فوائد من كتاب الإخلاص والنية
عن حمزة من بعض ولد ابن مسعود قال : طوبى لمن أخلص عبادته ودعاءه لله ولم يشغل قلبه ما تراه عيناه ، ولم ينسه ذكره ما تسمع أذناه ، ولم يحزن نفسه ما أعطي غيره.
مر عمر بن عبد العزيز برجل في يده حصى يلعب به وهو يقول : اللهم زوجني من الحور العين . فقام عليه عمر فقال : بئس الخاطب أنت ألا ألقيت الحصى ، وأخلصت لله الدعاء .
قال علي بن أبي طالب : كونوا لقبول العمل أشد هما منكم بالعمل ، ألم تسمعوا الله يقول ( إنما يتقبل الله من المتقين ). سورة : المائدة آية رقم : 27 .
عن الأعمش قال : سمعت إبراهيم ، يقول : إن الرجل ليعمل العمل الحسن في أعين الناس ، أو العمل لا يريد به وجه الله فيقع له المقت والعيب عند الناس حتى يكون عيبا ، وإنه ليعمل العمل أو الأمر يكرهه الناس يريد به وجه الله فيقع له المقة والحسن عند الناس .
عن عبد الملك بن عتاب قال : رأيت عامر بن عبد قيس في النوم فقلت : أي الأعمال وجدت أفضل ؟ قال : ما أريد به وجه الله .
عن عبد الرحمن بن جرير قال : سمعت أبا حازم يقول : عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر ، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح .
عن مولى لابن محيريز قال : دخلت مع ابن محيريز حانوت بزاز ليشتري منه متاعا ، فرفع في السوم ، ولم يعرفه ، فأشرت إليه أنه ابن محيريز فقال : اخرج إنما نشتري بأموالنا لا بأدياننا .
مر سليمان الخواص بإبراهيم بن أدهم وهو عند قوم قد أضافوه وأكرموه فقال : نعم الشيء هذا يا أبا إبراهيم إن لم يكن تكرمة دين .
عن يحيى بن أبي كثير قال : يصعد الملك بعمل العبد مبتهجا فإذا انتهى إلى ربه قال : اجعلوه في سجين فإني لم أرد بهذا .
عن محمد بن أبي منصور قال كان عابدا في بني إسرائيل عبد الله في سرب أربعين سنة فقالت الملائكة : وعزتك ربنا ما رفعنا إليك خفاء . قال : صدقتم ملائكتي ولكنه يحب أن يعرف مكانه .
كان فضالة بن عبيد يقول : لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها ؛ لأن الله يقول ( إنما يتقبل الله من المتقين ) سورة : المائدة آية رقم : 27 .
إبراهيم بن الأشعث ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) سورة : هود آية رقم : 7 , قال : أخلصه وأصوبه قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا ، والخالص إذا كان لله ، والصواب : إذا كان على السنة .
قال علي بن أبي طالب : من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة ، ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة .
عن زبيد قال : من كانت سريرته أفضل من علانيته فذلك الفضل ، ومن كانت سريرته مثل علانيته فذلك النصف ، ومن كانت سريرته دون علانيته فذلك الجور .
عن معقل بن عبيد الله الجزري قال : كانت العلماء إذا التقوا تواصوا بهذه الكلمات ، وإذا غابوا كتب بها بعضهم إلى بعض أنه : من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ومن أصلح ما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس ، ومن اهتم بأمر آخرته كفاه الله أمر دنياه .
قال عمر بن عبد العزيز : يا معشر المستترين اعلموا أن عند الله مسألة فاضحة قال تعالى ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) سورة : الحجر آية رقم : 92 .
عن الربيع قال : وعظ الحسن يوما فانتحب رجل ، فقال الحسن : ليسألنك الله يوم القيامة ما أردت بهذا .
عن عاصم قال : كان أبو وائل إذا خلا بكى ، فسمعته يقول إذا سجد : رب ارحمني ، رب اعف عني ، رب إن تعف عني تعف طولا من قبلك ، وإن تعذبني تعذبني غير ظالم ولا مسبوق قال : ثم يشيج كأشد نشيج الثكلى ، ولو جعلت له الدنيا على أن يبكي وأحد يراه لم يفعل .
عن هلال بن يساف ، قال : حدثت أن عيسى ابن مريم كان يقول : إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن لحيته بدهن ويمسح فليخفه من شماله ، وإذا صلى في بيته فليلق عليه ستره فإن الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق .
عن داود بن المغيرة ، قال : السر أملك بالعلانية من العلانية بالسر ، والفعل أملك بالقول من القول بالفعل .
عن محمد بن واسع ، قال : لقد أدركت رجالا كان الرجل يكون رأسه ورأس امرأته على وساد واحد قد بل ما تحت خده من دموعه لا تشعر به امرأته ، والله لقد أدركت رجالا كان أحدهم يقوم في الصف فتسيل دموعه على خده لا يشعر الذي إلى جنبه .
عن عبيد الله بن عبد الله قال : كان لا يعرف البر في عمر ولا ابن عمر حتى يقولا أو يعملا ، إن كان الرجل ليتعبد عشرين سنة ما يعلم به جاره قال حماد : ولعل أحدكم يصلي ليلة أو بعض ليلة فيصبح وقد طال على جاره .
عن الحسن قال : إن كان الرجل ليجتمع إليه القوم أو يجتمعون يتذاكرون فتجيء الرجل عبرته فيردها ثم تجيء فيردها ثم تجيء فيردها فإذا خشي أن يفلت قام .
عن حماد بن زيد قال : بكى أيوب مرة ، فأخذنا منه فقال : إن هذه الزكمة ربما عرضت , وبكى مرة أخرى فاستبنا بكاه فقال : إن الشيخ إذا كبر مج .
عن عبد الله بن المبارك قال : أخبرني رجل ، عن أبي السليل ، أنه كان يحدث أو يقرأ فيأتيه البكاء فيصرفه إلى الضحك .
عن الحسن أنه حدث يوما أو وعظ فتنفس في مجلسه رجل فقال الحسن : إن كان لله فقد شهرت نفسك ، وإن كان لغير الله هلكت .
عن الحسن قال : إن كان الرجل ليكون عنده الزوار فيصلي الصلاة الطويلة أو الكثيرة من الليل ما يعلم بها زواره .
عن الحسن قال : إن كان الرجل لتكون له الساعة يخلو فيها فيصلي ، فيوصي أهله فيقول : إن جاء أحد يطلبني فقولوا : هو في حاجة له .
كان لحسان بن أبي سنان في حانوته ستر فكان يخرج سلة الحساب ، وينشر حسابه ويصعد غلاما على الباب ويقول : إذا رأيت رجلا قد أقبل ترى أنه يريدني فأخبرني . ثم يقوم فيصلي فإذا جاء رجل أخبره الغلام فيجلس كأنه على الحساب كان حسان بن أبي سنان يحضر مسجد مالك بن دينار فإذا تكلم مالك بكى حسان حتى يسيل ما بين يديه لا يسمع له صوت .
عن محمد بن عبد الله الزراد قال : ربما اشترى حسان بن أبي سنان أهل بيت الرجل وعياله ثم يعتقهم جميعا ، ثم لا يتعرف إليهم ولا يعلمهم من هو .
قال أبو الطيب موسى بن يسار : صحبت محمد بن واسع من مكة إلى البصرة فكان الليل أجمع يصلي في المحمل جالسا يومئ برأسه إيماء ، وكان يأمر الحادي أن يكون خلفه ويرفع صوته حتى لا يفطن له .
تكلم عمر بن عبد العزيز ذات يوم وعنده رهط من إخوانه فصح له منطق وموعظة حسنة فنظر إلى رجل من جلسائه وهو يخذف دمعته فقطع دمعته فقلت له : يا أمير المؤمنين امض قال : إليك عني فإن في القول فتنة ، والفعال أولى بالمؤمن من القول .
عن السري بن يحيى ، أن عمر بن عبد العزيز ، خطب فحمد الله ثم خنقته العبرة ثم قال : يا أيها الناس أصلحوا آخرتكم يصلح الله لكم دنياكم ، وأصلحوا سرائركم يصلح الله لكم علانيتكم والله إن عبدا ليس بينه وبين آدم أب له إلا قد مات لمعرق له في الموت كما يقال : لمعرق في الكرم ، أي له عرق في ذلك لا محالة .
عن أبي العالية ، قال : اجتمع إلي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا العالية لا تعمل عملا تريد به غير الله فتجعل الله ثوابك على من أردت ، ويا أبا العالية لا تتكل على غير الله فيكلك الله إلى من توكلت عليه .
عن عبد الله بن أبي أن عمر بن الخطاب دعي إلى وليمة فلما أكل وخرج قال : وددت أني لم أحضر هذا الطعام . قيل له : لم يا أمير المؤمنين ؟ قال : إني أظن صاحبكم لم يعمله إلا رياء .