فائدة
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
3 - وفي شعبان من هذه السنة: قدم عدي بن حاتم الطائي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم كان عدي بن حاتم نصرانيا، وهو ابن حاتم الطائي المشهور بالكرم، وكان شريفا في قومه، فلما سمع برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كره دعوته، وترك قومه ولحق بنصارى الشام، فكره مكانه الجديد أكثر من كراهته لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقال في نفسه: لو أتيته فإن كان ملِكا أو كاذبا لم يَخْف عليَّ وإن كان صادقا اتبعته. فأقبلت فلما قدمت المدينة استشرف لي الناس وقالوا: جاء عدي بن حاتم، جاء عدي بن حاتم، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لي: يا عدي بن حاتم أسلم تسلم، قال: قلت: إن لي دينا، قال: أنا أعلم بدينك منك - مرتين أو ثلاثا - ألست ترأس قومك؟، قال: قلت: بلى، قال: ألست تأكل المِرْبَاع (ربع غنائم الحرب)، قال: قلت: بلى، قال: فإن ذلك لا يحل لك في دينك، قال: فتضعضعت لذلك، ثم قال: يا عدي بن حاتم أسلم تسلم، فإني قد أظن - أو قد أرى أو كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - أنه ما يمنعك أن تسلم خصاصة (حاجة وفقر) تراها من حولي، وتوشك الظعينة (المرأة على البعير في الهودج) أن ترحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت، ولتفتحن علينا كنوز كسرى بن هرمز، وليفيضن المال - أو ليفيض - حتى يهم الرجل من يقبل منه ماله صدقة