فوائد من كتاب 30 وقفة في فن الدعوة لعائض القرني
فوائد من كتاب 30 وقفة في فن الدعوة لعائض القرني
ينبغي على الداعية أن لا ييأس من استجابة الناس، بل عليه أن يصبر ويثابر، ويسأل الله لهم الهداية في السجود، ولا يستعجل عليهم، فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة يدو إلى (لا إله إلا الله)، فلم ييأس مع كثرة الإيذاء !! ومع كثرة السب !! ومع كثرة الشتم !! واعلم أن ما تتعرض له من صعوبات لا يقارن بما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك صبر وتحمل كل ذلك ولم يغضب، حتى أتاه ملك الجبال ! فقال له: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئاً) أخرجه البخاري ومسلم. فأخرج الله من أصلاب الكفرة القادة، فمن صُلب الوليد بن المغيرة: خالد بن الوليد، ومن صُلب أبي جهل: عكرمة بن أبي جهل. فما أحسن الطريقة، وما أحسن ألا ييأس الداعية، وأن يعلم أن العاصي قد يتحول بعد عصيانه إلى إمام مسجد ! أو خطيب ! أو إلى عالم !