فوائد من كتاب إذا أردت أن يكون دعاؤك مستجابا لأزهرى أحمد محمود
حكمــــــة
إن المسلم في دعائه لله تعالى مجيب لنداء ربه تبارك وتعالى وأمره لخلقه أن يتوجهوا إليه بالدعاء.. قال تعالى: " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ " [غافر: 60]. وقال تعالى: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " [البقرة: 186]. وقال تعالى: " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " [الأعراف: 55].
حكمــــــة
أخي المسلم: إن مثل الدعاء كمثل باب أغلق على كنوز عظيمة وليس بإمكانك الوصول إلي هذه الكنوز إلا بعد فتحك للباب! وليس بإمكانك فتح الباب إلا بمفتاح! أخي: الباب: حجاب بينك وبين الكنوز.. والكنوز: هي آثار الدعاء وثماره الطيبة.. والمفتاح: هو إتيانك بأسباب إجابة الدعاء.. أخي: لكل مفتاح أسنان يفتح بها.. وأسنان مفتاح الدعاء أكثر من سن واحدة! فلا بد أن تأتي بها كلها وإلا فلن يفتح لك!
حكمــــــة
لا يقولن أحدكم: دعوت ولم أر إجابة للدعاء! وهو قد ملأ يده وبطنه من الحرام!! وأتركك أخي مع هذه الوصية النبوية... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس إن الله طيب لا يقل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: " يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ " [المؤمنون: 51]، وقال: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ " [البقرة: 172]. ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر يمد يديه إلي السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام! ومشربه حرام! وغذي بالحرام! فأنى يستجاب لذلك؟!» [رواه مسلم والترمذي].
حكمــــــة
أخي: وأنت تلتمس إجابة الدعاء احذر أن تكون من المتعجلين لإجابة الدعاء.. فإن الكثيرين يستعجلون إجابة الدعاء كأنه لزامًا على الله تعالى أن يجيب دعاءهم! وقد نسي هؤلاء أن الله تعالى " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ " [الأنبياء: 23]. فاحذر الاستعجال لإجابة الدعاء.. ولتعلم أن الدعاء عبادة.. فإنك إن أكثرت من الدعاء فأنت على خير عظيم، سواء رأيت أثرًا للإجابة أو لم تر.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي» [رواه البخاري ومسلم].
حكمــــــة
إن من أسباب إجابة الدعاء: الإكثار من النوافل بعد أداء الفرائض. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب! وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه...» [رواه البخاري]. فلتكثر أخي من النوافل فإنها ترفع مقامك في الدنيا والآخرة.
حكمــــــة
من الأمور التي تعينك ليكون دعاؤك مستجابًا: التوسل إلي الله بأعمالك الصالحة التي وفقك الله إليها.. فالعمل الصالح نعم الشفيع لصاحبة في الدنيا والآخرة ـ إذا كان صاحبه مخلصًا فيه ـ قال وهب بن منبه (رحمه الله): العمل الصالح يبلّغ الدعاء، ثم تلا قوله تعالى: " إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ " [فاطر: 10]. وقال بعضهم: يستحب لمن وقع في شدة أن يدعو بصالح عمله.
حكمــــــة
سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكون له كفوًا أحد. فقال: «والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى» [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه/ صحيح الترمذي: 3475].
حكمــــــة
سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى» [رواه أصحاب السنن وغيرهم/ صحيح أبي داود: 1495].
حكمــــــة
قيل لإبراهيم بن أدهم (رحمه الله): ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟! قال: لأنكم عرفتم الله فم تطيعوه! وعرفتم الرسول صلى الله عليه وسلم فلم تتبعوا سنته! وعرفتم القرآن فلم تعملوا به! وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها! وعرفتم الجنة فلم تطلبوها!! وعرفتم النار فم تهربوا منها!! وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه، ووافقتموه! وعرفتم الموت فلم تستعدوا له!! ودفنتم الأموات فلم تعتبروا! وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس!!.
حكمــــــة
في عهد عبد الرحمن الثالث ـ الخليفة الأموي ـ على بلاد الأندلس، أمسكت السماء ذات مرة عن المطر، فدعا الخليفة الناس إلي الاستسقاء، ـ وكان قاضي الجماعة يومها منذر بن سعيد (رحمه الله) ـ: فبعث إليه الخليفة أن يخرج الناس إلي صلاة الاستسقاء. ولما جاء رسول الخليفة إلى منذر؛ قال له منذر: كيف تركت مولانا؟ فقال: تركته وقد نزل عن سريره وافترش التراب! فقال منذر: أبشروا بالفرج، فإنه إذا ذل جبار الأرض رحم جبار السماء!
