فوائد من كتاب الفوائد 1
يتضمن قول العبد في الحديث ( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك )ان العبد ليس له غير باب سيده وفضله وإحسانه . وأن سيده إن أهمله وتخلى عنه هلك ولم يؤهِ أحد ، ولم يعطف عليه ، بل يضيع أعظم ضيعة . وفي ضمن ذلك الاعتراف بأنه مربوب مدبَّر مأمور منهي ، إنما يتصرف بحكم العبودية لا بحكم الاختيار لنفسه ، فليس هذا شأن العبد بل شأن الملوك الأحرار ، وأما العبيد فتصرفهم على محض العبودية . ويتضمن التزام عبوديته من الذل والخضوع والإنابة وامتثال أمر سيده واجتناب نهيه ودوام الافتقار إليه واللجأ إليه والاستعانة به والتوكل عليه . وفيه أيضاً : إني عبد من جميع الوجوه : صغيراً وكبيراً ، حياً وميتاً ، مطيعاً وعاصياً ، معافى ومبتلى بالروح والقلب واللسان والجوارح .