2. فوائد من كتاب أسعـد امـرأة في العـالـم
2. فوائد من كتاب أسعـد امـرأة في العـالـم
الفريدة الخامسة: اطمئني فكلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقدر: مما يذكره (ديل كارنيجي) عوضاً عن الإيمان بالقضاء والقدر، أن الرجل يطلب من المصاب أن يتبلد أمام الأنواء، كما تتبلد قطعان الجاموس وجذوع الأشجار !!، وهو معذور فيما يصف لأنه لم يقع على الدواء الذي بين أيدينا، ولنسمع له يقول: رفضت ذات مرة أن أقبل أمراً محتماً واجهني، وكنت أحمق، فاعترضت وثرت وغضبت وحوّلت لياليَّ إلى جحيم من الأرق، وبعد عام من التعذيب النفساني امتثلت لهذا الأمر الحتم الذي كنت أعلم من البداية أنه لا سبيل إلى تغييره، وما كان أخلقني أن أردد مع الشاعر (والت هويتمان) قوله: (ما أجمل أن أواجه الظلام والأنواء والجوع). (والمصائب والمآسي واللوم والتقريع). (كما يواجهها الحيوان، وتواجهها من الأشجار الجذوع !). ولقد أمضيت اثني عشر عاماً من حياتي مع الماشية، فلم أر بقرة تبتئس لأن المرعى يحترق، أو لأنه جف لقلة الأمطار، أو لأن صديقها الثور راح يُغازل بقرة أخرى، إن الحيوان يواجه الظلام والعواصف والمجاعات هادئاً ساكناً، ولهذا قلَّ ما يصاب بانهيار عصبي أو قرحةٍ في المعدة !!