فوائد من كتاب نزهة الأخيار فى رياض الفوائد والأسرار 1
حكمــــــة
قالَ رجُل لابن المبارك: أوصنِي.. فقال لَه: اترك فضُول النظَر تُوفق للخشُوع.. وَاترك فــضُـول الـكَـلام تُـوفّق للــحِــكـْمـَة.. وَاتـرك فــضــول الطــعَـام توفّق للــعِــبَادة.. وَاترك التجسس عَلى عُيوب الناس توفق للاطلاع علَى عيُوبك.. وَاترك الخَـوض في ذَات الله سُبحَــانه تــوقَ الشــك وَالـيقِـيـن..
حكمــــــة
مِن عَــلامــات قبُول الحَــسنة التوفيق لِعمَل الخير وإتباع الحسنَات بعدهَــا فَإن رأيت نفسك سريعا فِي الطّـاعــة، بَطيــئا فِي المعــصية، مُحــبا للخــير وَكَـارهـا للشر، وتَحـب الصـدق وتتجَــنب الكَذب فَهي عَـلامة قبُول إن شاء الله.. وإن رأيتَ نَفسك سرِيعا في المعـصية، بطيــئا في الطّـاعَـة، تتبع الشّــر وَتكثر مِن الكذب فهِي عَلامَة خُــذلان وَالعيَاذ بالله..
حكمــــــة
" الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " [الفاتحة] قال القرطبي رحمه الله: وَصف سُبحانه وَتعالى نَفسهُ بَعد " رَبِّ الْعَالَمِينَ " بأنهُ " الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " ؛ لأنهُ لَما كانَ فِي اتصَافه بربّ العالمِين ترهِيب، قرنهُ بالرّحمن الرّحِيم لما تضمّن مِن الترغِيب؛ لِيجمع فِي صفَاته بينَ الرهبَة مِنه، وَالرغبَة إليْه، فيكُون أعوَن علَى طَاعته وأمنع، كَما قالَ تعالى: " نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ " [الحجر: 49- 50]، وَقال: " غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ " [غافر: 3]. [حدائق الروح والريحان (1/ 60)]
حكمــــــة
قالَ السعدِي رَحمه الله فِي تَفسيره: العَبد يَنبغِي لَه أن لا يَتكل علَى نفْسِه طرْفة عَين، بلْ لا يَزال مُستعِينا بربّه، مُتوكلا عَليه، سَائلا له التوْفيق، وَإذا حَصل لَه شَيء مِنَ التّوفيق، فَلينْسبه لمُوليه وَمسديه، وَلا يعجب بِنفسه لِقوْله: " وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِالله عَليْهِ تَوكّلْتُ وَإليهِ أُنِيب " [هود:88]
حكمــــــة
قال أبُو العالية فِي قوله تعَالى: " إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ " [العنكبوت:45] إن الصّلاة فيهَا ثلاث خصال، فكُل صَلاة لا يكُون فيهَا شئ مِن هذهِ الخلال فليسَت بصلاة: الإخلاص، وَالخشية، وَذكر الله، فالإخلاص يَأمره بالمعرُوف، وَالخشية تنهاه عَن المنكر، وَذكر القرآن يَأمره وَينهاه.
حكمــــــة
قال تعالى: " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا " [العنكبوت: 69] علَّق سُبحانه الهدَاية بالجِهاد: فأكمَل الناس هدَايةً أعظمهم جهَادا، وَأفرض الجهَاد جهَاد النفس وَجِهَاد الهَوى وجهَاد الشيطَان وجهَاد الدنيَا، فَمن جَاهَد هذِه الأربعَة في الله هدَاه الله سبل رضَاه الموصلَة إلى جنَّته، وَمن ترك الجهَاد فاته مِن الهدى بحسب ما عطَّل مِن الجهَاد. [ابن القيم رَحمه الله – الفوائد-].
حكمــــــة
صَلاح القَلب بالعزلَة وَالفكر وَالعلم: عليكَ بالعزلَة وَالذكر وَالنظر فِي العلم، فإن العُزلة حمية، وَالفكر وَالعلم أدويَة، وَالدواء مَع التخليط لا ينفع. وَقد تمكنت منكَ أخلاط المخالطة للخلق، وَالتخليط فِي الأفعال فليس لك دوَاء إلا مَا وَصفت لك. فأمّا إذا خالطت الخلق وَتعرضت للشّهوات، ثُم رمت صَلاح القلب رمت الممتنع.(صيد الخاطر، لِـ ابن الجوزي رَحمه الله).
حكمــــــة
مَن حَقق اليَقين، وَثق بِالله في أمُوره كلّها، وَرَضي بِتدبِيره لَه، وَانقطَع عَن التعلّق بِالمخلُوقين رجَاء وَخَوفا، ومَنعه ذَلك مِن طَلب الدنيَا بِالأسبَاب المكرُوهة، وَمن كَانَ كَذلك كَان زَاهداً فِي الدنيَا حَقيقَة، وَكانِ مِن أغنَى النّاس وَإن لَم يكُن لَه شَيء مِن الدنيَا، كمَا قَال عَمار: كفَى بالمَوت وَاعظاً، وكفَى بِاليَقين غِنى، وَكفى بالعبَادة شغلاً. [جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي].
حكمــــــة
قال أبو حاتم رحمه الله: الوَاجب علَى العَاقل إذَا وَرد عليهِ شَيء بضد مَا تهواه نفسه أَن يذكر كثْرة عِصياَنه ربّه، وَتوَاتر حلم الله عَنه، ثُم يسكن غَضبه، وَلا يُزْري إلَى مَا يليق بِالعقلاء فِي أحوَالهم، معَ تأمل وفُور الثوَاب فِي العقبى بالاحتمال وَنفي الغَضب.(روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ابن حبان البستي).
حكمــــــة
قال المـاوردي رحمه الله: اعْـلم أن من الـحزم لكُل ذي لُــب أن لا يبـرم أَمــراً وَلا يمضــي عـزمــاً إلا بمشُـورة ذِي الـرّأي الناصِــح، وَمطـالَعـة ذي العَقـل الرّاجـح، فإنّ الله عزّ وجل أمر بالمشُـورة نَبيه صلّى الله عليْه وَسلم مَع مَا تكفـل به من إرشَــاده، ووَعـد من تــأييـده، فقَـال: " وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ".