فوائد من كتاب حتى لا تغرق السفينة لعائض القرني
فوائد من كتاب حتى لا تغرق السفينة لعائض القرني
الأمن مطلب الجميع: فإن الأمن ينشده الوالي، وينشده الراعي والرعية، والعلماء والعامة، والرجال والنساء، فإذا ذهب الأمن فلا أمان والرسول عليه الصلاة والسلام عد الأمن من أعظم النعم، فقال: من اصبح في سربه، معافى في بدنه، عنده قوته وقوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)، فالواجب علينا أن نسعي في استتباب الأمن، وأن نأخذ علي يد مهدد أمننا، ولا نرضي بسلوك منهجهم، ولا إتباع طريقهم، ولا نقرهم علي خطئهم، ونبرأ إلي الله من فعلهم. ألا نعتبر مما حصل في دول فقدت الأمن، وقدمت صوت البندقية علي صوت العقل، واستخدمت حوار الرصاص علي حوار المنطق، ألا ننظر ما حل في بعض البلدان؛ من سفك للدماء، وهتك للأعراض، بعد أن كانوا قبل ذلك مقبلين علي عودة صادقة إلي الله، كانت مساجدهم ممتلئة بالمصلين، وكان بينهم أخوة ووفاق، ثم انحرف الحال، قتمزقوا أيدي سبأ، وصاروا شذر مذر، وصاروا عظة للمتعظين.