فوائد من كتاب منهاج السنة النبوية
A
فوائد من كتاب منهاج السنة النبوية
ويوسف الصديق وإن كان أجمل من غيره من الأنبياء، وفي الصحيح (أنه أعطى شطر الحسن) فلم يكن بذلك أفضل من غيره، بل غيره أفضل منه، كإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين. ويوسف وإن كانت صورته أجمل، فإن إيمان هؤلاء وأعمالهم كانت أفضل من إيمانه وعمله وهؤلاء أوذوا على نفس الإيمان والدعوة إلى الله، فكان الذين عادوهم معادين لله ورسوله، وكان صبرهم صبراً على توحيد الله وعبادته وطاعته، وهكذا سائر قصص الأنبياء التي في القرآن.
ويوسف عليه السلام إنما آذاه إخوته لتقريب أبيه له، حسداً على حظ من حظوظ الأنفس، لا على دين. ولهذا كان صبره على التي راودته، وحبس الذين حبسوه على ذلك، أفضل له من صبره على أذى إخوته، فإن هذا صبر على تقوى الله باختياره حتى لا يفعل المحرم، وذلك صبر على أذى الغير الحاصل بغير اختياره. فهذا من جنس صبر المصاب على مصيبته، وذاك من جنس صبر المؤمن على الذين يأمرونه بالمعاصي ويدعونه إليها، فيصبر على طاعة الله وعن معصيته، ويغلب هواه وشهوته، وهذا أفضل.
فأما صبر إبراهيم وموسى وعيسى ونبينا صلوات الله وسلامه عليهم على أذى الكفار وعداوتهم على الإيمان بالله ورسوله، فذاك أفضل من هذا كله، كما أن التوحيد والإيمان أفضل من مجرد ترك الزنا، وكما أن تلك الطاعات أعظم، فالصبر عليها وعلى معاداة أهلها أعظم.
وأيضا فهؤلاء كانوا يطلبون قتل من يؤمن وإهلاكه بكل طريق، لا يحبون المؤمنين أصلاً، بخلاف يوسف فإنه إنما ابتُلي بالحبس، وكانت المرأة تحبه فلم تعاقبه بأكثر من ذلك، وقوله تعالى (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) سواء كان القصص مصدر قَصَّ يَقُصُّ قَصَصاً، أو كان مفعولاً: أي أحسن المقصوص، فذاك لا يختص بقصة يوسف، بل قصة موسى أعظم منها قدراً وأحسن، ولهذا كرر ذكرها في القرآن وبسطها. قال تعالى (فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ) ولهذا قال (بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ) وقد قرىء: (أحسن القِصص) بالكسرة، ولا تختص بقصة يوسف، بل كل ما قصه الله فهو أحسن القصص، فهو أحسن مقصوص، وقد قصه الله أحسن قصص.
ويوسف عليه السلام إنما آذاه إخوته لتقريب أبيه له، حسداً على حظ من حظوظ الأنفس، لا على دين. ولهذا كان صبره على التي راودته، وحبس الذين حبسوه على ذلك، أفضل له من صبره على أذى إخوته، فإن هذا صبر على تقوى الله باختياره حتى لا يفعل المحرم، وذلك صبر على أذى الغير الحاصل بغير اختياره. فهذا من جنس صبر المصاب على مصيبته، وذاك من جنس صبر المؤمن على الذين يأمرونه بالمعاصي ويدعونه إليها، فيصبر على طاعة الله وعن معصيته، ويغلب هواه وشهوته، وهذا أفضل.
فأما صبر إبراهيم وموسى وعيسى ونبينا صلوات الله وسلامه عليهم على أذى الكفار وعداوتهم على الإيمان بالله ورسوله، فذاك أفضل من هذا كله، كما أن التوحيد والإيمان أفضل من مجرد ترك الزنا، وكما أن تلك الطاعات أعظم، فالصبر عليها وعلى معاداة أهلها أعظم.
وأيضا فهؤلاء كانوا يطلبون قتل من يؤمن وإهلاكه بكل طريق، لا يحبون المؤمنين أصلاً، بخلاف يوسف فإنه إنما ابتُلي بالحبس، وكانت المرأة تحبه فلم تعاقبه بأكثر من ذلك، وقوله تعالى (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) سواء كان القصص مصدر قَصَّ يَقُصُّ قَصَصاً، أو كان مفعولاً: أي أحسن المقصوص، فذاك لا يختص بقصة يوسف، بل قصة موسى أعظم منها قدراً وأحسن، ولهذا كرر ذكرها في القرآن وبسطها. قال تعالى (فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ) ولهذا قال (بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ) وقد قرىء: (أحسن القِصص) بالكسرة، ولا تختص بقصة يوسف، بل كل ما قصه الله فهو أحسن القصص، فهو أحسن مقصوص، وقد قصه الله أحسن قصص.