فوائد من كتاب منهاج السنة النبوية
A
فوائد من كتاب منهاج السنة النبوية
وذلك أن الفتن إنما يُعرف ما فيها من الشر إذا أدبرت. فأما إذا أقبلت فإنها تُزَيّن، ويُظن أن فيها خيراً، فإذا ذاق الناس ما فيها من الشر والمرارة والبلاء، صار ذلك مبيناً لهم مضرتها، وواعظاً لهم أن يعودوا في مثلها. كما أنشد بعضهم:
الحـرب أول ما تكـون فتيـة... تسعى بزينتها لكل جهـول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها... ولت عجوزاً غير ذات حليل
شمطـاء ينـكر لونها وتغيرت... مكروهـة للشـم والتقبيـل
والذين دخلوا في الفتنة من الطائفتين لم يعرفوا ما في القتال من الشر، ولا عرفوا مرارة الفتنة حتى وقعت، وصارت عبرة لهم ولغيرهم، ومن استقرأ أحوال الفتن التي تجري بين المسلمين، تبين له أنه ما دخل فيها أحد فحمد عاقبة دخوله، لما يحصل له من الضرر في دينه ودنياه. ولهذا كانت من باب المنهي عنه، والإمساك عنها من المأمور به، الذي قال الله فيه (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)
الحـرب أول ما تكـون فتيـة... تسعى بزينتها لكل جهـول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها... ولت عجوزاً غير ذات حليل
شمطـاء ينـكر لونها وتغيرت... مكروهـة للشـم والتقبيـل
والذين دخلوا في الفتنة من الطائفتين لم يعرفوا ما في القتال من الشر، ولا عرفوا مرارة الفتنة حتى وقعت، وصارت عبرة لهم ولغيرهم، ومن استقرأ أحوال الفتن التي تجري بين المسلمين، تبين له أنه ما دخل فيها أحد فحمد عاقبة دخوله، لما يحصل له من الضرر في دينه ودنياه. ولهذا كانت من باب المنهي عنه، والإمساك عنها من المأمور به، الذي قال الله فيه (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)