السنة الحادية عشرة للهجرة
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
1 - في المحرم من هذه السنة: ظهر الأسود العنسي الكذاب باليمن، فادعى النبوة ودانت له نجران وصنعاء، وعظمت فتنته بينما استتب الأمن والإسلام في اليمن، وعمال رسول الله متوافرون في جميع جهاته إذ ظهر الأسود العنسي من بلدة كهف حنان في سبعمائة مقاتل، يدعي لنفسه النبوة والأمر، وتقدم إلى صنعاء واحتلها، ثم تفاقم أمره، واشتدت فتنته، وقوي ملكه
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
2 - وفي هذه السنة: قدم وفد النخع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفْدُ النَّخْعِ، وهُمْ آخِرُ الوفود قدوماً عليه في نصف المحرم سنة إحدى عشرةَ في مِائتي رجل، فنزلُوا دارَ الأضيافِ، ثم جاؤوا رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-مقرِّينَ بالإسلام، وقد كانُوا بايعوا معاذ بن جبل، فقال رجل منهم يقال له: زرارة بن عمرو: يا رَسُول اللهِ! إني رأيت في سفري هذا عجَباً، قال: (وما رأيت؟) قال: رأيتُ أتاناً تركتُها في الحيِّ كأنها ولدت جدياً أسفَع أحوَى، فقال له رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (هل تركت أمَةً لَكَ مُصِرَّةً عَلى حَمْلِ؟) قال نعم: قال: (فإنها قد ولدت غلاماً وهو ابنك)، قال: يا رَسُول اللهِ! فما باله أسفع أحوى؟ فقال: (ادن مني) فدنا منه، فقال: (هل بك من برص تكتمه؟) قال والذي بعثك بالحق ما علم به أحد ولا اطلع عليه غيرك، قال: (فهو ذلك) قال: يا رَسُول اللهِ! ورأيت النعمان بن المنذر عليه قُرطان مُدَملجَانِ ومسكتان، قال: (ذلك مَلِكُ العَرَبَ رجع إلى أحسن زِيَّهِ وبَهْجَتِهِ) قال: يا رَسُول اللهِ! ورأيت عجوزاً شمطاء قد خرجت من الأرض. قال: (تلك بَقيَّةُ الدُّنيا) قال: ورأيتُ ناراً خرجت من الأرض، فحالَتْ بيني وبين ابنِ لي يُقال له: عمرو وهي تقولُ: لَظَى لَظَى، بصير، وأعمى، أطعموني آكلُكم أهلَكم ومالَكم. قال رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (تلك فتنة تكون في آخر الزَّمان). قال: يا رَسُول اللهِ! وما الفتنة؟ قال: (يقتل النَّاس إمامهم ويَشْتَجِرُونَ اشتِجَارَ أطبَاقِ الرَّأْس)
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
3 - وفي صفر من هذه السنة: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد - رضي الله عنه - على سرية لغزو الشام، فتوقف بالجرف لمرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ لغزو الروم، فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد فقال « سر إلى موضع مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش، فأغر صباحًا على أهل أبنى وحرق عليهم وأسرع السير تسبق الأخبار، فإن ظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء، وقدم العيون والطلائع أمامك »، فلما كان يوم الأربعاء بدء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم صداع، فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ثم قال «أغز بسم الله في سبيل الله، فقاتل من كفر بالله»، فخرج بلوائه وعقودًا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، وعسكر في منطقة " الجرف " فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
4 - وفي صفر من هذه السنة: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جوف الليل، فاستغفر لأهل البقيع كالمودع لهم عن ام المؤمنين عائشة تقول قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فلبس ثيابه ثم خرج فأمرت خادمتي بريرة فتبعته حتى إذا جاء البقيع وقف في أدناه ما شاء الله أن يقف ثم انصرف فسبقته بريرة فأخبرتني فلم أذكر له شيئا حتى أصبح ثم ذكرت ذلك له فقال إني بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
5 - وفي أواخر صفر من هذه السنة: بدأ المرض برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت بداية مرضه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في يوم الاثنين الأخير من شهر صفر بعد أن شهد جنازة في البقيع. عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (رجع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول: وارأساه، فقال: بل أنا والله يا عائشة وارأساه..)
