فوائد من كتاب الورع 2
حكمــــــة
عن عاصم بن عمر قال: بعث إلي عمر عند الفجر أو عند صلاة الصبح فأتيته فوجدته جالسا في المسجد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني لم أكن أرى شيئا من هذا المال يحل لي قبل أن اليه إلا بحقه ثم ما كان أحرم علي منه يوم وليته فعاد بأمانتي وإني كنت أنفقت عليك من مال الله شهرا فلست بزايدك عليه وإني كنت أعطيتك ثمرتي بالعالية العام فبعه فخذ ثمنه ثم أئت رجالا من تجار قومك فكن إلى جنبه فإذا ابتاع شيئا فاستشركه وأنفقه عليك وعلى أهلك قال فذهبت ففعلت.
حكمــــــة
عن الحسن قال: بينما عمر بن الخطاب يمشي ذات يوم في نفر من أصحابه إذا صبية في السوق يطرحها الريح لوجهها من ضعفها فقال عمر يا بؤس هذا من يعرف هذه قال له عبد الله أوما تعرفها هذه إحدى بناتك قال وأي بناتي قال بنت عبد الله بن عمر قال فما بلغ بها ما أرى من الضيعة قال إمساكك ما عندك قال إمساكي ما عندي عنها يمنعك أن تطلب لبناتك ما تطلب الأقوام أما والله ما لك عندي إلا سهمك مع المسلمين وسعك أو عجز عنك بيني وبينكم كتاب الله.
حكمــــــة
عن وهب بن منبه قال: كان جبار في بني إسرائيل يقتل الناس على أكل لحوم الخنازير فلم يزل الأمر حتى بلغ إلى عابد من عبادهم قال فشق ذلك على الناس فقال له صاحب الشرطة إني أذبح لك جديا فإذا دعاك الجبار لتأكل فكل فلما دعاه ليأكل أبى أن يأكل قال أخرجوه فاضربوا عنقه فقال له صاحب الشرطة ما منعك أن تأكل وقد أخبرتك إنه جدي قال أني رجل منظور إلي وإني كرهت يتأسى به في معاصي الله قال فقتله.
حكمــــــة
عن الشعبي قال: جاء رجلان الى شريح فقال أحدهما اشتريت من هذا دارا فوجدت فيها عشرة آلاف درهم فقال خذها فقال لم إنما اشتريت الدار فقال البائع خذها أنت قال لم وقد بعته الدار بما فيها فأدارا الأمر بينهما فأبيا فأتى زيادا فأخبره فقال ما كنت أرى أن أحدا هكذا بقي وقال لشريح أدخل بيت المال فألق في كل جراب قبضة حتى يكون للمسلمين ثم قال للشعبي كيف ترى الأمير قال أبو بكر بن عياش أعجبه ما صنع.
حكمــــــة
رأى عمر بن الخطاب قوما مجتمعين على أمر كرهه فسعى عليهم بالدرة فتفرقوا وقام رجل منهم فضربه وقال ما حملك على أن قمت لي حتى ضربتك ألا ذهبت كما ذهب أصحابك قال يا أمير المؤمنين إن الله جعل حقك علي أو قال على كل مسلم كحق الوالد على ولده وإني لما رأيتك سعيت كرهت أن أتعبك قمت حتى تقضي مني حاجتك قال الله كذلك حملك على ما صنعت فحلف فأخذ بيده فجلسا فلم يزل له مكرما حتى فارق الدنيا.
حكمــــــة
عن فرات بن مسلم قال: كنت أعرض على عمر بن عبد العزيز كتبي في كل جمعة فعرضتها عليه فأخذ منها قرطاسا قدر أربع أصابع فكتب فيه حاجة قال فقلت غفل أمير المؤمنين فأرسل من الغد أن جئني بكتبك قال فجئت بها فبعثني في حاجة فلما جئت قال لي مالنا أن ننظر فيها قلت إنما نظرت فيها أمس قال فاذهب أبعث إليك فلما فتحت كتبي وجدت فيها قرطاسا قدر القرطاس الذي أخذ.
حكمــــــة
عن فاطمة بنت عبد الملك قالت: اشتهى عمر بن عبد العزيز يوما عسلا فلم يكن عندنا فوجهنا رجلا على دابة من دواب البريد الى بعلبك فأتى بعسل فقلنا يوما إنك ذكرت عسلا وعندنا عسل فهل لك فيه قال نعم فأتيناه به فشرب ثم قال من أين لكم هذا العسل قال قلت وجهنا رجلا على دابة من دواب البريد بدينارين إلى بعلبك فاشترى لنا عسلا قال فأرسل الى الرجل فجاء فقال انطلق بهذا العسل الى السوق فبعه فاردد إلينا رأس مالنا وانظر الفضل فاجعله في علف دواب البريد ولو كان ينفع المسلمين في لتقيأت.
حكمــــــة
كان عمر بن عبد العزيز يقسم تفاحا بين الناس فجاء ابن له وأخذ تفاحة من ذلك التفاح فوثب إليه ففك يده فأخذ تلك التفاحة فطرحها في التفاح فذهب الى أمه مستغيثا فقالت له مالك أي بني فأخبرها فأرسلت بدرهمين فاشترت تفاحا فأكلت وأطعمته ورفعت لعمر فلما فرغ مما بين يديه دخل إليها فأخرجت له طبقا من تفاح فقال من أين هذا يا فاطمة فأخبرته فقال رحمك الله والله إن كنت لأشتهيه.
حكمــــــة
عن قتادة قال: كان معيقيب على بيت مال عمر فكنس بيت المال يوما فوجد فيه درهما فدفعه الى بن لعمر قال معيقيب ثم انصرفت الى بيتي فإذا رسول عمر قد جاءني يدعوني فجئت فإذا الدرهم في يده فقال لي ويحك يا معيقيب أوجدت علي في نفسك شيئا قال قلت ما ذاك يا أمير المؤمنين قال أردت أن تخاصمني أمة محمد صلى الله عليه و سلم في هذا الدرهم.
حكمــــــة
كتب عمر إلى أبي موسى إذا جاءك كتابي هذا فأعط الناس أعطياتهم وأحمل الي ما بقي مع زياد ففعل فلما كان عثمان كتب إلي أبي موسى بمثل ذلك ففعل فجاء زياد بما معه فوضعه بين يدي عثمان فجاء بن لعثمان فأخذ شيئا فمضى بها فبكى زياد فقال له عثمان ما يبكيك قال أتيت أمير المؤمنين عمرا بمثل ما أتيتك به فجاء بن له فأخذ درهما فأمر به فانتزع منه حتى بكى الغلام وإن ابنك جاء فأخذ هذه فلم أر أحدا قال له شيئا قال عثمان إن عمرا كان يمنع أهله وأقربائه ابتغاء وجه الله أعطي أهلي وأقربائي ابتغاء وجه الله ولن تلقى مثل عمر ولن تلقى مثل عمر ولن تلقى مثل عمر.