من أقوال الشيخ سيد حسين العفانى
حكمــــــة
الخوف نعمة من الله عز وجل، ينعم بها على من يشاء من عباده، قال الله تبارك وتعالى: {قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا} [المائدة:23]. فبنص هذه الآية الخوف من الله عز وجل نعمة؛ لأنه هداية، ولأنه يهيئ القلوب للاستجابة لأمر الله عز وجل، كما قال الله عز وجل: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى} [الأعلى:10].
حكمــــــة
الخوف يوصل العبد لأقصى مقامات الإيمان، فيوصله إلى رضا الله تبارك وتعالى عنه، قال الله تبارك وتعالى: {جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة:8]. وقال الله تبارك وتعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:46].
حكمــــــة
فما ظنك أيها المفرط في عمره المقصر في دهره! بسكان هذه الدار، فهي ضيقة الأرجاء، مظلمة المسالك، مبهمة المهالك، دار يخلد فيها الأسير، ويوقد فيها السعير، فيها سلاسل وأغلال، ومقامع وأنكال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون وفيهم واحد من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه لاحترق المسجد بمن فيه).
حكمــــــة
الجنة دار الخلود، والفرح والسعود، لا يحصل عليها من أدمن القعود، وظل راكداً في ميادين الركود، وهي دار صفاء ونقاء، وجمال وكمال، فيها ما لم تره الأعين، ولم تسمعه الآذان، وفيها من شتى الفواكه لذيذة المذاق جميلة الألوان، وفيها الحور الحسان، وفيها راحة الجسد والأبدان، فهنيئاً لمن جعل الجنة نصب عينيه فجد واجتهد، وعمل وكد، وما نام ولا رقد، وشمر عن ساعد الاجتهاد والجد.
حكمــــــة
الجنة دار الطيبين، نعيم لا ينفد، ولا عهد للناس به في دار الدنيا، فلو أن واحداً فرش بيته ورفع الحصير وجاء بالسجاد الإيراني، فإنه نعيم صامت لا يتكلم، ولكن المولى عز وجل يزين الجنة ثم يأمرها أن تتكلم فتقول: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون:1]. وإن من نعيم الجنة الذي يتكلم أن تمر سحابة فتقول: ماذا أمطركم؟ يقول يحيى بن أبي كثير: أشهد الله أن لو أراني هذا الموقف لأمرت السحابة أن تمطر علينا حور عين.
حكمــــــة
فكيف لا تحب من أنت به، وبقاؤك منه، وتدبيرك بيده، ورجوعك إليه وكل مستحسن في الوجود هو حسنه وجمله وزينه، وعطف النفوس إليه، لقد أعطاك أيتها النفس! ما لم تأمري، وبلغك ما لم تطلبي، وستر عليك من القبيح ما لو فاح لضجت المشام، فكم عدو حط منك بالذم فرقاك، وكم أعطش من شراب الأماني خلقاً وسقاك، وكم أمات بعض من لم يبلغ مرادك وأبقاك!!