فوائـد من كتـاب العيــال 2
كان الضحاك بن قيس يقول يا أيها الناس علموا أهاليكم القرآن فإنه من كتب الله عز و جل له من مسلم أن يدخل الجنة من ذكر أو أنثى أتاه ملكان فاكتنفاه فقالا له إقرأ وارتق في درج الجنة حتى ينزلاه حيث بلغ علمه من القرآن .
عن عبد الجبار أبو خبيب الكرابيسي قال كان معنا ابن لأيوب السختياني في الكتاب فحذق الصبي فأتينا منزلهم فوضع له منبر فخطب عليه ونهبوا علينا الجوز وأيوب قائم على الباب يقول لنا ادخلوا وهو خاص لنا .
مر سفيان الثوري بزياد بن كثير وهو يصف الصبيان للصلاة ويقول استووا اعتدلوا سووا مناكبكم وأقدامكم اتكي على رجلك اليسرى وانصب اليمنى وضع يديك على ركبتيك ولا تسلم حتى يسلم الإمام من كلا الجانبين فقام سفيان ينظر ثم قال بلغني أن الأدب يطفيء غضب الرب .
عن مالك بن دينار قال بلغنا أن الله عز و جل يقول إني أهم بعذاب خلقي فأنظر إلى جلساء القرآن وعمار المساجد وولدان الإسلام فيسكن غضبي .
عن الحسن قال من كان له واعظ من نفسه كان له من الله حافظ فرحم الله من وعظ نفسه وأهله فقال يا أهلي صلاتكم صلاتكم زكاتكم زكاتكم جيرانكم جيرانكم مساكينكم مساكينكم لعل الله أن يرحمكم يوم القيامة فإن الله عز و جل أثنى على عبد كان هذا عمله فقال " وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا "
قال عبد الملك بن بن مروان لمؤدب بنيه علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن وجالس بهم العلماء والأشراف فإنهم أحسن شيء أدبا وأسوأ شيء رغبة وجنبهم الحشم فإنهم لهم مفسدة وحسن شعورهم تغلظ رقابهم وأطعمهم اللحم يقووا ويشجعوا وروهم الشعر يستحوا وينجدوا ومرهم فليستاكوا وليمصوا الماء مصا لا يعبوا عبا فإن العب يورث الكباد .
قال عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده أبا عبد الصمد ليكن أول إصلاحك بني إصلاحك نفسك فإن عيوبهم معقودة بعيبك الحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما استقبحت علمهم كتاب الله عز و جل ولا تملهم منه فيتركوه ولا تتركهم منه فيهجروه ثم روهم من الحديث أشوقه ومن الشعر أعمقه ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعلم موضع الداء جنبهم النساء واشغلهم بسير الحكماء فأدبهم دوني ولا تتكل علي فقد اتكلت على كفاية منك واستزدني بزيادتهم أزدك .
أوصى مسلمة بن عبد الملك مؤدب ولده فقال له إني قد وصلت جناحك بعضدي ورضيت بك قرينا لولدي فأحسن سياستهم تدم لك استقامتهم وأسهل بهم في التأديب عن مذاهب العنف وعلمهم معروف الكلام وجنبهم مثاقبة اللئام وانههم أن يعرفوا بما لم يعرفوا وكن لهم سائسا شفيقا ومؤدبا رفيقا تكسبك الشفقة منهم المحبة والرفق وحسن القبول ومحمود المغبة ويمنحك ما أدى من أثرك عليهم وحسن تأديبك لهم مني جميل الرأي وفاضل الإحسان ولطيف العناية .
قال رجل لبنيه يا بني لو أن رجلا منكم أراد حاجة احتاج فيها إلى أن يتهيأ لها لقدر على عارية ثوب جاره ودابته ولكن لا يقدر على لسان يستعيره فأصلحوا ألسنتكم .
قال سفيان بن عمرو بن عتبة : أسلمني أبي إلى المكتب فلما بلغت خمس عشرة سنة دعاني فقال أي بني قد انقطعت عنك شرائع الصبى فالزم الخير تكن من أهله ولا تتركه كله وتدعن منه ولا يغرنك من اغتر بالله عز و جل فيمدحك بما ليس فيك فإنه كما يقول فيك من الخير إذا رضي كذلك يقول فيك من الشر إذا غضب فاستأنس بالوحدة من قرناء السوء ولا تنقل حسن ظني بك إلى غيرك قال فكان كلام أبي قبلة بين عيني أنتقل فيه ولا أنتقل عنه وإنما يسعد بالعلماء من أطاعهم .
