فوائد من كتاب حلية المتقين وثوب الصالحين ( الورع ) لأزهرى أحمد محمود
حكمــــــة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات! لا يعلمهن كثير من الناس! فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام! كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه! ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه! ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله! وإذا فسدت فسد الجسد كله! ألا وهي القلب» رواه البخاري ومسلم.
حكمــــــة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (تمام الورع أن يعلم الإنسان خير الخيرين وشرَّ الشَّرَّين، ويعلم أن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، وإلاَّ فمن لم يوازن ما في الفعل والتَّرك من المصلحة الشرعية والمفسدة الشرعية فقد يدع واجبات! ويفعل محرَّمات! ويرى ذلك من الورع!).
حكمــــــة
قال نصر بن محمد السمرقندي رحمه الله: (علامة الورع أن يرى عشر أشياء فريضة على نفسه. أولها: حفظ اللسان عن الغيبة. لقوله تعالى: " وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا " [الحجرات: 12]. والثاني: الاجتناب عن سوء الظن. لقوله تعالى: " اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ " [الحجرات: 12]. والثالث: الاجتناب عن السخرية لقوله تعالى: " لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ " [الحجرات: 11].والرابع: غض البصر عن المحارم. لقوله تعالى: " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ " [النور: 30].والخامس: صدق اللسان لقوله تعالى: " وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا " [الأنعام: 152] يعني: فاصدقوا).والسادس: أن يعرف نعمة الله على نفسه لكيلا يعجب بنفسه. لقوله تعالى: " بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " [الحجرات].
حكمــــــة
قال نصر بن محمد السمرقندي رحمه الله: (علامة الورع أن يرى عشر أشياء فريضة على نفسه.السابع: أن ينفق ماله في الحق ولا ينفقه في الباطل.والثامن: أن لا يطلب لنفسه العلو والكبر. لقوله تعالى: " تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا " [القصص: 83]. والتاسع: المحافظة على الصلوات الخمس في مواقيتها بركوعها وسجودها. لقوله تعالى: " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ " [البقرة].والعاشر: الاستقامة على السنة والجماعة. لقوله تعالى: " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " [الأنعام].)
حكمــــــة
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان لأبي بكر غلام يُخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يومًا بشيء فأكل منه أبو بكر. فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟! فقال أبو بكر: وما هو؟! قال: كنتُ تكهنتُ لإنسان في الجاهلية! وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أطلت منه! فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه!) رواه البخاري.
حكمــــــة
الخليفة الزاهد.. الصالح.. عمر بن عبد العزيز رحمه الله كان نادرة في الورع!.. أمر مرة غلامه أن يسخن له ماء، فانطلق الغلام وسخن الماء في مطبخ العامة، فأمره عمر أن يأخذ بدرهم حطبًا يضعه في المطبخ! وكان رحمه الله يُسْرَجُ عليه الشمعة إذا كان في حوائج المسلمين، فإذا فرغ من حوائجهم أطفأها! ثم أُسْرجَ عليه سراجه!
حكمــــــة
ورع الحجاج بن دينار رحمه الله: أنه بعث طعامًا إلى البصرة مع رجل وأمره أن يبيعه يوم يدخل بسعر يومه. فأتاه كتابه: إني قدمت البصرة فوجدتُّ الطعام مُبَغَّضًا فحبسته، فزاد الطعام فازددت فيه كذا وكذا! فكتب إليه الحجاج: إنك قد خنتنا، وعملت بخلاف ما أمرناك به! فإذا أتاك كتابي فتصدق بجميع ثمن ذلك الطعام على فقراء البصرة! فليتني أسلم إذا فعلت ذلك.