2. فوائد من كتاب أسعـد امـرأة في العـالـم
2. فوائد من كتاب أسعـد امـرأة في العـالـم
الزبرجدة العاشرة: غايةُ الكرم ونهاية الجود: سبى الروم بعض النساء المسلمات، فعلم بالخبر (المنصور بن عمار) فقالوا له: (لو اتخذت مجلساً بالقرب من أمير المؤمنين، فحرضت الناس على الغزو؟ وفعلاً جعل له مجلساً بقرب أمير المؤمنين هارون الرشيد، وذلك في (الرقة) في الشام.وبينما كان الشيخ (منصور) يحث الناس على الجهاد في سبيل الله، إذْ طرحت خرقة بها صرة مختومة ومضمومة بها كتاب، فك (منصور) الكتاب وإذا فيه: (إني امرأة من أهل البيوتات من العرب، بلغني ما فعل الروم بالمسلمات، وسمعت تحريضك الناس على الغزو في ذلك، فعمدت إلى أكرم شيء من بدني وهما ذؤابتاي (أي: ضفيرتاها) فقطعتهما وصررتهما في هذه الخرقة المختومة، وأناشدك بالله العظيم لما جعلتهما قيد (لجام) فرس غازٍ في سبيل الله، فلعل الله العظيم أن ينظر إلىّ على تلك الحال فيرحمني بهما). فلم يتمالك (منصور) نفسه تجاه تلك العبارات البليغة، فبكى وأبكى الناس، فقام هارون الرشيد وأمر بالنفير العام، فغزا بنفسه مع المجاهدين في سبيل الله، ففتح الله عليهم.