فوائد من كتاب الزهد لابن المبارك 6
فوائد من كتاب الزهد لابن المبارك 6
عَن عَبد الله بن عَمْرو بن العاص قَالَ إن أهل النار يدعون مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما ثم يرد عليهم إِنَّكُم مَّاكِثُونَ قَالَ فكانت والله دعوتهم... قَالَ ثم يدعون ربهم فيقولون رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا... مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ قَالَ هذه الثالثة قَالَ ثم نادوا الرابعة رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَالَ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ثم سكت عنهم ما شاء الله ثم ناداهم أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ قَالَ فلما سمعوا صوته قالوا الآن يرحمنا فقالوا عند ذلك رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا أي الكتاب الذي كتب علينا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قَالَ عند ذلك اخْسَؤُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ فانقطع عند ذلك الدعاء والرجاء منهم وأقبل بعضهم على بعض بعضهم في وجه بعض فأطبقت عليهم قَالَ فحدثني الأزهر بن أبي الأزهر أنه ذكر له أن ذلك قوله هَذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