عن عمرو بن مرة قال سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " قال قال ابن عباس المؤمن ترفع له ذريته وإن كان دونه في العمل فيقر الله عز وجل به عينه .
كتب أبو الدرداء إلى بعض إخوانه وخاف عليه حب ولده أما بعد يا أخي فإنك لست في شيء من الدنيا إلا وقد كان له أهل قبلك وستكون أهل بعدك وإنما تجمع لمن لا يحمدك وتصير إلى من لا يعذرك وإنما تجمع لأحد رجلين إما محسن فيسعد بما شقيت له واما مفسد فيشقى بما جمعت له وليس واحد منهما أهلا أن تؤثره على نفسك ولا تبرك له على ظهرك ثق لمن مضى منهم رحمة الله ولمن بقي منهم رزق الله والسلام .
عن الحسن قال ما يعلم أهل السماء وأهل الأرض ما يثبت الله العبد على الشيء يفرح به عياله وأهله وولده .
عن مسلم قال لقيني معاوية بن قرة وأنا جاء من الكلأ فقال ما صنعت قلت استبرأت لأهلي كذا وكذا قال وأصبته من حلال قال قلت نعم قال لأن أغدو فيما غدوت فيه كل يوم أحب إلي من أن أقوم الليل وأصوم النهار .
كان أيوب يقول لأصحابه كثيرا تعاهدوا أولادكم وأهليكم بالبر والمعروف ولا تدعوهم تطمع أبصارهم إلى أيدي الناس قال وكان له زنبيل يعدو به إلى السوق في كل يوم فيشتري فيه الفواكه والحوائج لأهله وعياله . وكان يقول أفضل الجود كل ما أحرز به أجر قال وكان لأيوب أهل بيت فقراء كان يأتيهم بالنفقة والكسوة بنفسه فقيل له لو أرسلت بها إليهم قال ذهابي بها إليهم أعطف لي عليهم .
عن داود بن أبي هند قال قلت للحسن يا أبا سعيد أرأيت إن اشتريت لامرأتي عطرا بعشرين درهما أسرف هو ? قال لا .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إني لأكره نفسي على الجماع كي تخرج مني نسمة تسبح الله تعالى .
عن أبي الأحوص عن عبد الله في قوله تعالى " ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها " قال ما ظهر منها الثياب وما لا تبديه الخلخال والقلادة أو نحوه من الحلي .
عن الضحاك " وليضربن بخمرهن على جيوبهن " قال تغطي بخمارها نحرها " ولا يضربن بأرجلهن " قال تمر بالمجلس فتضرب بالخلخال أحدهما على الأخرى ليعلم أن في رجليها خلخالين .
عن ابن شوذب قال ولد لقتادة سقط ميت وسماه محمدا وصلى عليه . سألت أحمد بن حنبل متى يصلى على السقط ؟ فقال إذا كان لأربعة أشهر صلي عليه وسمي .
عن الحسن أنه كان يقول في الطفل إذا صلى عليه اللهم اجعله لنا فرطا واجعله لنا أجرا واجعله لنا سلفا .
قال سعيد بن المسيب إن كان أبو هريرة ليصلي على المنفوس الذي لم يعمل خطيئة قط فيقول اللهم أعذه من عذاب القبر .
قال عبد الله بن عمر وذكر الصلاة على الأطفال فقال ابن عمر لأن أصلي على من لا ذنب له أحب إليّ .
عن الحسن قال سئل عن قوله تعالى " هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين " يا أبا سعيد في الدنيا أم في الآخرة قال في الدنيا يرى الرجل من ولده وزوجته عملا صالحا تقر به عينه .
عن ابن عباس " والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين " أما إنه لم يكن قرة أعين أن يرونه صحيحا جميلا ولكن أن يرونه مطيعا لله عز وجل .
عن الضحاك " هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين " قال يقولون اجعل أزواجنا وذرياتنا صالحين أتقياء .
عن عمرو بن مرة قال سألت سعيد بن جبير عن قوله عز و جل " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " قال قال ابن عباس المؤمن ترفع له ذريته وإن كانوا دونه في العمل ليقر الله بهم عينه .
