ثانيا : في موكب مفاتيح الخير
ثانيا : في موكب مفاتيح الخير
مفاتيح الخير - بدر عبدالحميد هميسه
حرص السلف الصالح رضوان الله عليهم علـى أن يكونـوا لأبنائهم مفاتيح للخير والصلاح والهداية، يروي لنا التاريخ أن عمر بن عبد العزيز كان قد أرسله أبوه وهو شاب صغير إلـى المدينـة المنورة ليتعلم فيها الفقه وعلوم الدين، وكان صـالح بـن كيـسان مؤدبه والقائم على أمر ملازمته وتوجيهه وإرشاده، وفي ذات يـوم انتبه هذا المؤدب أن عمر بن عبد العزيز لم يحضر صلاة الجماعـة وتخلف عنها، فذهب إليه ليستطلع الأمر فسأله قائلاً: ما أخرك عـن
صلاة الجماعة؟ فأجاب عمر: كانت مرجلتي تسكن شعري، فأجابـه صالح متعجباً: وبلغ من تسكين شعرك أنه يؤخرك عـن الـصلاة !! وكتب بذلك إلى أبيه عبد العزيز بن مروان، فما كان من أبيه إلا أن أمر بحلق رأسه تأديباً له وتربية وتعليماً حتى لا يعود لمثلها.