فوائد مختارة من كتاب "المُصنف" لابن أبي شيبة .
حكمــــــة
من الأئمة المتقدِّمين : الإمام عبدالله بن محمد بن أبي شيبة، المتوفي سنة (235 هـ) رحمه الله تعالى، والإمام له مصنفات كثيرة، قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله تعالى: صاحب الكتب الكِبار: "المسند"، و"المصنف" و"التفسير".
و"المُصنف" أهم كتبه وأشهرها، وهو موسوعة حديثية جمَعَ فيها الكثيرَ من الأحاديث والآثار، وقد أثنى عليه أهل العلم :
قال العلامة الذهبي رحمه الله: له كتابانِ كبيرانِ نَفِيسانِ: المسند، والمصنف.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: صاحب المصنف الذي لم يصنف أحد مثله قطُّ لا قبله ولا بعده.
وقال الشيخ عبدالله العبيد: من أعظم الدواوين في الإسلام جمعًا للآثار... ولهذا الكتاب وأضرابه من المصنفات في الآثار فوائد كثيرة من أجلها معرفة الذي عليه العمل من الأحكام ومعرفة تفسير السلف الصالح للأخبار النبويَّة ووزن الدلالات واحتمالها مآلاتها وحِكَمِ التشريع.
قراءة القرآن الكريم تحفظ العقل ، وتمنع الرد إلى أرذل العمر :
قراءة القرآن الكريم تحفظ العقل، وتمنع الرد إلى أرذل العمر:
• عن عبد الملك بن عمير - رحمه الله - قال:
كان يقال: إن أبقى الناس عقولًا قَرَأَةُ القرآن.
• عن عكرمة - رحمه الله - قال :
من قرأ القرآن لم يُرَدَّ إلى أرذل العمر، ثم تلا: ﴿ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾ [الحج: 5] .
الدعاء :
الدعاء :
* قال حذيفة - رضي الله عنه - :
ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلَّا مَنْ دعا بدعاء كدعاء الغَرِق .
* عن الحسن البصري - رحمه الله - :
أن أبا الدرداء - رضي الله عنه - كان يقول:
جدوا في الدعاء ؛ فإنه من يُكثرُ قرع الباب يُوشِكُ أن يُفتَح له .
*عن وهبة بن مُنبِّه - رحمه الله - قال :
مثل الذي يدعو بغير عمل ، مثل الذي يرمي بغير وتر .
سجود الشكر عند تجدُّد نعمة ، أو اندفاع بلية :
سجود الشكر عند تجدُّد نعمة، أو اندفاع بلية :
• عن محمد بن عبيد الله عن رجل لم يُسمِّه :
أن أبا بكر - رضي الله عنه - لما أتاه فتح اليمامة سجد .
• عن زيد بن أسلم عن أبيه - رحمه الله - قال :
بُشِّر عمر بفتحٍ فسَجَد .
• عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : رأيت عليًّا حين أتى بالمُخدج ؛ سجد سجدةَ شكرٍ .
القضاء بعلم وعدل :
القضاء بعلم وعدل :
• قال عمر - رضي الله عنه -:
ويل لديَّان أهل الأرض من ديَّان أهل السماء يوم يلقونه ، إلا من أمَّ العدل وقضى بالحق ، ولم يقض لهوى ولا قرابة
، ولا لرغبة ولا لرهبة، وجعل كتاب الله مرآة بين عينيه .
• عن قتادة - رحمه الله - :
أن أبا موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال :
لا ينبغي لقاضٍ أن يقضي حتى يتبيَّن له الحق كما يتبيَّن الليل عن النهار ! قال: فبلغ ذلك عمر، فقال - رضي الله عنه -: صدق أبو موسى.
كثرة الأموال سبب لإلقاء العداوة والبغضاء بين الناس :
كثرة الأموال سبب لإلقاء العداوة والبغضاء بين الناس:
عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف - رحمه الله - قال :
لما أُتي عمر بكنوز آل كسرى، فإذا من الصفراء والبيضاء ما يكاد أن يحار منه البصر،
فبكى عمر - رضي الله عنه - عند ذلك ،
فقال عبدالرحمن - رضي الله عنه -: ما يُبكيك يا أمير المؤمنين ؟
إن هذا اليوم يوم شكر وسرور وفرح !
فقال عمر - رضي الله عنه - :
ما كثر هذا عند قوم إلا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء .
عدم حبس المفلس ، وتركه ليعمل :
عدم حبس المفلس، وتركه ليعمل:
عن أبي المُهزَّم أن رجلًا أتى أبا هريرة في غريم له، فقال : احبسه،
قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: هل تعلم له عين مالٍ فآخذه به ؟
قال: لا،
قال: فهل تعلم له عقارًا كثيرة ؟
قال : لا،
قال: فما تريد ؟
قال: احبسه،
قال: لا، ولكني أدعهُ يطلب لك ولنفسه ولعياله.
الاعتذار ، وقبول العذر :
الاعتذار، وقبول العذر :
عن ابن عون - رحمه الله - قال :
اعتذرت إلى إبراهيم النخعي من شيء بلغه عني،
فقال: لا تعتذر، قد عذرناك غير معتذر .
وهو عند أبي خيثمة في كتاب العلم بسند صحيح عن ابن عون رحمه الله قال:
اعتذر رجل عند إبراهيم، فقال: قد عذرناك غير معتذر، إن الاعتذار يخالطه الكذب.
