فوائد من كتاب العقوبات 3
حكمــــــة
عن طارق بن شهاب، قال: « ضرب خالد بن الوليد رجلا الحد على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم ضرب رجلا آخر الحد، فقال له رجل: هذه والله الفتنة، ضرب رجلا أمس، وضرب آخر اليوم. فقال له خالد: ليس هذا بالفتنة، ولكن الفتنة إذا كنت في أرض يعمل فيها بالمعاصي، فأردت أن تأتي أرضا لا يعمل فيها بالمعاصي، فلا تجد »
حكمــــــة
قال أبو بكر بن عياش: لما خرج علي بن أبي طالب إلى صفين من... المدائن، فتمثل رجل من أصحابه فقال: جرت الرياح على مكان ديارهم فكأنما كانوا على ميعاد وإذا النعيم وكل ما يلهى به يوما يصير إلى بلى ونفاد فقال علي: « لا تقل هكذا، ولكن قل كما قال الله تبارك وتعالى: كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين، إن هؤلاء القوم كانوا وارثين فأصبحوا موروثين ؛ إن هؤلاء القوم استحلوا الحرم فحلت بهم النقم، فلا تستحلوا الحرم فتحل بكم النقم »
حكمــــــة
عن عبد الحميد بن محمود، قال: « كنت عند ابن عباس، فأتاه رجل فقال: أقبلنا حجاجا، حتى إذا كنا بالصفا توفي صاحب لنا، فحفرنا له، فإذا أسود بداخل اللحد، ثم حفرنا قبرا آخر، فإذا أسود قد أخذ اللحد، قال: ثم ناله آخر، فإذا أسود قد أخذ اللحد كله فتركناه وأتيناك نسألك ما تأمر؟ قال: ذاك علة الدين، كان يغل اذهبوا فادفنوه في بعضها، فوالله لو حفرتم له الأرض كلها لوجدتم ذلك، قال: وألقيناه في قبر، فلما قضينا سفرنا أتينا امرأته فسألناها عنه فقالت: كان رجلا يبيع الطعام، فيأخذ قوت أهله كل يوم، ثم ينظر مثله من الشعير والقصب، فيقطعه، ويخلطه في طعامه »
حكمــــــة
عن أبي العالية، قال: « ليأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن، وتبلى كما تبلى ثيابهم، وتهافت لا يجدون له حلاوة ولا لذاذة، إن قصروا عما أمروا به قالوا: إن الله غفور رحيم، وإن عملوا بما نهوا عنه قالوا: سيغفر لنا، إنا لا نشرك بالله شيئا، أمرهم كله طمع، ليس معهم خوف، لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، أفضلهم في أنفسهم المداهن »
حكمــــــة
عن أبي العطاء اليحبوري، قال: قال لي عبادة بن الصامت: « كيف أنت يا أبا عطاء إذا فرت قراؤكم وعلماؤكم حتى يكونوا في رءوس الجبال مع الوحوش؟ قال: قلت: سبحان الله، ولم يفعلون يا أبا محمد؟ قال: يخافون أن يقتلوهم، قلت: وفينا كتاب الله عز وجل؟ قال: ثكلتك أمك يا أبا عطاء، أولم ترث اليهود التوراة فضلوا عنها؟ أولم يرث النصارى الإنجيل فضلوا عنه وتركوه؟ وإنها سنن يتبع بعضها بعضا، وإنه والله ما من كان فيمن كان قبلكم إلا سيكون فيكم مثله. قال: فلقيته بعد ذلك بيومين فقلت: لقد كان فيمن كان مثلنا قبلنا قردة وخنازير. قال: لفلان حدثني أنه لا تنقضي الأيام والليالي حتى تمسخ طائفة من هذه الأمة » __
حكمــــــة
عن عمرةقالت: كنت عند عائشة رضي الله عنها، فجاءتها امرأة متعلقة برجل، تزعم أنه أخذ خاتما لها، ويزعم أن لا. فقالت: أمنوا رحمكم الله: اللهم إن كنت كاذبة فأيبس يدي، وإن كان كاذبا فأيبس يده. فأصبح الرجل ويمينه يابسة قالت عمرة: وحججت حجتين أو ثلاثة، وأنا أسمع الرجل من أهل مكة وأهل المدينة، يقول الرجل منهم: إن كنت فعلت كذا وكذا، فأظهر الله عز وجل علي كما أظهر على صاحب الخاتم.
حكمــــــة
عن كردوس الثعلبي، قال: حدثني رجل، في هذا المسجد، مسجد الكوفة، وكان أبوه ممن شهد بدرا، قال: « مررت على قرية تزلزل، فوقفت قريبا أنظر إنسانا يخرج إلي فأسأله، قال: فخرج علي رجل، فقلت: ما وراءك؟ فقال: تركتها تزلزل، وإن الخطائين الحائظين ليصطكان، يرمى بعضهما على بعض، قال: قلت: وما كانوا يعملون؟ قال: كانوا يأكلون الربا »
حكمــــــة
عن أبي ثعلبة الخشني « أنه كان يقول: أيها الناس، إن من أشراط الساعة أن تنتقص العقول، وتعزب الأحلام ويكثر الهم، وتقع علامات الحق، ويظهر الظلم، وإن من أشراط الساعة أن ترفع الأمانة، وترفع الرحمة، ويقطع الرحم، وتقطع الصدقة، ويلجم الناس الشح فلا تلقى إلا ملجما، حتى لا يفضل عن مكثر كثرة، ولا يقنع مقل بقلته، وكل ما عرفاه فقير قبله »
حكمــــــة
عن الحارث بن النعمان، قال: بعث أنس بن مالك يحدثني قال: أخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعضادتي باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا أهل المدينة، إنكم قد رجفتم والرجف من كثرة الربا، وإن قحوط المطر من قضاة السوء وأئمة الجور وإن موت البهائم ونقصان الثمر من قلة الصدقة، فهل أنتم منتهون، أو ليخرجن عمر من بين أظهركم؟
حكمــــــة
عن عطاء بن السائب، قال: « كانت لموسى عليه السلام قبة ستمائة ذراع، يناجي فيها ربه عز وجل، وكانت تجيء نار القربان، فكان ابنا هارون يوقدان النار، فقاما ليلة فدخلا القبة، فلم يريا النار، فرأيا أن النار قد جاءت فلم تجدهما، فرجعا فدخلا القبة، فأخذا نارا فأوقداها. وجاءت نار القربان فأخذتهما. فذهب هارون ليطفئها، فقال موسى عليه السلام: دع ربك يفعل ما يريد، حتى هدأ، فأوحي إلى موسى عليه السلام: هكذا أصنع بوليي إذا عصاني، فكيف بعدوي؟ »