حكمــــــة
أخي المسلم: لتفوز بإجابة الدعاء لا بد أن تعلم أن هنالك أوقاتً وأزمنةً وأمكنةً يستجاب الدعاء فيها.. منها: ليلة القدر: وهي الليلة المباركة.. " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ " [القدر: 1: 3]. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على قيامها، ويحي لأجلها العشر الأواخر من رمضان.. فاحرص أخي أن تكون ممن ينالهم خيرها وبركتها..
حكمــــــة
أخي المسلم: لتفوز بإجابة الدعاء لا بد أن تعلم أن هنالك أوقاتً وأزمنةً وأمكنةً يستجاب الدعاء فيها.. منها:دعاء يوم عرفة: وهو يوم المغفرة، ويوم العتق من النار لمن فاز بالوقوف بتلك الأماكن الطاهرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة...» [رواه الترمذي/ صحيح الترمذي: 3585]. فإذا قدر الله لك أخي شهود ذلك اليوم بتلك الأماكن المباركة فلا تبخلن على نفسك بالدعاء.. فإنه يوم عرض الطلبات على الغني.. من بيده خزائن السماوات والأرض..
حكمــــــة
أخي المسلم: لتفوز بإجابة الدعاء لا بد أن تعلم أن هنالك أوقاتً وأزمنةً وأمكنةً يستجاب الدعاء فيها.. منها: الساعة التي في يوم الجمعة: وهي ساعة أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء فيها مستجاب.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم قائمٍ يصلي يسأل الله خيرًا إلا أعطاه إياه!» وقال بيده يقللها يزهدها. [رواه البخاري ومسلم]. وقد اختلف العلماء في تحديد هذه الساعة، والذي رجحه الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في فتح الباري، قولين: الأول: ما بين الأذان إلي انقضاء الصلاة. والثاني: بعد العصر. ولكن من دعا الله تعالى في هذا اليوم كله كان على أمل كبير في إدراك هذه الساعة.
حكمــــــة
أخي المسلم: لتفوز بإجابة الدعاء لا بد أن تعلم أن هنالك أوقاتً وأزمنةً وأمكنةً يستجاب الدعاء فيها.. منها:الدعاء دبر الصلوات: وهو وقت مبارك.. فاحرص أخي على اغتنامه.. سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الدعاء أسمع؟ قال: «جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات» [رواه الترمذي/ صحيح الترمذي 3499]. قال مجاهد (رحمه الله): إن الصلاة جعلت في خير الساعات فعليكم بالدعاء خلف الصلوات.
حكمــــــة
أخي المسلم: لتفوز بإجابة الدعاء لا بد أن تعلم أن هنالك أوقاتً وأزمنةً وأمكنةً يستجاب الدعاء فيها.. منها: الدعاء في جوف الليل وآخره: وهو الوقت الذي تنافس الصالحون في إحياء ساعاته.. وهي لحظات يعيش فيها العبد بصفاء مع نفسه ويخلو فيها بمناجاة ربه تبارك وتعالى. وأعظم ما في تلك اللحظات ما أخبرنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: «تبارك ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلي السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» [رواه البخاري ومسلم].
حكمــــــة
أخي المسلم: لتفوز بإجابة الدعاء لا بد أن تعلم أن هنالك أوقاتً وأزمنةً وأمكنةً يستجاب الدعاء فيها.. منها:الدعاء عند السجود: وهي لحظات شريفة، يكون العبد فيها قريبًا من ربه تبارك وتعالى.. يناجيه مناجاة متضرع إلي مولاه عز وجل.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء» [رواه مسلم].
حكمــــــة
أخي المسلم: لتفوز بإجابة الدعاء لا بد أن تعلم أن هنالك أوقاتً وأزمنةً وأمكنةً يستجاب الدعاء فيها.. منها: الدعاء بعد الوضوء: وهو أيضًا وقت فاضل، إذ أن العبد فرغ من طاعة لله تعالى، وتطهر من الحدثين.. فكان الدعاء بعد ذلك أرجى للقبول والاستجابة.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أِشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين. فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء» [رواه مسلم وأبو داود والترمذي].
حكمــــــة
أخي المسلم: لتفوز بإجابة الدعاء لا بد أن تعلم أن هنالك أوقاتً وأزمنةً وأمكنةً يستجاب الدعاء فيها.. منها: دعاء الصائم والمسافر: الصائم إذا أفطر له دعوة لا ترد! وكذلك المسافر.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر» [رواه البيهقي/ السلسلة الصحيحة: 1797].
حكمــــــة
أخي المسلم: لتفوز بإجابة الدعاء لا بد أن تعلم أن هنالك أوقاتً وأزمنةً وأمكنةً يستجاب الدعاء فيها.. منها: الدعاء بين الأذان والإقامة: وهو أيضًا من الأوقات الجليلة.. إذ أن العبد جلس في بيت من بيوت الله.. طاهرًا.. منتظرًا لأداء طاعة من الطاعات ـ وهي أشرف الطاعات ـ (الصلاة!) من أجل ذلك كان دعاؤه مستجابًا.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة» [رواه أبو داود والترمذي/ صحيح أبي داود: 521].
