فوائد من كتاب العقوبات 2
حكمــــــة
قال الحسن : « إن نبي الله سليمان بن داود عليه السلام أتي الخاتم ، فلما أراد أن يدخل الحمام وضع خاتمه ، ثم دخل ، فرآه الشيطان ، فانطلق فأخذ الخاتم ، فانطلق إلى نهر كثير الماء ، فرمى به . فخرج نبي الله من الحمام ؛ فلقد ذكروا أنه لم يعرف أربعين ليلة ، وإنه كان يأوي إلى امرأة مسكينة . فانطلق ذات يوم ، فبينا هو قائم على شط النهر ، إذ وجد سمكة ، فأتى بها المرأة لتصنعها له ، فشقتها ، فإذا هي بالحلقة في جوفها فأخذه ، فجعله في يده ، فعند ذلك سأل ربه : وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب »
حكمــــــة
عن مالك بن دينار ، قال : « بينا حبر من أحبار بني إسرائيل متكئ على سرير ، إذ رأى بعض بنيه يغامز النساء ، قال : مهلا يا بني ، كهيئة التعزير . فما كان بأسرع من أن أتته العقوبة من الله عز وجل ، فصرع عن سريره وانقطع نخاعه ، وأسقطت امرأته ، وقيل له : هكذا غضبت لي ؟ اذهب ، فلا يكون في جنسك خير أبدا »
حكمــــــة
قال سفيان الثوري : « أمر نبي من الأنبياء أن يأمر قومه يدخلوا الماء الإيمان ، فلم يفعلوا ، فأوحى الله عز وجل إليه : أن ارحل من عندهم ولا تقم بين أظهرهم . فرحل ، فمر نبي من الأنبياء يعالج ظلمة له ، فقال له : انزل فاصب منها ، قال : إني قد أمرت أن أدخل ولا أنزل . فلم يزل به حتى نزل فأصاب منها . فأتاه جبريل عليه السلام فقال : أمرت ألا تنزل فنزلت ؟ ليسلطن الله عليك قسورة ، فليدقن صدرك ، وليأكلن من كبدك . قال : فرحل ، فعرض له الأسد ، فدق صلبه ، وأكل من كبده »
حكمــــــة
عن ابن عباس ، وابن مسعود ، قالا : « لما كثر يعني ذنوب بني آدم دعت عليهم السماء والأرض والملائكة : ربنا أهلكهم . فأوحى الله إلى الملائكة : إني لو أنزلت الشهوة والشيطان منكم منزلتهما من بني آدم لفعلتم مثلما يفعلون . فحدثوا أنفسهم أنهم إن ابتلوا أنهم يستعصمون ، فأوحى الله عز وجل إليهم : أن اختاروا من أفضلكم ملكين ، فاختاروا هاروت وماروت ، فهبطا إلى الأرض حكمين ، وهبطت الزهرة في صورة امرأة ، وأهل فارس يسمونها بيذخت ، وكانت الملائكة قبل ذلك يستغفرون للذين آمنوا : ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك فلما وقعا في الخطيئة استغفروا لمن في الأرض ؛ إلا أن الله هو الغفور الرحيم ، فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، فاختاروا عذاب الدنيا »
حكمــــــة
عن أيوب ، قال : « تلا الحسن ذات يوم قوله تعالى : واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إلى آخر الآية ، فقال : حوت حرمه الله عليهم في يوم ، وأحله لهم فيما سوى ذلك ، فكان يأتيهم في الذي حرمه عليهم كأنه المخاض ، ما يمتنع من أحد ، فجعلوا يهمون ويمسكون ، وقل ما رأيت أحدا يكثر الإهمام بالذنب إلا واقعه ، فجعلوا يهمون بالذنب ويمسكون ، وأشده عقوبة في الآخرة ، وايم الله للمؤمن أعظم حرمة عند الله عز وجل من حوت ، ولكن الله عز وجل جعل موعدهم الساعة ، والساعة أدهى وأمر »
حكمــــــة
عن سليمان بن صرد ، « أن إبراهيم ، عليه السلام لما أرادوا أن يحرقوه بالنار جاءت عجوز ، فقالوا لها : أين تريدين تذهبين ؟ قالت : أذهب إلى هذا الرجل الذي يحرق ، فلما ذهب به ليطرح في النار قال : إني ذاهب إلى ربي سيهدين فلما طرحوه في النار قال : حسبي الله ونعم الوكيل ، قال الله تعالى : يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم قال : فقال أبو لوط ، وكان ابن عمه : لم تحرقه النار من أجلي . فأرسل الله عز وجل عليه نارا فأحرقته »
حكمــــــة
عن عبيد بن عمير ، قال « لما أراد الله عز وجل أن يهلك أصحاب الفيل ، بعث عليهم طيورا نشأت من البحر ، بلقا أمثال الخطاطيف ، كل طائر منها يحمل ثلاثة أحجار مجزعة : حجرين في رجليه ، وحجرا في منقاره . قال : فجاءت حتى صفت على رءوسهم ، ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها . فما وقع حجر على رأس رجل إلا خرج من دبره ، ولا وقع على شيء من جسده إلا خرج من الجانب الآخر . وبعث الله ريحا شديدا ، فضربت الحجارة فزادتها شدة ، فأهلكوا جميعا »
حكمــــــة
عن محمد بن كعب القرظي ، قال : « لما قال فرعون لقومه : ما علمت لكم من إله غيري نشر جبريل أجنحة العذاب غضبا لله عز وجل . فأوحى الله عز وجل إليه أن يا جبريل ، إنما يعجل بالعقوبة من يخاف الفوت . قال : فأمهله عز وجل بعد هذه المقالة أربعين عاما ، حتى قال : أنا ربكم الأعلى فذلك قوله عز وجل : فأخذه الله نكال الآخرة والأولى : قوله الأول ، وقوله الآخر . ثم أغرقه الله عز وجل وجنوده »
حكمــــــة
« عبد عابد ربه عز وجل سبعين سنة ، قال : فمر به جبريل عليه السلام يوما ، فقال : يا جبريل ، إلى أين ؟ قال : إلى مدينة كذا وكذا ، أقلب أسفلها أعلاها ، قال : ولم يا جبريل ؟ قال : لأنهم يعصون الله عز وجل من عشرين سنة ، قال : وإن الله عز وجل ليمهل للعباد عشرين سنة ؟ قال : نعم ، قال : فمضى جبريل عليه السلام ، ودخل العابد إلى أهله ، فجمع ولده فقال : كيف أنا لكم ؟ قالوا : من خير أب ، قال : فإني أعزم عليكم لما أحدتم السلاح حتى نصيب الطريق ، قالوا : يا أبانا بعد عبادة سبعين سنة ؟ قال : فمر جبريل عليه السلام فقال : أما عليك فلا يتاب »
حكمــــــة
قال وهب بن منبه : « قال الرب تبارك وتعالى لعلماء بني إسرائيل : تتعلمون لغير العمل ؛ وتفقهون لغير الدين ، وتجمعون الدنيا بالدين ، وتثقلون الدين على الناس أمثال الجبال ولا تعينونهم ، تنفون القذى من شرابكم وتبلعون أمثال الجبال من المحارم ، تبيضون الثياب وتلبسون مسوك الضأن وتخفون أنفس الثياب ، وتغتصبون بذلك مال اليتيم والمسكين والأرملة ، فبعزتي لأضربنكم بفتنة يعود فيها الحليم حيران .
حكمــــــة
عن كعب الأحبار ، قال : « إن الله عز وجل أوحى إلى البحر الغربي حين خلقه : قد خلقتك فأحسنت خلقك ، وأكثرت فيك من الماء ، وإني حامل فيك عبادا لي يكبروني ويسبحوني ويهللوني ويقدسوني ، فكيف تفعل بهم ؟ قال : أغرقهم ، قال تعالى : فإني أحملهم على كفي وأجعل بأسك في نواحيك . ثم قال للبحر الشرقي : قد خلقتك فأحسنت خلقك ، وأكثرت فيك الماء وإني حامل فيك عبادا لي ، فيكبروني ويهللوني ويسبحوني ، فكيف أنت فاعل بهم ؟ قال : أكبرك معهم ، وأهللك معهم ، وأحمدك معهم ، وأحملهم بين ظهري وبطني . فأعطاه الله عز وجل الحلية والصيد والطيب »
حكمــــــة
قال مالك بن أنس ، وابن أبي حازم ، والمغيرة بن عبد الرحمن ، « أن يوسف بن يونس بن حماس مرت به امرأة ، فوقعت في نفسه ، فدعا الله عز وجل ، فذهب بصره ، فأقام بعد ذلك دهرا يختلف إلى المسجد مكفوفا يقاد ، ثم إنه تحرك عليه بطنه وقد انصرف قائده ، فلم يجد من يقوده ، فرد الله عز وجل عليه بصره ، فلم يزل صحيح البصر حتى مات »
حكمــــــة
قال رجل من الشيعة : « كنا بمكة في المسجد الحرام قعودا ، فقام رجل نصف وجهه أسود ونصف وجهه أبيض ، فقال : يا أيها الناس ، اعتبروا بي ، فإني كنت أتناول الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما بسبهما ، فبينا أنا ذات ليلة في شأني ، إذ أتاني آت ، فرفع يده فلطم حر وجهي ، فقال : يا عدو الله ، أي فاسق ؟ أتسب الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ؟ فأصبحت وأنا على هذه الحالة »
حكمــــــة
عن جويرية بن أسماء ، عن عمه ، قال : « حججت ، فإني لفي دفعة مع قوم ، إذ نزلنا منزلا ومعنا امرأة ، فنامت ، فانتبهت وحية منطوية عليها ، قد جمعت رأسها مع ذنبها بين ثدييها . فهالنا ذلك ، فارتحلنا ، فلم تزل منطوية عليها لا تضيرها شيئا ، حتى دخلنا أنصاب الحرم ، فانسابت ، فدخلنا مكة فقضينا نسكنا وانصرفنا ، حتى إذا كنا بالمكان الذي انطوت فيه الحية وهو المنزل الذي نزلنا ، فنامت فاستيقظت والحية منطوية عليها . ثم صفرت الحية ، فإذا الوادي يسيل علينا حيات ، فنهشتها حتى بقيت عظاما ، فقلنا لجارية كانت لها : ويحك أخبرينا عن هذه المرأة ، قالت : بغت ثلاث مرات ، كل مرة تلد ولدا ، فإذا أرضعته ، سجرت التنور ثم ألقته فيه »