كتاب طاهر بن الحسين لابنه عبد الله
كتاب طاهر بن الحسين لابنه عبد الله
لا تتهمن أحدًا من الناس فيما توليه من عملك قبل أن تكشف أمره؛ فإن إيقاعَ التهمِ بالبُرَآء، والظنون السيئة بهم، آثَمُ إثمٍ.
فاجعل من شأنك حسن الظن بأصحابك، واطرد عنك سوء الظن بهم، وارفضه فيهم؛ يُعِنْك ذلك على استطاعتهم ورياضتهم. ولا تتخذنَّ عدوَ اللهِ الشيطانَ في أمرك معمدًا، فإنه إنما يكتفي بالقليل من وَهَنِك ويدخل عليك من الغم بسوء الظن بهم ما ينقص لذاذة عيشك.
واعلم أنك تجد بحسن الظن قوةً وراحة، وتكتفي به ما أحببت كفايته من أمورك، وتدعو به الناس إلى محبتك والاستقامة في الأمور كلِّها.
ولا يمنعك حسنُ الظن بأصحابك، والرأفة برعيتك، أن تستعمل المسألةَ والبحثَ عن أمورك، والمباشرةَ لأمور الأولياء، وحياطة الرعية، والنظر في حوائجهم، وحمل مئوناتهم، أيسر عندك مما سوى ذلك، فإنه أقوم للدين وأحيا للسنة.