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
6 - وفي ربيع الأول من هذه السنة: اشتد وجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو في بيت ميمونة - رضي الله عنها -، فدعا نسائه - رضي الله عنهن -، فاستأذنهن أن يمرض في بيت عائشة - رضي الله عنها - فأذن له لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه استأذن نساءه أن يكون في بيت عائشة ويقال إنما قالت ذلك لهن فاطمة فقالت إنه يشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم الاختلاف فأذن له فخرج من بيت ميمونة إلى بيت عائشة تخط رجلاه بين عباس ورجل آخر حتى دخل بيت عائشة
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
7 - وفي ربيع الأول من هذه السنة: وقبل أن يتوفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمس، خطب في الناس، فبين فضل أبي بكر - رضي الله عنه -، وأوصى بالأنصار خيرًا، وحذر من اتخاذ القبور مساجد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن من أمنّ الناس على في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لا تخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر) وقال ايضا ( أوصيكم بالأنصار، فإنهم كِرْشِي وعَيْبَتِي، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم، فاقبلوا من مُحْسِنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم)
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
8 - وفي ربيع الأول من هذه السنة: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر أن يصلي بالناس، فصلى بهم ثلاثة أيام زاد ثقل المرض على النبى صلى الله عليه وسلم، بحيث لم يستطع الخروج إلى المسجد. قالت عائشة: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أصَلَّى الناس؟) قلنا: لا يا رسول الله، وهم ينتظرونك. قال: (ضعوا لي ماء في المِخْضَب)، ففعلنا، فاغتسل، فذهب لينوء فأغمي عليه. ثم أفاق، فقال: (أصلى الناس؟) ـ ووقع ثانياً وثالثاً ما وقع في المرة الأولي من الاغتسال ثم الإغماء حينما أراد أن ينوء ـ فأرسل إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، فصلي أبو بكر تلك الأيام 17 صلاة في حياته صلى الله عليه وسلم، وهي صلاة العشاء من يوم الخميس، وصلاة الفجر من يوم الإثنين، وخمس عشرة صلاة فيما بينها. وراجعت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث أو أربع مرات ؛ ليصرف الإمامة عن أبي بكر حتى لا يتشاءم به الناس، فأبي وقال: (إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس).
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
9 - وفي ربيع الأول من هذه السنة: وقبيل وفاته - صلى الله عليه وسلم - صلى بالناس جالسًا، وصلى الناس خلفه قيامًا عنْ عَائِشَةَ قَالَتْ اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَعُودُونَهُ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فَصَلُّوا بِصَلَاتِهِ قِيَامًا فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ اجْلِسُوا فَجَلَسُوا فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا)
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
10 - وفي ربيع الأول من هذه السنة: وقبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بيوم واحد قتل الأسود العنسي الكذاب، قتله فيروز الديلمي فأخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك قبل أن يأتيهم خبره عن ابن عمر قال: أتى الخبر إلى رسول الله من السماء الليلة التي قتل فيها الأسود الكذاب العنسي فخرج ليبشرنا فقال: " قتل الأسود البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين ". قيل: ومن قتله يا رسول الله؟ قال: " فيروز الديلمي ".
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
11 - وفي منتصف النهار من يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول من هذه السنة: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بعد أن بلغ رسالة ربه، فداه أبي وأمي، ونفسي وروحي يقول أنس بن مالك: ما رأيت يومًا قَطُّ كان أحسن، ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت يومًا كان أقبح، ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. سبحان الذي ثبت الصحابة في ذلك اليوم، وشتان بين بداية هذا اليوم وبين نهايته، لقد صلى أبو بكر صلاة الصبح بالناس، وكانت هذه هي الصلاة السابعة عشرة التي يصليها بالناس في وجود الرسول، وفي أثناء هذه الصلاة حدث أمر أسعد المسلمين كثيرًا، وعوضهم عن ألم الأيام السابقة التي مرض فيها الرسول، وأَتْركُ أنس بن مالك يصف لنا هذا الأمر كما رواه البخاري ومسلم، يقول أنس: كان أبو بكر يصلي بنا في وجع النبي الذي تُوُفِّي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة، فكشف النبي ستر الحجرة -حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها- ينظر إلينا، وهو قائم، كأن وجهه ورقة مصحف. عبارة عن الجمال البارع وحسن البشرة وصفاء الوجه واستنارته. ثم تبسم يضحك. سعيد برؤيتهم يصلون مجتمعين وراء أبي بكر. فهممنا أن نفتن من الفرح برؤية النبي
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
12 - وفي يوم وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بايع المسلمون أبا بكر - رضي الله عنه - بالخلافة لما قبض الرب – جلا وعلا – نبيه صلى الله عليه وسلم ونقله إلى جنته ودار كرامته اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وأرادوا عقد الإمامة لسعد بن عبادة وبلغ ذلك أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فقصدوا نحو مجتمع الأنصار في رجال من المهاجرين ولما انتهوا إليهم حصل بينهم حوار في أمر الخلافة حيث اضطرب أمر الأنصار فجعلوا يطلبون الأمر لأنفسهم، أو الشركة فيه مع المهاجرين فأعلمهم أبو بكر أن الإمامة لا تكون إلا في قريش واحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الأئمة من قريش) فأذعنوا لذلك منقادين ورجعوا إلى الحق طائعين، وبايعوا أبا بكر رضوان الله عليه واجتمعوا على إمامته واتفقوا على خلافته
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
13 - وفي يوم الثلاثاء الثالث عشر من ربيع الأول من هذه السنة: دفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما فُرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء وضع في سريره في بيته وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه. فقال قائل ندفنه في مسجده وقال قائل بل ندفنه مع أصحابه فقال أبو بكر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض) فرفع فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي عليه فحفر له تحته ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون عليه أرسالا، دخل الرجال حتى إذا فرغوا أدخل النساء حتى إذا فرغ النساء أدخل الصبيان. ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
14 - وبعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بستة أشهر: توفيت ابنته فاطمة - رضي الله عنه - وهي آخر أبنائه موتًا هي أول أهل بيته لحوقا به، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنته فسارّها فبكت، ثم سارّها فضحكت، فقالت عائشة فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت، ثم سارك فضحكت؟ فقالت: سارني فأخبرني بموته فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله، فضحكت