6. فوائد من كتاب بهجة المجالس
حكمــــــة
قال الهيثم بن عدىّ: كنت يوماً بكناسة الكوفة إذ أنا برجل قد وقف على نخّاس الدّواب، فقال له: اطلب لي حماراً ليس بالصغير المحتقر، ولا بالكبير المشتهر، إن خلا الطريق تدفق، وإن كثر الزحام ترفق، لا يصادم في السّوارى، ولا يدخل تحت البواري، إن أقللت علفه صبر، وإن أكثرت له شكر، وإن ركبته هام، وإن ركبه غيري نام. فقال له النخاس: اصبر يا عبد اللّه، فإذا مسخ القاضي حماراً، أصبت حاجتك إن شاء اللّه تعالى.
حكمــــــة
عن نافعٍ قال: (دخَل ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما المسجِدَ فطاف سبعًا، وصلَّى ركعتينِ، ثمَّ خرج، فلَقِيَه رجلٌ من قُرَيشٍ على بابِ المسجِدِ، فقال: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ قد طُفتَ وصَلَّيتَ؟ قال: نعَمْ، قال: ما أسرَعَ هذا! قال: أجَلْ، أنتم أكثَرُ مِنَّا طوافًا وصيامًا، ونحن خيرٌ منكم؛ نحن نأتي صِدقَ الحديثِ، وأداءَ الأمانةِ، وإنجازَ الوَعدِ)
حكمــــــة
خطب ثلاثة إخوة من العرب إلى عمّهم ثلاث بنات له، فقال: مرحباً بكم، لا أذم عهدكم، ولا أستطيع ردّكم، خبّروني عن مكارم الأخلاق. فقال الأكبر: الصّون العرض، والجزاء بالقرض. قال الأوسط: النهوض بالثقل، والأخذ بالفضل. قال الأصغر: الوفاء بالعهد، والإنجاز للوعد. قال: أحسنتم في الجواب، ووفقتم إلى الصواب.
حكمــــــة
قالت عائشة رضي اللّه عنها: خلال المكارم عشر، تكون في الرّجل ولا تكون في أبيه ولا في ابنه وقد تكون في العبد ولا تكون في سيّده، يقسمها اللّه لمن أحبّ: صدق الحديث، ومداراة النّاس، وصلة الرحم، وحفظ الأمانة، والتذمّم للجار،وإعطاء السّئل،والمكافأة بالصنّائع، وقرى الضّيف،والوفاء بالعهد،ورأسهنّ كلهنّ الحياء.
حكمــــــة
في رواية أن معاوية قال في مجلسه يوماً لمن حضره: من يخبرني عن المروءة والجود والنجدة؟ فقال عبد اللّه بن هاشم بن عتبة، وكان بعده عفوه عنه يحضر مجلسه: قال: يا أمير المؤمنين! أما المروءة فالصلاح في الدين، والإصلاح في المال، والمحاماة عن الجار. وأما النجدة فالجرأة على الإقدام، والصبر عند ازورار الأقدام.