كتاب طاهر بن الحسين لابنه عبد الله
كتاب طاهر بن الحسين لابنه عبد الله
ليس شيء أسرع فسادًا لما استقبلت فيه أمر رعيتك من الشح. واعلم أنك إذا كنت حريصًا كنت كثيرَ الأخذ قليلَ العطية، وإذا كنت كذلك لم يستقم أمرك إلا قليلاً، فإن رعيتك إنما تعقد على محبتك بالكف عن أموالهم وترك الجَوْر عليهم. وَوَالِ مَن صافاك مِن أوليائك بالإفضال عليهم وحسن العطية لهم.
واجتنب الشح، واعلم أنه أول ما عَصى الإنسانُ به ربَّه، وأن العاصي بمنزلة الخزي، وهو قول الله (عز وجل): {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9]، [التغابن:16]. فَسَهِّل طريق الجود بالحق، واجعل للمسلمين كلِّهم في فيئك حظًا ونصيبًا. وأيقن أن الجود أفضل أعمال العباد، فأَعِدَّه لنفسك خُلُقًا، وارضَ به عملاً ومذهبًا.