العلوم: علوم شرعية, وعلوم يقصد بها منافع دنيوية
العلوم: علوم شرعية, وعلوم يقصد بها منافع دنيوية
قال العلامة السعدي رحمه الله: العلوم قسمان:
علوم نافعة تزكي النفوس وتهذب الأخلاق وتصلح العقائد وتكون بها الأعمال صالحة مثمرة للخيرات وهي العلوم الشرعية وما يتبعها مما يعين عليها من علوم العربية
والنوع الثاني: علوم لا يقصد بها تهذيب الأخلاق، وإصلاح العقائد والأعمال، وإنما يقصد بها المنافع الدنيوية فقط، فهذه صناعة من الصناعات، وتتفاوت بتفاوت منافعها الدنيوية، فإن قُصد بها الخير، وبُنيت على الإيمان والدين، صارت علوماً دنيوية دينيه وإن لم يقصد بها الدين صارت علوماً دنيوية محضة لا غاية شريفة لها، بل غاياتها دنية ناقصة جداً فانية وربما ضرّت أهلها من وجهين: أحدهما: قد تكون سبباً لشقائهم الدنيوي وهلاكهم وحلول المثلات بهم كما هو مشاهد في هذه الأوقات حيث صار ضرر العلوم التي أحدثت المخترعات والأسلحة الفتاكة شراً عظيماً على أهلها وغيرهم. والثاني: أن أهلها تحدث لهم الزهو والكبر والإعجاب بها، وجعلها هي الغاية المقصودة من كل شيء. فيحتقرون غيرهم، وتأتيهم علوم الرسل التي هي العلوم النافعة فيدفعونها ويتكبرون عنها، فرحين بعلومهم التي تميزوا بها عن كثير من الناس، فهؤلاء ينطبق عليهم أتم الانطباق قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [غافر:83]
& العلوم الشرعية نوعان: مقاصد، وهي علم الكتاب والسنة. ووسائل إليها، مثل: علوم العربية بأنواعها، فإن معرفة الكتاب والسنة وعلومهما تتوقف أو يتوقف أكثرها على معرفة علوم العربية، ولا تتم معرفتهما إلا بها، فيكون الاشتغال بعلوم العربية لهذا الغرض تابع للعلوم الشرعية.