قال ابن أبي ليلى يقول يثغر الغلام في سبع ويحتلم في أربع عشرة وينتهي طوله في إحدى وعشرين ويستكمل العقل في ثمان وعشرين فلا يزداد عقلا إلا بالتجارب .
عن الحسن قال كان أصحاب ابن مسعود عنده فمر عليه ابنان له كأنهما الديناران فقيل له يا أبا عبد الرحمان لو قبلتهما أو ضممتهما إليك قال لأن أكون قد نفضت يدي من تراب قبورهما احب إلي من أن ينكسر بيض هذا الخطاف .
سأل رجل طاوس فقال إني أريد أن أتزوج فأشر علي قال إن كنت لا تشتهي النساء ولا تخاف على نفسك فهذا أرخى لبالك وأقل لهمك فلا تزوج وإن كنت تشتهي النساء ولا تخوف على نفسك فالساعة الساعة .
كتب أبو الدرداء إلى بعض إخوانه وخاف عليه حب ولده أما بعد يا أخي فإنك لست في شيء من الدنيا إلا وقد كان له أهل قبلك وستكون أهل بعدك وإنما تجمع لمن لا يحمدك وتصير إلى من لا يعذرك وإنما تجمع لأحد رجلين إما محسن فيسعد بما شقيت له واما مفسد فيشقى بما جمعت له وليس واحد منهما أهلا أن تؤثره على نفسك ولا تبرك له على ظهرك ثق لمن مضى منهم رحمة الله ولمن بقي منهم رزق الله والسلام .
أرسل ابن هبيرة إلى عون ابن عبد الله بعشرة آلاف درهم فردها عليه وأعادها إليه وغضب وقال لإن لم يقبلها لأفعلن ولأفعلن فقال له أصحابه اقبلها واشتر بها صنعة تكون عقدة لك ولولد ك من بعدك وذخرا قال وهذا رأيكم قالوا نعم فقبلها فتصدق بها وقال إني رأيت أن أجعل هذه عقدة لي عند الله عز و جل وذخرا لولدي من بعدي .
كان سالم بن أبي الجعد يصنع الكوامخ وأشياء نحو ما تصنعون في بيوتكم ثم يتصدق بها فقال له أهله تذهب ولا تترك لنا شيئا قال أذهب بخير وأترككم بشر أحب إلي من أن أذهب بشر وأترككم بخير .
كان معاذ بن عفراء لا يدع شيئا إلا تصدق به فلما ولد له استشفعت عليه امرأته بأخواله وكلموه وقالوا له إنك قد أعيلت فلو جمعت لولدك قال أبت نفسي إلا أن تستر بكل شيء أجده من النار فلما مات ترك أرضا إلى جنب أرض لرجل قال عبد الرحمن وعليه ملاءة صفراء ما تساوي ثلاثة دراهم ما تسوى الأرض ملاءتي هذه فامتنع ولي الصبيان واحتاج إليها جاره فباعها بثلاثمائة ألف .
كان عمر بن الخطاب يأمر بحلل تنسج لأهل بدر سوق فيها فبعث إلى معاذ بن عفراء بحلة فقال معاذ بع هذه يا أفلح فبعتها بألف وخمسمائة درهم فقال لي اشتر بها رقابا فاشتريت بها خمسا فأتيته بهم فقال لي والله إن امرأ اختار فيشترين بلبسهما على خمس رقاب يعتقها لغني الرأي اذهبوا فأنتم أحرار .
لما حضرت أبا طوالة الوفاة جمع بنيه فقال يا بني اتقوا الله فإنكم إن اتقيتموه فأنتم على الصدر والنحر وإن عصيتموه فو الله ما أبالي ما صنع بكم .
عن الحسن قال سأل عمر ابنته حفصة كم تصبر المرأة عن الرجل قال قالت ستة أشهر فقال لا جرم لا أجهز رجلا أكثر من ستة أشهر .
عن آدم بن علي قال سمعت عمر يقول ما أنفق رجل على نفسه وأهله نفقة إلا له أجرها وليبدأ الرجل بمن يعول ثم الأقرب فالأقرب فإن فضل فليبدأ به .
كان لعلي امرأتان فإذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم وإذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم .
عن يحيى بن سعيد قال لمعاذ بن جبل امرأتان فإذا كان عند أحدهما لم يتوضأ من بيت الأخرى قال فماتتا في طاعون أصابهم في يوم واحد فقدمهما إلى الحفرة ثم أقرع بينهما أيهما يدخل الحفرة قبل الأخرى ثم عفر درقهما جميعا في حفرة واحدة .
عن عكرمة أن امرأة سألت ابن عباس فقالت ما يحل لي من بيت زوجي فذكر الخبز والتمر ونحو ذلك قالت فالدراهم قال ابن عباس أتحبين أن يأخذ حليك قالت لا قال فلا تأخذي من دراهمه .
سألت امرأة عائشة فقالت لها إن أهلي فقراء أفآخذ من بيت زوجي فأبعث إليهم فقالت لها عائشة ما يشعر زوجك قالت ما يشعر بكل ما أبعث به إليهم قالت لها عائشة استأمريه فإن أذن لك فابعثي إليهم غير مسرفة ثم قالت ما يضر إحداكن من بيت زوجها سرقت أم من بيت جارتها .
عن الأعمش في قول الله عز و جل " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن " قال أن ينظرن إلى غير أزواجهن .
عن مجاهد قال جعل الجهاد على الرجال والغيرة على النساء فمن صبر منهن واحتسب كان لها أجر نصف مجاهد
عن الحسن أنه دخل منزله وصبيان يلعبون فوق البيت ومعه عبد الله ابنه فنهاهم فقال الحسن دعهم فإن اللعب ربيعهم .
عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه أنه كان يقول لبنيه أي بني هلموا فتعلموا فإنكم توشكوا أن تكونوا كبار قوم وإني كنت صغيرا لا ينظر إلي فلما أدركت من السن ما أدركت جعل الناس يسألوني وما أشد على امرىء أن يسأل عن شيء من أمر دينه فيجهله .
مر قوم على حماد بن سلمة وحوله فتيان فقالوا انظروا إلى حماد قد جمع حوله الصبيان فقال ردوهم فلما أتوه قال إني رأيت البارحة كأني أسقي فسيلا فأولت هؤلاء الصبيان .
عن يحيى بن صالح العبدي قال أتيت الحسن وأنا غلام فقعدت بعيدا من الحلقة فقال لي يا بني ادن مالك قعدت بعيدا قال قلت يا أبا سعيد إني حسنت الحصر قال لا تفعل إذا جئت فاجلس إلى حنبي قال كنت آتيه فيقعدني إلى جنبه ويمسح رأسي ويملي علي الحديث .
عن سعيد ابن المسيب قال اليتيم إذا بكى اهتز له العرش فيقول الله عز و جل من أبكى اليتيم الذي غيبت أباه قالوا أنت العليم الحكيم قال يا ملائكتي من سكته برضاه أعطيته من الجنة حتى رضاه .
عن أيوب عن محمد قال فرح اليتيم بالثوب الحسن تكسوه وبالشيء تصنعه له فإنه أسرع لشبابه فإن عاش رزقه وإن مات كان أحق من أكل ماله .
كان ميمون يضرب يتيما له له عنده واليتيم يقول لا ترحم هذا اليتيم اتق الله في هذا اليتيم وميمون يضرب ويقول اللهم أصلح هذا اليتيم .
قال الشعبي حدثني مسروق أنه كان عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجاءه خمسة غلمة كانوا يتغاوطون في الماء وانهم غرقوا غلاما منهم فقالوا إنا كنا ستة نتغاطى في الماء فغرق منا غلام يشهد الثلاثة على الإثنين أنهما غرقاه وشهد الثلاثة أنهم غرقوه فجعل على الإثنين ثلاثة أخماس الدية وعلى الثلاثة خمس الدية .
عن الزهري عن الصبي يحج به قال نعم ويجنب ما يجنب المحرم من الثياب والطيب ولا يغطى رأسه ويرمي عنه الجمار بعض أهله وينحر عنه إن تمتع .
عن يونس بن خباب قال استشرت أبا جعفر محمد بن علي في تعليق العاذة قال نعم إذا كان من كتاب الله عز و جل أو عن كلام عن نبي الله وأمرني أن أستشفي به ما استطعت فكتب لي كتابا من الحمى الربع " يا نار كوني بردا وسلاما " إلى قوله تعالى " الأخسرين " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل اشف صاحب هذا الكتاب .