فوائد من كتاب إصلاح المال 2
حكمــــــة
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « لو كنت تاجرا ما اخترت على العطر شيئا ، إن فاتني ربحه ما فاتني ريحه » وبلغني عن بعض الحكماء ، قال : صاحب الدنيا يطلب أمورا ثلاثة ، لا يدركها إلا بأمور أربعة ، فالثلاثة : السعة في المعيشة ، والمنزلة في الناس ، والزاد إلى الآخرة ، والأربعة : اكتساب المال من أحسن وجهه ، وحسن القيام عليه ، وإنفاقه في مواضعه ، من غير إسراف ولا تقتير ، فمن أضاع الأربعة لم يدرك الثلاثة . وبلغني عن بعض الحكماء ، قال : الغني : من أصلح أمر دنياه وآخرته .
حكمــــــة
عن عمرو بن مهاجر ، أن عمر بن عبد العزيز ، أتي بعنبرة عظيمة فوضعت بين يديه ، فقام رجل ، فنادى بأعلى صوته : اتق الله يا أمير المؤمنين ، أنا بالله ثم بك . قال عمر : ما شأنها ؟ قال : بعتها من سليمان بن عبد الملك بتسعة آلاف دينار وهي ثمنها ثمانية عشر ألف دينار . قال : عمر : ويحك أكرهوك ؟ قال : لا . قال : أخافوك ؟ . قال : لا . قال : فغصبوك ؟ . قال : لا . قال عمر : لا حق لك . وأنا وددت أني أبيع شيئا ولا أبتاعه إلا لطحت صاحبه .
حكمــــــة
لما قدم معاوية المدينة لقي يهوديا ، فساومه بضيعة له ، فوقفا على خمسمائة ألف درهم ، قال : فأبى الآخر إلا ستمائة ، قال : فزاده معاوية خمسين ألفا . فقال له : يا أمير المؤمنين ، لقد بلغني أنك تصل في المجلس الواحد بألف ألف درهم وتشاحني في هذا الشطر ؟ . قال : إن هذا عقلي ، تريد أن تخدعني وتيك مكرمة .
حكمــــــة
سأل معاوية بعض المعمرين ، قال : أخبرني ، أي المال أفضل ؟ قال : « عين خرارة بأرض خوارة ، تعول ولا تعال » . قال : ثم ماذا ؟ قال : « ثم فرس في بطنها فرس يتبعها فرس ، والأرض مقبلة معقبة » . قال : أين أنت من الغنم ؟ ما أراك تذكرها . قال : « تلك لغيرك يا أمير المؤمنين ، تلك لمن يباشرها بنفسه » . قال : معاوية : فما تقول في الذهب والفضة ؟ قال : « يا أمير المؤمنين جبلان يصطكان ، إن أنفقتهما نفدا ، وإن تركتهما لم يزيدا »
حكمــــــة
قال معاوية : « ما رأيت تبذيرا إلا وإلى جانبه حق يضيع » قال : وكان يقال : حسن التدبير مفتاح الرشد ، وباب السلامة الاقتصاد . وكان يقال : فقير مسدد خير من غني مسرف . وبلغني عن بعض الحكماء ، أنه كان يقول : اغلب هواك على الفساد ، وكن مقبلا على القصد ، يقبل عليك المال ، والاقتصاد يعصم من عظيم الذنب ، وفيه راحة للبدن ، ومرضاة للرب ، وتحصين من الذنوب .
فوائد من كتاب إصلاح المال 2
عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، أنَّه كان يَقولُ: إنَّ للشَّيطانِ مَصاليَ وفُخوخًا، ومن مَصالي الشَّيطانِ وفُخوخِه: البَطَرُ بأنعُمِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، والفَخرُ بعَطاءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، والكِبرياءُ على عِبادِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، واتِّباعُ الهَوى في غَيرِ ذاتِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ
حكمــــــة
عن الأحنف بن قيس ، قال : خرجنا مع أبي موسى وفودا إلى عمر وكانت لعمر ثلاث خبزات يأدمهن يوما بلبن ، ويوما بسمن ، ويوما بلحم عريض ، ويوما بزيت ، فجعل القوم يأكلون ويعذرون ، فقال عمر : إني لأرى تعذركم ، وإني لأعلمكم بالعيش ، ولو شئت لجعلت كراكر وأسنمة وصلاء وصنابا وصلائق ، ولكن أستبقي حسناتي ، إن الله عز وجل ذكر قوما فقال : ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ) سورة : الأحقاف آية رقم : 20 .
حكمــــــة
بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يزيد بن أبي سفيان ، يدخل الطعام على الطعام . فقال لمولى له يقال له يرفأ : إذا حضر طعامه فأعلمني . فلما حضر غداه جاءه فأعلمه ، فأتى عمر ، فسلم عليه ، واستأذن ، فأذن له ، فدخل فعرى يداه ، فجاءه بلحم ، فأكل معه منه ، ثم قرب شواء فبسط يزيد يده ، وكف عمر يده ، ثم قال : والله يا يزيد بن أبي سفيان أطعام بعد طعام ؟ ، والذي نفس عمر بيده لئن خالفتهم عن سنتهم ليخالفن بك عن طريقتهم .
حكمــــــة
قالت حفصة : يا أمير المؤمنين ، لو لبست ثيابا ألين من ثيابك ، وأكلت طعاما ألين من طعامك ، فقد فتح الله عز وجل عليك الأرض ، وأكثر لك من الخير ؟ قال : « سأخصمك إلى نفسك ، أما تذكرين ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى من شدة العيش ؟ » . فمازال يذكرها ، حتى أبكاها ، ثم قال : « إني قد قلت لك إني والله لئن استطعت لأشركنهما بمثل عيشهما الشديد ، لعلي ألقى معهما عيشهما الرخي »
حكمــــــة
أتى علي رضي الله عنه السوق فقال : « من عنده قميص خشن ، بثلاثة دراهم ؟ » فقال رجل : عندي . فقال : « هلم » . فجاءه به فأعجبه فقال علي : « ثمنه أكثر من ذا ؟ » . فقال : لا . قال : فنظرت ، فإذا هو يحل رباطا من كمه ، فيه نفقة له ، قال فلبسه فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه . فقال : « اقطعوا ما فضل عن أطراف أصابعي ثم حصوه »
حكمــــــة
عن عبيد الله بن حميد ، قال : مر جدي على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعليه بردة فقال : بكم ابتعت بردك هذا ؟ قال : بستين درهما . قال : كم مالك ؟ . قال : ألف درهم . قال فقام إليه بالدرة ، فجعل يضربه ويقول : رأس مالك ألف درهم ، وتبتاع ثوبا بستين درهما ؟ رأس مالك ألف درهم ، وتبتاع ثوبا بستين درهما ؟