فوائد من كتاب مكارم الاخلاق 2
حكمــــــة
عن نافع: أن الزبير بن العوام رضي الله عنه لقي العدو في جيش فقالوا يا أبا عبد الله احمل قال دعوني فإني لو رأيت محملا حملت قالوا يا أبا عبد الله احمل ونحمل معك قال لكأني بكم قد حملت وحملتم فأقدمت وكذبتم فأخذت سلما قالوا كلا والله لا يكون ذاك أبدا لئن حملت لنحملن ولئن أقدمت لنقدمن قال فحمل الزبير وحملوا فأقدم وكذبوا قال قال الزبير فهاجت غبرة فما شعرت إلا وأنا بين علجين قد اكتنفاني قد أخذا بعنان دابتي أحدهما عن يميني والآخر عن يساري قال نافع فكيف ترى أبا عبد الله صنع وجدوه والله غير طائش الفؤاد أدخل السيف في العنان والعذار فقطعهما ثم بطن الفرس برجليه قال فنجا أبو عبد الله وبقي اللجام في يد العلجين.
حكمــــــة
عن ابن عون قال: بينا نحن يوما في بلاد الروم إذا أنا بوجوه الناس قد تغيرت فقلت لرجل إلى جنبي ما هذا الذي أرى في وجوه الناس قال أما ترى العدو فنظرت فإذا الجبل مسود من الأعلاج قال بن عون نعلم أن الموت كريه وإلى جنبي رجل لا أرى في وجهه ما أرى في وجوه القوم في يده تفاحتان يقلبهما إذ خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز فبرز له رجل من المسلمين فحمل عليه العلج فطعنه فألقى صاحب التفاحتين تفاحتيه ثم برز له فحمل عليه فطعنه وعاد إلى تفاحتيه فأخذهما فجعل يقلبهما فقلت لرجل إلى جنبي من هذا قال هذا البطال.
حكمــــــة
بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأحنف بن قيس على جيش قبل خراسان فبيتهم العدو ليلا ففرقوا جيوشهم أربعة جيوش وأقبلوا معهم الطبول ففزع الناس وكان أول من ركب الأحنف فأخذ سيفه فتقلده ثم مضى نحو الصوت وهو يقول (إن على كل رئيس حقا... أن يخضب القناة أو تندقا) ثم حمل على صاحب الطبل فقتله فلما فقد أصحابه الصوت انهزموا ثم حمل على الكردوس الآخر ففعل مثل ذلك ثم حمل على الآخر ففعل ثم حمل على الآخر ففعل مثل ذلك وهو وحده ثم جاء الناس وقد انهزم العدو فاتبعهم الناس يقتلون ثم مضوا حتى فتحوا مدينة يقال لها مرو الروذ.
حكمــــــة
عن عبيد الله بن عبيد الله بن معمر قال: غزا المسلمون كابل وعليهم عبد الرحمن بن سمرة فانتهوا إلى ثلمة لا يقوم عليها إلا رجل واحد فقال انظروا من يقوم عليها فقالوا عمر بن عبيد الله بن معمر فدعوه فقالوا قم عليها فقام عليها ثم إنه أصابته رمية فسقط فحمل إلى أهله فقالوا من يقوم عليها فقالوا عباد بن الحصين فدعوه فقام عليها فما رأينا مثله قط ما زالوا يقاتلونه ويرمونه ويقاتلهم ويكبر حتى إذا كان في بعض الليل خمد صوته فلم نسمعه قلنا إنا لله قتل عباد فلما أصبحنا وجدناه قد شد عليهم واقتحم الثلمة عليهم فولوا وكانت الهزيمة وإذا قد صحل حلقه من الصياح وانقطع صوته قال وكان الحسن بن أبي الحسن شهدها فقال ما رأيت فارسا خيرا من ألف حتى رأيت عباد بن الحصين.