حكمــــــة
أخي المسلم: لتفوز بإجابة الدعاء لا بد أن تعلم أن هنالك أوقاتً وأزمنةً وأمكنةً يستجاب الدعاء فيها.. منها: الدعاء عند النداء وعند نزول المطر: النداء غيث للأرواح، والمطر غيث للأبدان، وكلاهما رحمة.. فناسب عند حدوثهما أن تتنزل الرحمة الإلهية! فكان الدعاء مستجابًا عندهما.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر» [رواه أبو داود والحاكم/ صحيح الجامع: 3078].
حكمــــــة
أخي المسلم: لتفوز بإجابة الدعاء لا بد أن تعلم أن هنالك أوقاتً وأزمنةً وأمكنةً يستجاب الدعاء فيها.. منها: عند الاستيقاظ من النوم والدعاء بهذا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته» [رواه البخاري].
حكمــــــة
أخي المسلم: لتفوز بإجابة الدعاء لا بد أن تعلم أن هنالك أوقاتً وأزمنةً وأمكنةً يستجاب الدعاء فيها.. منها: الدعاء عند المشاعر الطاهرة: إذا قدر الله لك النزول بالبلد الأمين حيث بيته الحرام – زاده الله تشريفًا – وتلك المشاعر الطاهرة؛ فلتكثر من الدعاء بلا ملل.. فأنت هنالك ـ أخي ـ قريب من الرحمة! فلا تقطعن الدعاء.. وتطل عليك تلك المشاعر: ابتداءً بالكعبة المشرفة – زادها الله تشريفًا – وهنالك أيضًا: مقام إبراهيم، والصفا والمروة، وزمزم.. وإذ حللت أرض منى فلا تنس أن تكثر من الدعاء عند الجمرة الصغرى والوسطي.. وإذا حللت مزدلفة فلا تنس أنت تذكر الله تعالى وتدعوه كثيرًا عند المشعر الحرام..
حكمــــــة
من آداب الدعاء: إذا دعوت الله تعالى فلتبدأ أولاً: بحمده والثناء عليه تبارك وتعالى.. ثم بعدها: بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم ابدأ بعد ذلك في دعائك ومسألتك.. عن فضالة بن عبيد (رضي الله عنه): قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد إذ دخل رجل فصلى. فقال: اللهم اغفر لي وارحمني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عجلت أيها المصلي! إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله، وصل على ثم ادعه». قال: ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله وصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أيها المصلي ادع تجب» [رواه أبو داود والترمذي/ صحيح الترمذي: 3476].
حكمــــــة
من آداب الدعاء: رفع الأيدي أثناء الدعاء.. وهو شعار التذلل والخضوع والمسكنة.. وكلما ازدادت الحاجة ازداد رفع الأيدي والتضرع، لذا كان رفع الأيدي في الاستسقاء أكثر لعظم الحاجة للغيث.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين» [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه/ صحيح أبي داود: 1488].
حكمــــــة
من آداب الدعاء: أن تختار لدعائك أحسن الألفاظ وأجمعها، ويا حبذا لو أكثرت من الأدعية المأثورة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.. فلا تنس أخي أن النبي قد أتى جوامع الكلم ومهما حاول الإنسان أن يأتي بأدعية فإنه لن يستطيع أن يأتي بأدعية أجمع وأشمل وأحسن من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا لا يعني أن لا يأتي الداعي إلا بالأدعية المأثورة، فإن للداعي أن يدعو بما شاء من خير الدنيا والآخرة على حسب طاقته، ولكن إذا اكتفى في بعض المواطن بالمأثور عن أدعية النبي صلى الله عليه وسلم فذلك أفضل..
حكمــــــة
من آداب الدعاء: أن يخفض الداعي صوته إذا دعا.. فإن الداعي مناج لربه تبارك وتعالى، والله تعالى يعلم السر وأخفى.. كما أن الداعي إذا خفض صوته كان بذلك أكثر تأدبًا وتذللاً وخضوعًا ممن رفع صوته بالدعاء. وقد مدح الله تعالى نبيه زكريا – عليه الصلاة والسلام – بخفض الصوت في الدعاء، فقال تعالى: " ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا " [مريم: 2، 3].
حكمــــــة
من آداب الدعاء: اختيار الاسم الذي يليق بجلاله سبحانه وتعالى.. فتدعوه بما جاء في القرآن والسنة من أسمائه الحسنى تباك وتعالى.. ولا تتجاوز ذلك إلي الأسماء التي لم ترد في القرآن والسنة، أو الأسماء التي ابتدعها المبتدعة وأهل الأهواء.. قال تعالى: " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " [الأعراف: 180]. قال الإمام القرطبي (رحمه الله): «سمى الله سبحانه أسماءه بالحسنى؛ لأنها حسنة في الأسماع والقلوب، فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وأفضاله».