فوائد من كتاب الذاكرون الله والذاكرات من كتاب«الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب» لابن القيم 2
فوائد من كتاب الذاكرون الله والذاكرات من كتاب«الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب» لابن القيم 2
من فوائد الذكر: أن الشياطين قد احتوشت العبد وهم أعداؤه، فما ظنك برجل قد احتوشه أعداؤه المحنقون عليه غيظاً، وأحاطوا به، وكل منهم يناله بما يقدر عليه من الشر والأذين ولا سبيل إلى تفريق جمعهم عنه إلا بذكر الله عز وجل. وكذلك الشيطان لا يحرز العباد أنفسهم منه إلا بذكر الله عز وجل، وفي الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال – يعني إذا خرج من بيته – بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له كُفيت وهُديت ووُقيت، وتنحى عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هُدى وكُفي ووُقي»(رواه الترمذي وأبو داود)؟ وفي (الصحيحين): من حديث سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فيولد بينهما ولد لا يضره شيطان أبداً». وقد ثبت في (الصحيحين) أن الشيطان يهرب من الأذان. قال صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان إذا نودي بالصلاة، ولي وله حُصاص»، وفي رواية: «إذا سمع النداء ولي وله ضُراط، حتى لا يسمع التأذين...» الحديث.