُعَلم الناس مقاصدهم في أعمالهم، ويقعد للتدريس في أعمال النيات ليس إلا، فإنه ما أتى على كثير من الناس إلى مِنْ تضييع ذلك.
حكمــــــة
أن تكون أسرتك متميزة عن سائر الأسر ليست أنانية وحُبّ ذات، بل هو أمل كل مسلم، وهو مطلب شرعي نَبَّه الله سبحانه وتعالى إليه، عندما قال حكاية عن زكريا: ﴿فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ﴾ [مريم: 5-6]، وقوله تعالى: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74].
حكمــــــة
جاء رجل إلى الإمام مالك رحمه الله فقال: من أين أُحرم؟ قال مالك: من الميقات الذي وَقَّت رسول الله صلى الله عليه وسلم.قال الرجل: فإن أحرمت من أبعد منه (أي: قبل الوصول إليه). قال مالك: لا أرى ذلك.قال الرجل: وأي فتنة في ازدياد الخير؟! قال مالك: إن الله تعالى يقول: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].
حكمــــــة
تسمى سورة (الإنسان) لأن الله ذكر فيها الإنسان في أربع أحوال: - قبل الخلق ﴿لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا﴾. - عند الخلق ﴿مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ﴾. - في الدنيا ﴿هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾. - في الآخرة ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا * إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا﴾. قال السعدي: ذكر الله منها أول حالة الإنسان ومبتدأها، ومتوسطها ومنتهاها.
حكمــــــة
إن في إخفاء الدُّعاء فوائد: أنه أعظم إيمانًا لأن صاحبه يعلم أن الله يسمع دعاءه الخفي، وأعظم في الأدب والتعظيم، ولهذا لا تخاطب الملوك ولا تسأل برفع الأصوات، أنه أبلغ في الإخلاص، أنه أبلغ في جمعية القلب على الله في الدُّعاء، وأنه دال على قرب صاحبه من الله، وأنه لاقترابه منه وشدة حضوره يسأله مسألة أقرب شيء إليه، فيسأله مسألةَ مناجاة القريب للقريب ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].
حكمــــــة
قيل لأبي عثمان النيسابوري: ما أرجى عمل عندك؟ قال: كنت في صُبُوَّتي يجتهد أهلي أن أتزوج فآبى، فجاءتني امرأة، فقالت: يا أبا عثمان! أسألك بالله أن تتزوجني، فأحضرت أباها – وكان فقيرًا – فزوجني منها، وفرح بذلك؛ فلمَّا دخلَتْ إليَّ رأيتها عوراء عرجاء مشوهة!! قال: وكانت لمحبتها تمنعني من الخروج، فأقعد حفظًا لقلبها، ولا أظهر لها من البغض شيئًا، وإني على جمر الغضى من بغضها، قال: فبقيت هكذا خمس عشرة سنة حتى ماتت، فما من عملي شيءٌ هو أرجى عندي من حفظي لقلبها.
حكمــــــة
سُئِل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: ما حكم الصور الموجودة في الحقائب المدرسية وغيرها هل تلحق تلك الحقائب بالملبوس أم لا؟ فأجاب: هي ليس من الملبوس ولا من المُمتهنة، بل هي في الحقيقة مثل الأواني بين بين، ولهذا أرى من الاحتياط أن نترك هذه، أو أن يُخاط على الرَّأس، أو يكون بلون آخر حتى لا يتضح.
حكمــــــة
ليس المؤمن بالذي يؤدي فرائض العبادات صورة ويتجنب المحظورات فحسب، إنما المؤمن هو الكامل، لا يختلج في قلبه اعتراض، ولا يُساكن نفسه فيما يجري وسوسة، وكلما اشتد البلاء عليه زاد إيمانه وقوي تسليمه، وقد يدعو فلا يرى للإجابة أثرًا، وسره لا يتغير لأنه يعلم أنه مملوك ولا مالك يتصرف بمقتضى إرادته، فإن اختلج في قلبه اعتراض خرج من مقام العبودية إلى مقام المُناظرة، كما جرى لإبليس، والإيمان القوي يبين أثره عند قوة البلاء [صيد الخاطر].
حكمــــــة
قال ابن تيمية: " وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج " [الفتاوى]. قال ابن الجوزي: " وينبغي للمرأة العاقلة إذا وجدت زوجًا صالحًا يلائمها أن تجتهد في مرضاته، وتجتنب كل ما يؤذيه، فإنها متى آذته أو تعرضت لِمَا يكرهه أوجب ذلك ملالته، وبقي ذلك في نفسه، فربما وجد فرصته فتركها، أو آثر غيرها، فإنه قد يجد، وقد لا تجد هي، ومعلوم أن الملل للمستحسن قد يقع، فكيف للمكروه " ! حكمه: المرأة إذا طال لسانها قصرت أيامها في قلب الرَّجل وبيته!
حكمــــــة
قيل: مَثل جملة الناس كمثل الشجر والنبات.. فمنها ما له ظل وليس له ثمر وهو مثل الذي ينتفع به في الدنيا دون الآخرة، فإن نفع الدنيا كالظل السريع الزوال، ومنها ما له ثمر وليس له ظل وهو مِثل الذي يُصْلِح للآخرة دون الدنيا، ومنها ما له ثمر وظل جميعًا، ومنها ما ليس له واحد منهما كأمِّ غيلان تمزق الثياب، ولا طعم فيها ولا شراب، ومِثله من الحيوانات الفأرة والعقرب.
حكمــــــة
ذكر يحيى الليثي أنه كان تلميذًا عند الإمام مالك في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فيل عظيم بجانب المسجد؛ فخرج الطلاب لرؤيته ولم يبق إلا يحيى، فقال الإمام مالك: لِمَ لَمْ تخرج لترى الفيل وهو لا يكون ببلادك، فقال يحيى: جئت من الأندلس لأراك لا لأرى الفيل، إنما رحلت لأتعلم من علمك وهديك
حكمــــــة
قال فيض بن إسحاق: كنت عند الفضيل بن عياض إذ دخل عليه رجل، وسأله حاجة، وألَحَّ في السؤال عليه، فقلت: لا تُؤْذِ الشيخ، فقال لي الفضيل: اسكت يا فيض، أمَا علمت أن حوائج الناس إليكم نِعْمة من نِعَم الله عليكم، فاحذروا أن تملوا النِّعم فتتحول إلى نِقَم، ألَا تحمد ربك أن جعلك مَوضعًا تُسأل ولم يجعلك مَوضعًا تَسأل.
حكمــــــة
قول الله تعالى: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾ [النساء: 34] يقتضي وجوب طاعتها لزوجها مُطْلقًا من خدمة وسفر معه وتمكين له، وغير ذلك. أيتها الزوجة: اتَّقِ الله عزَّ وجلَّ في زوجك فإنما هو جنتك ونارك، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم لإحدى نساء الصحابة رضي الله عنهن: «أذات بعل؟» قالت: نعم، قال: «كيف أنت له؟» قالت: لا آلوه – أي: لا أقصر في طاعته - إلا ما عجزت عنه، قال: «فانظري أين أنت منه، فإنه هو جنتك ونارك» [رواه الترمذي].