حكمــــــة
قال الحسن: ما رأيت أحدا أشد بأسا من عباد بن الحصين وعبد الله بن خازم أما عباد فبات ليلة على ثلمة ثلمه المسلمون في حائط كابل يطاعن المشركين عليها ليلة حتى أصبح ومنعهم من سدها فأصبح وهو على الحال التي كان عليها أول الليل ثم جاء بن خازم فجاء رجل مثله في البأس أحسن توقيا منه فقاتلهم عليها حتى افتتحها المسلمون فقاتلوهم من بين حائط المدينة والحائط الذي ثلموه فاضطروهم إلى باب المدينة ومعهم فيل فقدموه ليدخل المدينة فضرب بن خازم الفيل فعقره فسقط على الباب فمنعهم من إغلاقه وهرب المشركون ودخل المسلمون المدينة فغلبوا عليها.
حكمــــــة
قال عبد الملك بن مروان لجلسائه: من كان أشجع العرب فقالوا عمير شبث فعدوا فرسانا من فرسان العرب فقال عبد الملك أشجع العرب رجل جمع بين سكينة وعائشة وأمه أحمد بنت سيد كلب ولي العراق فأصاب ألف ألف وألف ألف فخذله أهل العراق وعرضنا عليه الأمان فأبى أن يقبله ومضى حتى قتل مصعب بن الزبير لا من قطع الجسور ها هنا مرة وها هنا مرة ثم قال متى تغذو حواضن قريش مثل مصعب.
حكمــــــة
لما أسلم عكرمة بن أبي جهل جاء الى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله لا أترك مقاما قمته لأصد به عن سبيل الله إلا قمت مثله في سبيل الله ولا نفقة أنفقتها لأصد بها عن سبيل الله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله فلما كان يوم اليرموك أو غيره قاتل قتالا شديدا فوجدوا به بضعا وسبعين ضربة من بين طعنة ورمية وضربة.
حكمــــــة
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين أمي عجوز كبيرة أنا مطيتها أجعلها على ظهري وأنحي عليها بيدي وألى منها مثل ما كانت تلي مني أوأديت شكرها قال لا قال لم يا أمير المؤمنين قال إنك تفعل ذلك بها وأنت تدعو الله عز و جل أن يميتها وكانت تفعل ذلك بك وهي تدعو الله عز و جل أن يطيل عمرك.
حكمــــــة
قالت عائشة رضي الله عنها: رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم كانا أبر من كان في هذه الأمة بأمهما فيقال لها من هما فتقول عثمان بن عفان وحارثة بن النعمان فأما عثمان فإنه قال ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أسلمت وأما حارثة فإنه كان يفلى رأس أمه ويطعمها بيده ولم يستفهمها كلاما قط تأمر به حتى يسأل من عندها بعد أن تخرج ما قالت أمي.
حكمــــــة
عن ظبيان بن علي الثوري وكان من أبر الناس قال: لقد باتت أمه وفي صدرها عليه شيء فقام على رجليه قائما يكره أن يوقظها ويكره أن يقعد حتى إذا ضعف جاء غلامان من غلمانه فما زال معتمدا عليهما حتى استيقظت من قبل نفسها وإن كان ليبتاع الدستجة من البقل فينقيها لها طاقة طاقة حتى يضعها بين يديها وكان يسافر بها إلى مكة فإذا كان يوم حار حفر بئرا ثم جاء بنطع فصب فيه الماء ثم قال لها أدخلي تبردي في هذا وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن.
حكمــــــة
عن أبي عبد الرحمن الحبلى قال: كنت جالسا مع عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورجل من أهل اليمن يطوف بأمه يحملها بين كتفيه حتى إذا قضى طوافه بالبيت وضعها بالأرض فدعاه ابن عمر فقال ما هذه المرأة منك قال هي والدتي فقال عبد الله لوددت أني أدركت أمي فطفت بها كما طفت بأمك وليس لي من الدنيا إلا هذه النعلان.