فوائد من كتاب الإخوان 2
حكمــــــة
عن مجاهد بن جبر قال: إذا تواخا المتحابان في الله عز و جل فمشى أحدهما إلى الآخر فأخذ بيده فضحك إليه تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر قلت: إن هذا ليسير قال: لا تقل ذلك فإن الله عز و جل يقول لنبيه صلى الله عليه و سلم: { لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم } (الآية: 36 الأنفال)
حكمــــــة
قال رجل من بني أمية قال: إني وددت أن جميع إخواني أتوني فشاركوني في معيشتي حتى يكون عيشنا عيشا واحدا ولوددت أن جميع إخواني أتوني في حوائجهم وإني لأستحي من الله عز و جل أن ألقى الأخ من إخواني فأدعوا له بالجنة وأبخل عليه بالدنيا والدنيا أصغر وأحقر من أن يقال لي يوم القيامة: كنت كذابا لو كانت الدنيا في يدك كنت بها أبخل.
حكمــــــة
لما حضرت سعيد بن العاص الوفاة قال: يا بني لا تفقدوا إخواني مني عندكم عين وجهي أجروا عليهم ما كنت أجري واصنعوا بهم ما كنت أصنع ولا تلجئوهم للطلب فإن الرجل إذا طلب الحاجة اضطربت أركانه و ارتعدت فرائصه وكل لسانه وبدا الكلام في وجهه اكفوهم مؤنة الطلب بالعطية قبل المسألة فإني لا أجد لوجه الرجل يأتي يتقلقل على فراشه ذاكرا موضعا لحاجته فعدا بها عليكم لا أرى قضى حاجته عوضا من بذل وجهه فبادروهم بقضاء حوائجهم قبل أن يسبقوكم إليها بالمسألة.
حكمــــــة
عن مطر الوراق قال: أتيت محمد بن واسع يوما فلما رآني قال برأسه بين رجليه فخمر وجهه أن أنظر إليه فلم يرفع رأسه فقمت فذهبت فلما كان بعد أيام أتاني بكيس فيه سبعمائة درهم فدفعها إلي وأنا في حانوتي في قنطرة حرة فقلت: تبعث إلي في حوائجك؟ فقال: وأي حاجة لي أتيتني فظننت بك الحاجة فلما استطعت ان أنظر إليك قال مطر فقلت له: أنا بخير فقال: أنت كيف شئت ! ! الدراهم لا ترجع إلي.
حكمــــــة
عن أبي العالية قال: كنت عند عثمان بن أبي العاص وكان له بيت يذكر الله عز و جل فيه ويأتيه فيه أصحابه فأتيته في عشر ذي الحجة فمر رجل بكبش فقال: بكم الكبش؟ قال: باثني عشر درهما فقلت: لو (كان) عندي اثنا عشر درهما لاشتريت بها له كبشا فذبحته فأكلته وأكل عيالي فأعطاني صرة فيها خمسون درهما والله ما رأيت خمسينا قط كانت أعظم بركة منها أعطانيها وأنا إليها محتاج وهو طيب النفس.
حكمــــــة
كان عامر بن عبد الله بن الزبير يتحين العباد وهم سجود: أبا حازم و صفوان بن سليم و سليمان بن سحيم و اشباههم فيأتيهم بالصرر فيها الدنانير و الدراهم فيضعها عند نعالهم حيث يحسون بها ولا يشعرون بمكانه فيقال: ما يمنعك أن ترسل بها إليهم؟ فيقول: أكره أن يتمعر وجه أحدهم إذا نظر إلى رسولي أو إذا لقيني.