فوائد من كتاب منهاج السنة النبوية
A
فوائد من كتاب منهاج السنة النبوية
أن يقال: المراد بهذا الإرث إرث العلم والنبوة ونحو ذلك لا إرث المال. وذلك لأنه قال (وورث سليمان داود) ومعلوم أن داود كان له أولاد كثيرون غير سليمان، فلا يختص سليمان بماله.
وأيضاً فليس في كونه ورث ماله صفة مدح، لا لداود ولا لسليمان، فإن اليهودي والنصراني يرث أباه ماله، والآية سيقت في بيان المدح لسليمان، وما خصه الله به من النعمة.
وأيضاً فإرث المال هو من الأمور العادية المشتركة بين الناس، كالأكل والشرب ودفن الميت، ومثل هذا لا يُقصُّ على الأنبياء إذ لا فائدة فيه، وإنما يقص ما فيه عبرة وفائدة تستفاد، وإلا فقول القائل: مات فلان وورث ابنه ماله، مثل قوله: ودفنوه، ومثل قوله: أكلوا وشربوا وناموا، ونحو ذلك مما لا يحسن أن يجعل من قصص القرآن.
وكذلك قوله عن زكريا (يرثني ويرث من آل يعقوب) ليس المراد به إرث المال، لأنه لا يرث من آل يعقوب شيئاً من
أموالهم بل إنما يرثهم ذلك أولادهم وسائر ورثتهم لو ورثوا، ولأن النبي لا يطلب ولداً ليرث ماله، فإنه لو كان يورث لم يكن بد من أن ينتقل المال إلى غيره: سواء كان ابناً أو غيره، فلو كان مقصوده بالولد أن يرث ماله، كان مقصوده أنه لا يرثه أحد غير الولد.
وهذا لا يقصده أعظم الناس بخلاً وشحاً على من ينتقل إليه المال.
وأيضاً فزكريا عليه السلام لم يُعرف له مال، بل كان نجاراً. ويحيى ابنه عليه السلام كان من أزهد الناس.
وأيضاً فليس في كونه ورث ماله صفة مدح، لا لداود ولا لسليمان، فإن اليهودي والنصراني يرث أباه ماله، والآية سيقت في بيان المدح لسليمان، وما خصه الله به من النعمة.
وأيضاً فإرث المال هو من الأمور العادية المشتركة بين الناس، كالأكل والشرب ودفن الميت، ومثل هذا لا يُقصُّ على الأنبياء إذ لا فائدة فيه، وإنما يقص ما فيه عبرة وفائدة تستفاد، وإلا فقول القائل: مات فلان وورث ابنه ماله، مثل قوله: ودفنوه، ومثل قوله: أكلوا وشربوا وناموا، ونحو ذلك مما لا يحسن أن يجعل من قصص القرآن.
وكذلك قوله عن زكريا (يرثني ويرث من آل يعقوب) ليس المراد به إرث المال، لأنه لا يرث من آل يعقوب شيئاً من
أموالهم بل إنما يرثهم ذلك أولادهم وسائر ورثتهم لو ورثوا، ولأن النبي لا يطلب ولداً ليرث ماله، فإنه لو كان يورث لم يكن بد من أن ينتقل المال إلى غيره: سواء كان ابناً أو غيره، فلو كان مقصوده بالولد أن يرث ماله، كان مقصوده أنه لا يرثه أحد غير الولد.
وهذا لا يقصده أعظم الناس بخلاً وشحاً على من ينتقل إليه المال.
وأيضاً فزكريا عليه السلام لم يُعرف له مال، بل كان نجاراً. ويحيى ابنه عليه السلام كان من أزهد الناس.