ماذا لو استيقظت يوما، لتجد نفسك رغم وردك من الأذكار،ورغم قراءتك القرآن، ورغم كل من يحيطون بك، تحس بوحدة ووحشة رهيبة..تحاول فك شيفرة ما يحصل لك،وربط النتائج بالأسباب..تفتش وتفتش فلا تجد بما تشبّه به ما أنت فيه سوى وحدتك في القبر.. وتجد نفسك تردد من غير وعي: " اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي.. اللهم هبها ساعة رضا.. " فإذا بعبارة " ساعة رضا " توقظ وعيك..تنبش بك ذاكرتك الموشومة بالآثام لتواجهك بحقيقتك.. تقلب صحائف أعمالك فلا تجد فيها غير الكسير والعوير، وذنوبا أثبتت فيها بجدارة تلبسك بالوحل والطين والدون والهوان والجرأة على الحليم المنان.. فتبقى نفسك التي تاقت منذ لحظة إلى لقاء مولاها، و أملت في الخلاص من رحلة الشقاء،وعلقت الأماني على أن تؤنس وحشتها في كنف الرحيم الرحمن،تبقى معلقة ببرزخ،لا هي راكنة للدنيا فأوجاعها قد هدَّتها، ولا هي راحلة إلى دار الهناء،فكل الزاد خوف و أماني،وكل الأعمال محض رجاء..
لك الله من قبل ومن بعد يا أيتها النفس الموقوفة على مقصلة حقيقتك الموجعة..