من يُصاحب ويُجالس :
من يُصاحب ويُجالس :
قال عمر - رضي الله عنه - :
جالسوا التوَّابين فإنهم أرقُّ أفئدةً .
عن أبي جحيفة - رضي الله عنه - قال :
جالسوا الكبراء ، وخالطوا الحكماء ، وسائلوا العلماء .
وأبو جحيفة السوائي الكوفي واسمه وهب بن عبد الله بن مسلم، من صغار الصحابة، لم يكن قد بلغ الحلم حين توفي النبي .
عسى أن يكون خيرًا :
عسى أن يكون خيرًا :
عن مسروق - رحه الله - قال :
كان رجل بالبادية له كلب وحمار وديك ، فالديك يوقِظُهم للصلاة ، والحِمار ينقلون عليه الماء ، وينتفعون به ، ويحمل لهم خباءهم ، والكلب يحرسهم ، فجاء ثعلب فأخذ الديك ، فحزنوا لذهاب الديك ، وكان الرجل صالحًا، فقال
: عسى أن يكون ذلك خيرًا ، فمكثوا ما شاء الله، ثم جاء ذئب فشَقَّ بطن الحِمار فقتله ، فحزنوا لذهاب الحمار، فقال الرجل الصالح : عسى أن يكون خيرًا ، ثم مكثوا بعد ذلك ما شاء الله ، ثم أُصيب الكلب ، فقال الرجل الصالح : عسى أن يكون خيرًا ، فلما أصبحوا نظروا فإذا هو قد سُبِي من حولهم وبقوا هم، قال: فإنما أخذوا أولئك بما كان عندهم من الصوت والجلبة، ولم يكن عند أولئك شيء يجلب، قد ذهب كلبهم وحمارهم وديكهم.
ومسروق : هو بن الأجدع، الإمام القدوة، كان أحد كبار التابعين والعلماء، حيث روى عن العديد من الصحابة مثل أبي بن كعب وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما . يتميز بعمق علمه وطلبه المتواصل ...
من يعظ غيره وينسى نفسه :
من يعظ غيره وينسى نفسه :
قال جندب بن عبد الله الأزدي - رضي الله عنه - :
مثل الذي يعظُ وينسى نفسه ، مثل المصباح يضيء لغيره ويُحرق نفسه .
[وهو راوي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
" مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه " رواه الطبراني بإسناد حسن وصححه الألباني ] .
عدم إسماع المُبتلى التعوُّذ من البلاء :
عدم إسماع المُبتلى التعوُّذ من البلاء :
عن يزيد عن أبي جعفر الباقر - رحمه الله - أنه كان يكره أن يُسمع المُبتلى التعويذ من البلاء .
[وعن أبي جعفر) هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بالباقر .
ونبَّه العلماء: أن الداعي يقول ذلك في نفسه سرا ولا يسمع صاحب البلاء] .
طاعة السلطان ، والحذر من غضبه :
طاعة السلطان، والحذر من غضبه :
• قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - :
أيها الناس ! إن هذا السلطان قد ابتُليتم به ، فإن عدل كان له الأجر وعليكم الشكر، وإن جار كان عليه الوِزْر وعليكم الصبر .
وعن الشعبي - رحمه الله - قال :
دخل شاب من قريش على معاوية فأغلظ عليه ، فقال له : يا بن أخي ، أنهاك عن السلطان ، إن السلطان يغضب غضب الصبي ، ويأخذ أخذ الأسد .
الفتن :
الفتن :
وعن محمد بن علي بن الحنفية [من تابعي التابعين] - رحمه الله - قال :
اتقوا هذه الفتن ، فإنه لا يشرف لها أحد إلا انتسفته، ألا إن هؤلاء القوم لهم أجل ومدة ، لو أجمع من في الأرض أن يزيلوا ملكهم لم يقدروا على ذلك ، حتى يكون الله هو الذي يأذن فيه، أتستطيعون أن تزيلوا هذه الجبال.
وقال حذيفة - رضي الله عنه - :
ما الخمرُ صرفًا بأذهب لعقول الرجال من الفتن .
وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال :
تكون فتنة أو فتن تستنظف العرب، قتلاها في النار، اللسانُ فيها أشدُّ من وقع السيف .
وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال :
تكون فتنة تُقبل مشبهة ، وتُدبر منتنة، فإن كان ذلك فالبُدُوا لُبُود الراعي على عصاه خلف غنمه، لا يذهب بكم السيل .
• عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
ويل للعرب من شَرٍّ قد اقترب : إمارة الصبيان ، إن أطاعوهم أدخلوهم النار ، وإن عصوهم ضربوا أعناقهم .
تغطية المرأة المحرمة لوجهها :
تغطية المرأة المحرمة لوجهها :
عن جعفر عن أبيه - رحمهما الله - :
أن عليًّا - رضي الله عنه - كان ينهى النساء عن النقاب وهنَّ حُرُم ؛ ولكن يسدلن الثوب على وجوههن سدلًا .
[وجعفر - هو : ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي رحمة الله عليهم ].
وعن ابن طاوس عن أبيه - رحمه الله - قال:
تردُّ المرأة المحرمة الثوب على وجهها ولا تنتقب .