21. حياة السلف بين القول والعمل
21. حياة السلف بين القول والعمل
حال بعض السلف الذين يرغبون طول العمر للزيادة في العمل: وعن عباس بن جليد الحجري، عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه، أنه قال: لولا ثلاث خلال لأحببت أن لا أبقى في الدنيا. فقلت: وما هن؟ فقال: لولا وضوع وجهي للسجود لخالقي، في اختلاف الليل والنهار، يكون تقدمة لحياتي، وظمأ الهواجر، ومقاعدة أقوام ينتقون الكلام كما تنتقى الفاكهة، وتمام التقوى أن يتقي الله - عزَّ وجلَّ - العبد، حتى يتقيه في مثل مثقال ذرة، حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما، يكون حاجزًا بينه وبين الحرام. إن الله تعالى قد بين لعباده الذي هو يصيرهم إليه، قال - تعالى -: " وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " [الزلزلة: 8] فلا تحقرن شيئًا من الشر أن تتقيه، ولا شيئًا من الخير أن تفعله. [الحلية (تهذيبه) 1 / 169].