كتاب «أدب الدين والدنيا» للإمام الماوردي
كتاب «أدب الدين والدنيا» للإمام الماوردي
ومن آداب العلماء ألا يبخلوا بتعليم ما يُحسنون، ولا يمتنعوا من إفادة ما يعلمون؛ فإنَّ البخل به لؤمٌ وظلم، والمنع منه حسدٌ وإثم، وكيف يسوغ لهم البخل بما مُنحوه جودًا من غير بخل، وأُوتوه عفوًا من غير بذل؟
أم كيف يجوز لهم الشحُّ بما إن بذلوه زاد ونما، وإن كتموه تناقص ووهى؟ ولو استنَّ بذلك مَن تقدَّمهم لما وصل العلم إليهم، ولا نقرض عنهم بانقراضهم، ولصاروا على مرور الأيام جهَّالًا، وبتقلُّب الأحوال وتناقضها أرذالًا؛ وقد قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾.