من وصايا الصحابي الجليل عبادة بن الصامت لبنيه
من وصايا الصحابي الجليل عبادة بن الصامت لبنيه
لما حضرت عبادة الوفاةُ، قال:
(أخرجوا فراشي إلى الصحن)، يعني: الدار،
ثم قال:
اجمعوا لي مواليَّ، وخدمي، وجيراني، ومن كان يدخل عليَّ، فجمعوا له، فقال:
إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي عليَّ من الدنيا، وأول ليلة من الآخرة، وإنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء، وهو - والذي نفس عبادة بيده - القصاص يوم القيامة، وأحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي فقالوا: بل كنت والدًا، وكنت مؤدبًا.
فقال: أغفرتم لي ما كان من ذلك؟
قالوا: نعم.
فقال: اللهم اشهد.
ثم قال: أما الآن فاحفظوا وصيتي:
أُحَرِّج على كل إنسان منكم أن يبكي، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجده فيصلي ركعتين، ثم يستغفر لعبادة ولنفسه، فإن الله (تعالى) قال: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة:45].
ثم أسرعوا بي إلى حفرتي، ولا تتبعوني بنار.